شعر الزير سالم

الزّير سالم

  • الزّير سالم أو المهلهل بن ربيعة من شعراء العرب، اسمه عديّ بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، المهلهل.
  • كان المهلهل من أبطال العرب في الجاهليّة من أهل نجد. وهو خال الشاعر امرؤ القيس.
  • لقّب الشّاعر بالمهلهل لأنّه أوّل من هلهل نسج الشعر، أي رقّقه، وكان من أصبح الناس وجهاً، ومن أفصحهم لساناً.
  • عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسمّاه أخوه كليب (زير النساء) و التي تعني جليسهنّ.
  • يتميز شعره بأنه عالي الطبقة

من قصائده الجميلة

يقول الزّير أبو ليلى المهلهل

وقلب الزير قاسي لا يلينا

وإن لان الحديد ما لان قلب

وقلبي من حديد القاسيينا

تريد أميه أن أصال

وما تدري بما فعلوه فينا

فسبع سنين قد مرّت عليّ

أبيت الليل مغموماً حزينا

أبيت الليل أنعي كليب

أقول لعلّه يأتي إلينا

أتتني بناته تبكي وتنعي

تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنّا

وخلانا يتامى قاصرينا

وأنت اليوم يا عمّي مكان

وليس لنا بغيرك من معينا

سللت السيف في وجه اليمامة

وقلت لها أمام الحاضرين

وقلت لها ما تقولي

أنا عمّك حماة الخائفينا

كمثل السبع في صدمات قوم

اقلبهم شمالاً مع يمينا

فدوسي يا يمامة فوق رأسي

على شاشي إذا كنّا نسينا

فإن دارت رحانا مع رحاهم

طحنّاهم وكنا الطاحنينا

أقاتلهم على ظهر أمه

أبو حجلان مطلق اليدينا

فشدّي يايمامة المهر شدي

وأكسي ظهره السرج المتينا

أبيات شعريّة قالها الزير سالم بعد مقتل أخيه

أهاج قذاء عينيَ الادكارُ ؟

هُدوءً فالدموعُ لها انهمارُ

وصار الليل مشتملاً علينا

كأنّ الليلَ ليس له نهارُ

وبتُّ أراقبُ الجوزاء حتى

تقارب من أوائلها انحدارُ

أصرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ

تباينت البلادُ بهم فغاروا

وأبكي والنجومُ مُطَلعات

كأن لم تحوها عنّي البحارُ

على من لو نُعيت وكان حياً

لقاد الخيلَ يحجبُها الغبارُ

دعوتكَ يا كليبُ فلم تجبني

وكيف يجيبني البلدُ القَفارُ

أجبني يا كُليبُ خلاك ذمٌ

ضنيناتُ النفوس لها مَزارُ

أجبني يا كُليبُ خلاك ذمٌ

لقد فُجِعتْ بفارسها نِزارُ

سقاك الغيثُ إنّك كنت غيثاً

ويُسراً حين يُلتمسُ اليسارُ

أبت عيناي بعدك أن تَكُفا

كأنّ غضا القتادِ لها شِفارُ

وإنك كنت تحلم عن رجالٍ

وتعفو عنهُم ولك اقتدارُ

وتمنعُ أن يَمَسّهم لسانٌ

مخافةَ من يجيرُ ولا يجارُ

وكنتُ أعُد قربي منك ربحاً

إذا ما عدتْ الربْحَ التِّجار

فلا تبعُد فكلٌ سوف يلقى

شعوباً يستدير بها المدارُ

يعيشُ المرءُ عند بني أبيه

ويوشك أن يصير بحيث صاروا

أرى طول الحياة وقد تولى

كما قد يُسْلب الشيء المعارُ

كأني إذ نعى الناعي كليباً

تطاير بين جنبي الشرار

فَدُرتُ وقد غشى بصري عليه

كما دارت بشاربها العُقار

سألتُ الحي أين دفنتموهُ

فقالوا لي بأقصى الحيّ دارُ

فسرتُ إليه من بلدي حثيثاً

وطار النّومُ وامتنع القرارُ

وحادت ناقتي عن ظلِ قبرٍ

ثوى فيه المكارمُ والفَخارُ

لدى أوطان أروع لم يَشِنهُ

ولم يحدث له في الناس عارُ

أتغدو يا كليبُ معي إذا ما

جبان القوم أنجاه الفِرارُ

أتغدو يا كليبُ معي إذا ما

حُلُوق القوم يشحذُها الشَّفارُ

أقولُ لتغلبٍ والعزُ فيها

أثيرُها لذلكم انتصارُ

تتابع أخوتي ومضَوا لأمرٍ

عليه تتابع القوم الحِسارُ

خُذِ العهد الأكيد عليَّ عُمري

بتركي كل ما حوت الديارُ

ولستُ بخالعٍ درعي وسيفي

إلى أن يخلع الليلالنهارُ