أشعار الفرزدق

  • يا سائلي أين حل الجود والكرم *** عندي بيان إذا طلابه قدموا
  • هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم
  • هذا ابن خير عباد الله كلهم *** هذا التقي النقي الطاهر العلم
  • هذا الذي أحمد المختار والده *** صلى عليه الإله ثم جرى القلم
  • هذا ابن فاطمه إن كنت جاهله *** بجده أنبياء الله قد ختم
  • هذا علي رسول الله والده *** أمست بنور هداه تهتدي الامم
  • هذا الذي عمه جعفر الطيار وال *** مقتول حمزه ليث حبه قسم
  • هذا ابن سيده النسوان فاطمه *** وابن الوصي الذي في سيفه سقم
  • من جده دان فضل الأنبياء له *** وفضل أمته دانت له الأمم
  • لو يعلم الركن من جاء يلثمه *** لخر يلثم منه ما وطئ القدم
  • و ليس قولك مَن هذا بضائره *** العرب تعرف من أنكرت والعجم
  • الله شرفه قدما وفضله *** جرى بذاك له في لوحه القلم
  • مشتقه من رسول الله نبعته *** طابت عناصره والخيم والشيم
  • ينشق ثوب الدجى عن نور غرته *** كالشمس ينجاب عن اشراقها القتم
  • إذا راته قريش قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
  • يغضي حياء ويغضى من مهابته *** فما يكلم الا حين يبتسم
  • يكاد يمسكه عرفان راحته *** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
  • كلتا يديه غياث عم نفعهما *** يستو كفان ولا يعروهما العدم
  • سهل الخليقه لا تخشى بوادره *** يزينه اثنان حسن الخلق والكرم
  • حمّال اثقال اقوام إذا فدحوا *** حلو الشمائل تحلو عنده نعم
  • لا يخلف الوعد ميمون نقيبته *** رحب الفناء اريب حين يعتزم
  • عم البريه بالإحسان فانقشعت *** عنها الغيابه والاملاق والعدم
  • ينمي إلى ذروه العز التي قصرت *** عن نيلها عرب الاسلام والعجم
  • من معشر حبهم دين وبغضهم *** كفر وقربهم منجى ومعتصم
  • ان عد اهل التقى كانوا ائمتهم *** او قيل من خير اهل الارض قيل هم
  • لا يستطيع جواد بُعد غايتهم *** ولا يدانيهم قوم وان كرموا
  • هم الغيوث إذا ما ازمه ازمت *** والاسد اسد الشرى والبأس محتدم
  • لا يقبض العسر بسطا من اكفهم *** سيان ذلك ان اثروا وان عدموا
  • يستدفع السوء والبلوى بحبهم *** ويسترب به الاحسان والنعم
  • مقدم بعد ذكر الله ذكرهم *** في كل بدء ومختوم به الكلم
  • يأبى لهم ان يحل الذد ساحتهم *** خيم كريم وايد بالندى هضم
  • اي الخلائق ليست في رقابهم *** لاوّليّه هذا اوله نعم
  • من يعرف الله يعرف اولويّة ذا *** فالدين من بيت هذا ناله الامم

  • أمَا وَالّذِي مَا شَاءَ سَدّى لَعَبْدِهِ***إلى الله يُفْضِي مَنْ تَألّى وَأقْسَمَا
  • لَئِنْ أصْبَحَ الوَاشُونَ قَرّتْ عُيونُهُم***بهَجْرٍ مَضَى أوْ صُرْمِ حَبلٍ تَجذّمَا
  • لَقَدْ تُصْبِحُ الدّنْيَا عَلَينا قَصِيرَةً***جَميعاً وَمَا نُفشِي الحَديثَ المُكَتَّما
  • فقُلْ لطَبيبِ الحُبّ إنْ كانَ صَادِقاً***بأيّ الرُّقَى تشفي الفُؤادَ المُتَيَّمَا
  • فقالَ الطبيبُ: الهَجرُ يَشفي من الهَوى***وَلَنْ يَجْمَعَ الهِجرَانُ قَلباً مقسَّمَا

  • إذا دَمَعَتْ عَيْناكَ وَالشّوْقُ قائِدٌ***لذي الشّوْقِ، حتى تَستَبِينَ المُكَتَّما
  • ظَلِلْتَ تُبَكّي الحَيَّ والرَّبعُ دارِسٌ***وَقَدْ مَرّ بَعدَ الحَيِّ حَوْلٌ تجَرَّما
  • وَشَبّهتَ رَسْمَ الدّارِ، إذْ أنتَ وَاقِفٌ***عَلَيها تكُفّ الدّمعَ، بُرْداً مُسَهَّمَا

  • إنّ أمامي خَيرَ مَنْ وَطىءَ الحَصَى***لذي هِمّةٍ يَرْجو الغِنى أوْ لِغارِمِ
  • فَقَالوا: فَعَلَنا، حَسبُنا الله، وَانْتَهَوْا***جَدِيلَةَ أمْرٍ يَقْطَعُ الشّكَّ عازِمِ
  • إذا لمْ يكنْ حِصْنٌ سَوى الخَيلِ وَالقَنا***يُلاذُ بهِ، والمُرْهَفاتِ الصّوَارِمِ
  • ولمّا مَضَوْا عَنْ خَيرِ سُنّةِ مَعْشَرٍ***وَقامَ سُلَيْمانٌ أتَتْ خَيرَ قائِمِ
  • فَألقَتْ لعهُ الأيّامُ كُلَّ خَبيئَةٍ***عَلى ذِرْوَةٍ لا تُرْتقَى بِالسّلالِمِ

  • ومستنبح والليل بيني وبينه***يراعي بعينيه النجوم التواليا
  • سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته*** إلي الصبا قد ظل بالأمس طاويا
  • حلفت لهم إن لم تجبه كلابنا***لأستوقدن نارًا تجيب المناديا

  • هذا الذي تعرف البطحاء وطأته*** والبيت يعرفه والحل والحرم
  • هذا ابن خير عباد الله كلهم *** هذا التقي النقي الطاهر العلم
  • هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله *** بجده أنبياء الله قد ختموا
  • ما قال لا قط إلا في تشهده *** لولا التشهد كانت لاءه نعم
  • إذا رأته قريش قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

  • دِيَارٌ بِالأُجَيْفِرِ كَانَ فِيهَا***أوَانِسُ مِثْلُ آَرَامِ الصّرِيمِ
  • وَما أحَدٌ يُسَامِيني بِفَخْرٍ***إذا زَخَرَتْ بُحْورُ بَني تَمِيمِ
  • إلى المُتَخَيَّرينِ أباً وَخَالاً***إذا نُسِبَ الصّميمُ إلى الصّميمِ
  • تَرَى غُلْبَ الفِحَالِ لَنَا خُضُوعاً*** إذا نَهَضَتْ لِمُفْتَخَرٍ قُرُومي

  • فلما دنا قلت ادن دونك إنني *** وإياك في زادي لمشتر كان
  • فبت أسوي الزاد بيني وبينه *** على ضوء نار مرة ودخان

  • إنّ الذي أعطَى الرّجال حظوظَهُمْ***على الناسِ أعطى خِنْدِفاً بالخَزَائمِ
  • لخِنْدِفَ قَبْلَ النّاسِ بَيتانِ فيهِما***عَديدُ الحَصَى والمَأثُرًّتِ العَظائِمِ
  • أخَذتُ على النّاسِ اثنَتَينِ ليَ الحَصَى***معَ المَجدِ ما لي فيهما من مُخاصِمِ
  • أبُونَا خَلِيلُ الله وَابنُ خَلِيلِهِ*** أبُونَا أبُو المُسْتَخْلَفِينَ الأكَارِم
  • وَمَا أحَدٌ مِنْ فَخْرِنَا بالّذي لَنَا***على النّاسِ مِمّا يَعْرِفُونَ بِرَاغِمِ
  • وَهلْ من أبٍ في الناسِ يَدعونَ باسمه***لَهُ ابْنَانِ كَانَا مِثْلَ سَعْدٍ وَدارِمِ
  • إذا مَا هَبَطْنَا بَلْدَةً كانَ أهْلُهَا***بهَا وُلِدُوا، يَظعَنْ بها كلُّ جارِمِ
  • لَنَا العِزُّ مَنْ تَحلُلْ عَلَيْهِ بُيُوتُنا*** يَمُتْ غَرَقاً أوْ يَحتَملْ أنْفَ رَاغِمِ
  • فَإنّ بَني سعدٍ هُمُ اللّيلُ، فيهِمُ***حُلُومٌ رَسَتْ، وَالظّالمو كلِّ ظالمِ
  • فَإنّ بَني سَعْدٍ هُمُ الهَامَةُ الّتي***بهَا مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلْجَماجِمِ
  • أبَتْ لبَني سَعْدٍ جِبَالٌ رَسَتْ بِهمْ ***شَوَامِخُها، لا تُرْتَقَى بالسّلالمِ
  • وَمَا أحدٌ مِمّنْ هَجَاني عَلِمْتُهُ***يَكُونُ وَفَاءً عِرْضُهُ لي بِدائِمِ
  • وَمَا كُنْتُ أخْشَى طَيّئاً أنْ تَسُبّني*** وَهُم نَبَطٌ لمْ تَعْتَصِبْ بالعَمَائِمِ
  • نَبِيطُ القُرَى لمْ تَخْتَمِرْ أُمّهاتُهُمْ *** وَلا وَجَدَتْ مَسَّ الحَديدِ الكَوَالمِ
  • وَمَا يعلْلَمُ الطَّائِيُّ مِمَّنْ أبٌ لَهُ *** وَلَوْ سَأَلُوا عَنْ طَيِّءٍ كُلَّ عَلِمِ
  • وَمَا يَمْنَعُ الطّائيُّ إلاّ رَصَاصَةٌ*** بهَا نَقْشُ سُلْطانٍ على النّاسِ قائِمِ
  • مَتى يَهْبِطِ الطّائيُّ أرْضاً ولَمْ يَكُنْ *** بهِ وَشْمُ مَوْشُومٍ يكُنْ غُنْمَ غانِمِ
  • مَتى يُمْنَعِ الطّائيُّ مِنْ حَيْثُ يَرْتقي***يكُنْ مَغنَماً من طَيّءٍ في المَقاسِمِ
  • وَإنّ هِجائي طَيّئاً، وَهيَ طيّءٌ***نَبِيطُ القُرَى إحدى الكِبارِ العَظائِمِ
  • بَنَى اللّؤمُ بَيْتاً فاستَقَرّتْ عِمادُهُ ***على طَيّءِ الأنْبَاطِ ضَرْبَةَ لازِمِ
  • إذا اقْتَسَمَ اللّؤمَ اللّئَامُ وَجَدْتَهُ*** يَكُونُ أبَا الطّائيّ دُونَ العَمَاعِمِ
  • وَما طَيّءٌ، واللّؤمُ فَوْقَ رِقَابِهِمْ*** وَلمْ تَرِمِ الأحْبَالُ عَنْهَا بِرَائِمِ

  • أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا ياجرير المجامع
  • فيا عجبًا حتى كليب تسبني*** كأن أباها نهشل أو مجاشع

  • إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتًا دعائمه أعز وأطول
  • أحلامنا تزن الجبال رزانة *** وتخالنا جنًا إذا ما نجهل
  • وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا*** وأبو يزيد، وذو القروح، وجرول