أشعار مختلفة

أرانا موضعين لأمر غيب

أرانا موضعين لأمر غيب

وَنُسْحَرُ بالطَّعامِ، وَبالشَّرابِ

عَصافيرٌ، وَذُبَّانٌ، وَدودٌ،

وأجْرأُ مِنْ مُجَلِّحَة ِ الذِّئابِ

فبعضَ اللوم عاذلتي فإني

ستكفيني التجاربُ وانتسابي

إلى عرقِ الثرى وشجت عروقي

وهذا الموت يسلبني شبابي

ونفسي،، سَوفَ يَسْلُبُها، وجِرْمي،

فيلحِقني وشيكا بالتراب

ألم أنض المطي بكلِّ خرق

أمَقَ الطُّولِ، لمَّاعِ السَّرابِ

وأركبُ في اللهام المجر حتى

أنالَ مآكِلَ القُحَمِ الرِّغابِ

وكُلُّ مَكارِمِ الأخْلاقِ صارَتْ

إلَيْهِ هِمَّتي، وَبِهِ اكتِسابي

وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ، حَتى

رضيتُ من الغنيمة بالإياب

أبعد الحارث الملكِ ابن عمرو

وَبَعْدَ الخيرِ حُجْرٍ، ذي القِبابِ

أرجي من صروفِ الدهر ليناً

ولم تغفل عن الصم الهضاب

وأعلَمُ أنِّني، عَمّا قَريبٍ،

سأنشبُ في شبا ظفر وناب

كما لاقى أبي حجرٌ وجدّي

ولا أنسي قتيلاً بالكلاب[١]

المؤنسة

تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا

وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا

وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ

بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا

بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي

بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا

فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً

بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا

فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت

بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا

فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى

وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا

فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ

إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا

خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس

خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا

فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً

وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا

وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما

يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا

لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا

وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا

وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ

تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا

فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها

وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا

إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ

تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا

سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت

بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا

وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً

وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا

وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً

لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا

خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي

قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها

فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا

وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ

لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا

فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت

فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا

فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ

وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا

وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم

مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا

وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل

بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا

فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها

يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا

فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ

وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا

وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا

سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا

وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ

مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا

وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها

مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا

فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها

عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها

فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا

قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا

وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا

وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ

أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهامَ فُؤادَيا

أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ

وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني

أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا

أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها

بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا

وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها

وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا

أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها

أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا

خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى

فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا

لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ ال

عَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيونَ البَواكِيا

خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما

أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا

وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني

سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا

فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ

أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا

خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى

خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا

وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضِ المُنى

بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا

يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ

يَرومُ سُلوّاً قُلتُ أَنّى لِما بِيا

بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني

فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا

إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ

فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا

إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل

بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا

فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي

وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا

وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً

يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا

أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها

وَمُتَّخَذٌ ذَنباً لَها أَن تَرانِيا

إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني

أُصانِعُ رَحلي أَن يَميلَ حِيالِيا[٢]

عوجا خليليَّ لقينا حسبا

عوجا خليليَّ لقينا حسبا

مِنْ زمن أَلْقى عَليْنا شَغْبَا

ما إِنْ يرى النَّاسُ لِقلْبِي قلْبا

كلَّفني سلمى غداة َ أتبا

وقد أجازت عيرها الأجبَّا

أصْبحْتُ بصْرِيًّا وحلَّتْ غَرْبَا

فالعينُ لا تغفي وفاضت سكبا

أمَّلْتُ ما منُّيْتُمانِي عُجْبا

بالخصيبِ لو وافقتُ منهُ خصبا

فلا تغرَّاني وغُرَّا الوطبا

إِنِّي وحمْلِي حُبَّ سلْمَى تبَّا

كحاملِ العبء يُرجَّى كسبا

فخاب منْ ذاك ولاقى تعبا

وقدْ أرانِي أرْيحِيًّا ندْبا

أروي النَّدامى وأجرُّ العصبا

أزْمان أغْدُو غزٍلاً أقبَّا

لا أتَّقي دون سليمى خُطبا

وما أبالي الدَّهيانَ الصَّقبا

يا سلمَ يا سلمَ دعي لي لبَّا

أو ساعفينا قد لقينا حسبا

ما هكذا يجْزِي الْمُحِبُّ الْحِبّا

وصاحِبٍ أغْلَقَ دُونِي درْبا

قلتُ لهُ ولم أحمحم رعبا:

إنَّ لنا عنك مساحاً رحبا

فأحْمِ جنْباً سوْف نَرْعى جنْبا

وفتية ٍ مثلِ السَّعالي شبَّا

مِن الْحُمَاة ِ الْمانِعِينَ السَّرْبا

تلْقى شَبَا الكأسِ بِهِمْ والحرْبا

كلَّفتهم ذا حاجة ٍ وإربا

عِنديَ يُسْرٌ فَعَبَبنا عَبَّا

منْ مقَدِيٍّ يُرْهِق الأَطِبّاَ

أصْفرَ مثْلِ الزّعْفَرانِ ضَرْبَا

كأسِ امرئ يسمو ويأبى جدبا

مالَ علينا بالغريض ضهبا

والرَّاح والرِّيحان غضًّا ورطبا

وألْقَيْنة ِ الْبكْرِ تُغَنِّي الشَّرْبا

والْعِرْقُ لاندْرِي إِذا ما جبَّى

أضاحِكاً يحْكِي لنا أمْ كلْبا

يسْجُدُ لِلْكأْسِ إِذا ما صُبَّا

كقارِىء السَّجْدة ِ حِين انْكبَّا

حتَّى إِذا الدِّرْياقُ فِينا دبَّا

وجنَّ ليلٌ وقضينا نحبا

رحنا مع اللَّيلِ ملوكاً غلبا

مِنْ ذَا ومِنْ ذاك أَصبْنا نهْبَا

وحلبت كفِّي لقومٍ حلبا

فلم أرشِّح لعشيرٍ ضبَّا

ورُبَّما قُلْتُ لعمْرِي نَسْبَا

الْعضْبُ أشْهَى فأذِقْنِي الْقَضْبا

فالآن ودَّعْتُ الْفُتُوَّ الحُزْبا

أعتبتُ من عاتبني أو سبَّا

ورَاجَعَتْ نفْسِي حَجاها عُقْبا

فالْحمْدُ للَّه الَّذِي أهبَّا

مِنْ فُرْقة ٍ كانتْ عليْنا قضْباً

أتى بِها الْغيُّ فأغْضى الرَّبَّا

وَمَلِكٍ يَجْبي الْقُرى لا يُجْبى

نزورهُ غبًّا ونؤتي رهبا

ضخْمِ الرِّواقيْنِ إِذا اجْلعبَّا

يخافه النَّاسُ عدى ً وصحبا

كما يخافُ الصَّيدنُ الأزبَّا

صبَّ لنا من ودِّهِ واصطبَّا

ودًّا فما خنتُ ولا أسبَّا

ثبَّت عهْداً بيْنَنَا وثبَّا

حتَّى افترقنا لم نُفرِّقْ شعْبَا

كذاك من ربَّ كريماً ربَّا

والناسُ أخيافٌ ندى ً وزبَّا

فصافِ ذا وُدٍّ وجانِبْ خَبَّا[٣]

المراجع

  1. “أرانا موضعين لأمر غيب”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2019.
  2. قيس بن الملوح، ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى، صفحة 121.
  3. “عوجا خليليَّ لقينا حسبا”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2019.