أحلى قصيدة غزل
أحبك أحبك وهذا توقيعي
- يقول نزار قباني:[١]
هل عندك شكٌ أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا
وأهم امرأةٍ في الدنيا
هل عندك شك أني حين عثرت عليك
ملكت مفاتيح الدنيا
هل عندك شك أني حين لمست يديك
تغير تكوين الدنيا
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يومٍ في التاريخ
وأجمل خبرٍ في الدنيا
هل عندك شكٌ في من أنت
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسر حين تمر جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
وكأني ما مارست الحب ولا قبلت ولا قبلت
ميلادي أنت وقبلك لا أتذكر أني كنت
وغطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت
وكأني أيتها الملكه
من بطنك كالعصفور خرجت
هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
وبأني من عينيك سرقت النار
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة والياقوتة والريحانة
والسلطانة
والشعبية
والشرعية بين جميع الملكات
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات
يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطنٍ أولد فيه
وأدفن فيه
وأنشر فيه كتاباتي
يا امرأة الدهشة يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا ادري كيف مشيت إلي
وكيف مشيت إليك
يا من تتزاحم كل طيور البحر
لكي تستوطن في نهديك
كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك
يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر
دافئةٌ أنت كرمل البحر
رائعةٌ أنت كليلة قدر
من يوم طرقت الباب علي ابتدأ العمر
كم صار جميلاً شعري
حين تثقف بين يديك
كم صرت غنياً وقوياً
لما أهداك الله إلي
هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي
هل عندك شكٌ
أن كلامك يخرج من شفتي
هل عندك شكٌ
أني فيك وأنك في
يا ناراً تجتاح كياني
يا ثمراً يملأ أغصاني
يا جسداً يقطع مثل السيف
ويضرب مثل البركان
يا نهداً يعبق مثل حقول التبغ
ويركض نحوي كحصان
قولي لي
كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان
قولي لي
ماذا أفعل فيك أنا في حالة إدمان
قولي لي ما الحل فأشواقي
وصلت لحدود الهذيان
يا ذات الأنف الإغريقي
وذات الشعر الإسباني
يا امرأةً لا تتكرر في آلاف الأزمان
يا امرأةً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت وكيف أتيت
وكيف عصفت بوجداني
يا إحدى نعم الله علي
وغيمة حبٍ وحنان
يا أغلى لؤلؤة بيدي
عيناك
يقول إيليا أبو ماضي:[٢]
عيناك و السّحر الذي فيهما
- صيّرتاني شاعراّ ساحرا
علّمتني الحبّ و علّمته
- بدر الدّجى و الغصن والطاّئرا
إن غبت عم عيني و جنّ الدّجى
- سألت عنك القمر الزاهرا
وأطرق الروضة عند الضحى
- كيما أناجي البلبل الشاعرا
وأنشق الوردة في كمّها
- لأنّ فيها أرجا عاطرا
يذكّر الصبّ بذاك الشذا
- هل تذكرين العاشق الذاكرا
كم نائم في وكره هانيء
- نبّهته من وكره باكرا
أصبح مثلي تائها حائرا
- لمّا رآني في الرّبى حائرا
وراح يشكو لي و أشكو له
- بطش الهوى و الهجر و الهاجرا
وكوكب أسمعته زفرتي
- فبات مثلي ساهيا ساهرا
زجرت حتى النوم عن مقلتي
- ولم أبال اللائم الزاجرا
يا ليت أنّي مثل ثائر
- كيما تقول المثل السائرا
النصيف
- ويقول النابغة الذبياني:[٣]
سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ
- فتناولتهُ واتقتنا باليدِ
بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ
- عنم على اغصانه لم يعقدِ
نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها
- نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ
قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة
- كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ
أوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها
- بهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ
أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعة
- مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ، مُتَسَرِّدِ
لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهب
- عبدَ الإلهِ صرورة ٍ متعبدِ
لرنا لبهجتها وحسنِ حديثها
- ولخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر
ألا يا اسْلمي يا هِندُ هِندَ بني بَدْرِ
- وإنْ كان حيّانا عِدًى آخِرَ الدَّهْرِ
وإن كنتِ قدْ أقصدتني إذ رَميتني
- بسَهْمكِ والرَّمي يُصيبُ وما يدري
أسيلَة ُ مجرَى الدَّمعِ أمّا وشاحُها
- فجارٍ وأمّا الحِجْلُ منها فما يجري
تموتُ وتحيا بالضجيعِ وتلتوي
- بمطردِ المتمينِ منتبرِ الخصرِ
وكُنْتُمْ إذا تنأَون مِنّا تَعَرَّضَتْ
- خيالاتكمْ أو بتَّ منكمْ على ذكرِ
شلقدْ حملتْ قيسَ بن عيلانَ حربُنا
- على يابسِ السيساء محدوبِ الظهرِ
وقَدْ سرّني مِن قَيْسِ عَيْلان، أنّني
- رَأيْتُ بني العَجْلانِ سادوا بني بدْرِ
وقَدْ غَبَرَ العَجْلانُ حِيناً إذا بكى
- على الزادِ ألقتهُ الوليدة ُ في الكسرِ
فيصبحُ كالخفاشِ يدلكُ عينهُ
- فقُبّحَ مِنْ وَجْهٍ لئيمٍ ومَنْ حَجْرِ
وكُنْتُمْ بَني العَجْلانِ ألأممَ عِنْدَنا
- وأحْقَرَ مِن أن تشهدوا عاليَ الأمْرِ
بني كلّ دسماء الثيابِ كأنما
- طلاها بنو العَجْلانِ مِن حُمَمِ القدرِ
تَرَى كعْبَها قد زالَ مِن طولِ رَعِيها
- وَقاحَ الذُّنابى بالسّويّة ِ والزِّفْرِ
وإن نزَلَ الأقْوامُ مَنْزِلَ عِفّة
- نزَلتُمْ بَني العَجْلانِ مَنزِلَة الخُسرِ
وشاركَتِ العجلانُ كعباً، ولمْ تكُنْ
- تشاركُ كعباً في وفاءٍ ولا غدرِ
ونجى ابن بدرٍ ركضهُ منْ رماحنا
- ونضاحة ُ الأعطافِ ملهبة ُ الحضر
إذا قُلتُ نالَتهُ العوالي، تقاذفَتْ
- به سوْحقُ الرجلين صايبة ُ الصدْر
كأنّهما والآلُ يَنجابُ عَنهُما
- إذا انغَمسا فيهِ يَعومانِ في غَمْرِ
يُسِرُّ إلَيها والرّماحُ تَنُوشُهُ
- فدًى لكِ أُمّي إن دأبتِ إلى العَصرِ
فطَلَّ يُفَدِّيها وطَلّتْ كأنّها
- عقابٌ دعاها جنحُ ليلٍ إلى وكرِ
كأنَّ بِطُبْيَيْها ومَجرى حِزامِها
- أداوى تسحُّ الماءَ منْ حورٍ وفرِ
ركوبٌ على السواءات قدْ شرمَ آسته
- مزاحمة ُ الأعداء والنخسِ في الدبرِ
فطاروا شقاقاً لاثنتينِ، فعامرٌ
- تَبيعُ بَنيها بالخِصافِ وبالتَّمْرِ
وأمّا سُلَيْمٌ فاستَعاذَتْ حِذارَنا
- بحَرَّتِها السّوْداء والجَبلِ الوَعْرِ
تَنِقُّ بلا شيءٍ شُيوخُ مُحاربٍ
- وما خلتُها كانتْ تريشُ ولا تبري
ضَفادعُ في ظَلْماءِ لَيْلٍ تجاوَبَتْ
- فدَلَّ عَلَيْها صَوْتُها حيّة َ البَحْر
ونحنُ رفَعْنا عَنْ سَلولٍ رِماحَنا
- وعَمْداً رَغِبْنا عَنْ دماء بني نَصْرِ
ولو ببني ذبيانَ بلتْ رماحُنا
- لقَرَّتْ بهمْ عَيْني وباءَ بهِمْ وِتْري
شفى النفسَ قتلى من سليمٍ وعامرٍ
- ولمْ تَشْفِها قَتْلى عَنِيّ ولا جَسْرِ
ولا جشمٍ شرّ القبائلِ إنها
- كبيضِ القطا ليسوا بسودٍ ولا حمرِ
وما ترَكَتْ أسْيافُنا حينَ جُرّدَتْ
- لأعْدانا قَيْسِ بنِ عَيْلانَ مِنْ عُذْرِ
وقد عركتْ بابني دخانٍ فأصبحا
- إذا ما احزَألاَّ مِثْلَ باقيَة ِ البَظْرِ
وأدْرَكَ عِلْمي في سُواءة أنّها
- تقيمُ على الأوتارِ والمشربِ الكدرِ
وظل يجيشُ الماءُ من متقصدٍ
- على كل حالٍ من مذاهبهِ يجري
فأقسمُ لو أدركنهُ لقذفنهُ
- إلى صَعْبَة ِ الأرْجاء مُظْلمَة ِ القَعْرِ
فوَسّدَ فِيها كفَّهُ أوْ لحجّلَتْ
- ضِباعُ الصَّحاري حَوْلَهُ غيرَ ذي قبرِ
لعَمْري لقَدْ لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
- على جانبِ الثرثاء راغية َ البكرِ
أعِنّي أميرَ المؤمنين بنَائِلٍ
- وحُسْنِ عطاء ليْس بالرَّيِّثِ النَّزْرِ
وأنتَ أميرُ المؤمنينَ وما بنا
- إلى صُلْحِ قَيْسٍ يا بنَ مَرْوان مِن فَقْرِ
فإنْ تكُ قيسٌ يا بْنَ مرْوان بايعَتْ
- فقَدْ وَهِلَتْ قيسٌ إليك مِن العُذْرِ
على غير إسلامٍ ولا عنْ بصيرة ٍ
- ولكنّهُمْ سِيقوا إليكَ عَلى صُغْرِ
ولمّا تَبَيّنّا ضَلالَة َ مُصْعَبٍ
- فتَحْنا لأهْلِ الشّامِ باباً مِنَ النّصْرِ
فقَدْ أصْبَحَتْ مِنّا هَوازِنُ كُلُّها
- كواهي السُّلامى زِيد وقْراً على وَقْرِ
سَمَوْنا بِعِرْنينِ أشمَّ وعارِضٍ
- لمنعَ ما بين العراقِ إلى البشرِ
فأصبحَ ما بينَ العراقِ ومنبجِ
- لتَغْلِبَ تَرْدى بالرُّدَيْنِيّة ِ السُّمْرِ
إلَيْكَ أميرَ المؤمنينَ نَسيرُها
- تخبّ المطايا بالعرانينِ من بكرِ
برأسِ امرئٍ دلّى سليماً وعامراً
- وأوْرَدَ قَيْساً لُجَّ ذي حَدَبٍ غَمْرِ
فأسْرَين خَمساً ثمَّ أصبحنَ غُدوَة ً
- يُخَبِّرْنَ أخْباراً ألذَّ مِنَ الخَمْرِ
تَخَلَّ ابنَ صَفارٍ فلا تذْكُرِ العُلى
- ولا تذكُرَنْ حَيّابِ قوْمكَ في الذِّكْرِ
فقد نهضت للتغلبين حية ٌ
- كحية ِ موسى يوم أيدَ بالنصرِ
يُخْبَرْنَنا أنَّ الأراقِمَ فَلَّقُوا
- جماجمَ قيسٍ بينَ رذانَ فالحضرِ
جماجمَ قومٍ لمْ يعافوا ظلامة ً
- ولمْ يَعْلَمُوا أيْنَ الوفاءُ مِنَ الغَدْرِ
المراجع
- ↑ نزار قباني، “أحبك أحبك وهذا توقعي”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-23.
- ↑ إيليا أبو ماضي، “عيناك”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-23.
- ↑ علي هاشم (1988)، تسعون قصيدة غزل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الفكر العربي، صفحة 213-214.
- ↑ الأخطل، “ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-23.