قصيدة عن الأم المتوفية
قصائد رثاء الأم
- يقول اللواح:
والموت كالحابل القناص توقعنا
- منه الحبايل في هاوٍ من الحفر.
موت الوعول وموت الأسد خادرةً
- إلا كموت ظباء الخنس العفر.
إلام نحن تمادينا بدار هوى
- ن المتاب وأسرعنا إلى البدر.
فالحب قائدنا والموت سائقنا
- عن من نحب في الأتراب والأثر.
فسوف تتركها حمىً مجمعةً
- عنها منعنا ولو قلامة الظفر.
فما جمعناه للدنيا فمفترق
- وما عمرناه فيها غير معتمر.
والمرء ما عاش أسر الحادثات به
- وإن ثوى صار رهن الطين والحجر.
وكل عاقبةٍ إلا إلى سقر
- أو جنةمع مليك جل مقتدر.
يا سامعاً دعوات الآيبين له
- إليك أبت فهبني الحط من وزري.
لعل من نظرات اللطف تمحضني
- مما بها في غدٍ يقوى سنا نظري.
وعلها رحمة في الحشر تنعشني
- عن هوة الوزر شداداً بها أزري.
- يقول محمود درويش:
لو عُدْتُ يوماً إلى ما كان، هلْ أجِدُ
الشئَ الذى كانَ والشئَ الذى سيكون؟
العزف منفردُ
والعزفُ منفردُ
من ألفِ أغنيةٍ حاولْتُ أن أُولَدْ
بين الرماد وبين البحرِ. لم أجِد
الأمَّ التى كانتِ الأمَّ التى تَلِدُ
البحر يبتعدُ
والعزفُ منفردُ
قصيدة لم يفقدوا أما وقد فقدوك
يقول خليل مطران:
لم يفقدوا أما وقد فقدوك
- فقدوا أبا وأخا وخير شريك.
جاهدت صرف الدهر دون نموهم
- فألنت منه ولم يكن بركيك.
فاز الحنان وكم له من آية
- غراء أسطع ما تجلت فيك.
أم اليتامى در در علائهم
- هذي الكواكب في البروج بنوك.
أنت التي أنجبتهم وجعلتهم
- في مسلك لسعودهم مسلوك.
شبوا على أسمى الخلال وكاثروا
- أسنى الرجال بما نمت أيديك.
طابت سرائهم وراع ذكاؤهم
- وبنوا فخارا ليس بالمأفوك.
أنت التي فيأت أجمل زهرة
- ملأت عيون الطهر في ناديك.
تبكي فتستبكي الملائك رحمة
- مما شجاها البين إذ حملوك.
أنت التي وطدت بيتا باذخا
- كان البناة له عماد ملوك.
جددت عهد سنائه بعزيمة
- لو لم تعهده لم يعد وابيك.
أبقى لآلك خير ذكرى أنهم
- ما طالت الأيام لن يسلوك.
جاورت سعدك لم تريدي تركهم
- وهم برغم وفائهم تركو.
في ذمة اللَه أغنمى نعماءه
- أجرا فما غير الخلود يفيك.
قصيدة ويموت فينا الإنسان
- يقول فاروق جودة:
وتركت رأسي فوق صدرك
ثم تاه العمر مني.. في الزحام
فرجعت كالطفل الصغير..
يكابد الآلام في زمن الفطام
والليل يفلح بالصقيع رؤوسنا
ويبعثر الكلمات منا.. في الظلام
وتلعثمت شفتاك يا أمي.. وخاصمها.. الكلام
ورأيت صوتك يدخل الأعماق يسري.. في شجن
والدمع يجرح مقلتيك على بقايا.. من زمن
قد كان آخر ما سمعت مع الوداع:
الله يا ولدي يبارك خطوتك
الله يا ولدي معك
وتعانقت أصواتنا بين الدموع
والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع..
والناس حولي يسألون جراحهم
فمتى يكون لنا اللقاء؟
وتردد الأنفاس شيئا من دعاء
ونداء صوتك بين الأعماق يهز الأرض.. يصعد للسماء:
الله يا ولدي معك..
ومضيت يا أمي غريبا في الحياة
كم ظل يجذبني الحنين إليك في وقت الصلاة..
كنا نصليها معا
أماه..
قد كان أول ما عرفت من الحياة
أن أمنح الناس السلام
لكنني أصبحت يا أمي هنا
وحدي غريبا.. في الزحام..
لا شيء يعرفني ككل الناس يقتلنا الظلام
فالناس لا تدري هنا معنى السلام
يمشون في صمت كأن الأرض ضاقت بالبشر..
والدرب يا أمي.. مليء بالحفر..
وكبرت يا أمي.. وعانقت المنى
وعرفت بعد كل ألوان الهوى..
وتحطمت نبضات قلبي ذات يوم عندما مات الهوى..
ورأيت أن الحب يقتل بعضه
فنظل نعشق.. ثم نحزن.. ثم ننسى ما مضى
ونعود نعشق مثلما كنا ليسحقنا.. الجوى
لكن حبك ظل في قلبي كيانا.. لا يرى
قد ظل في الأعماق يسري في دمي
وأحس نبض عروقه في أعظمي
أماه..
ما عدت أدري كيف ضاع الدرب مني
ما أثقل الأحزان في عمري و ما أشقى التمني..
فالحب يا أمي هنا كأس.. وغانية.. وقصر
الحب يا أمي هنا حفل.. وراقصة.. ومهر
من يا ترى في الدرب يدرك
أن في الحب العطاء
الحب أن تجد الطيور الدفء في حضن.. المساء
الحب أن تحد النجوم الأمن في قلب السماء
الحب أن نحيا و نعشق ما نشاء..
أماه.. يا أماه
ما أحوج القلب الحزين لدعوة
كم كانت الدعوات تمنحني الأمان
قد صرت يا أمي هنا
رجلا كبيرا ذا مكان
وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان..
لكنني.. ما عدت أشعر أنني إنسان!!
قصيدة أم المعتز
- يقول نزار قباني:
كسمكةٍ اخترقها رمح
جاءني هاتفٌ من دمشق يقول:
“أمك ماتت”.
لم أستوعب الكلمات في البدايه
لم أستوعب كيف يمكن أن يموت السمك كله
في وقتٍ واحد..
كانت هناك مدينة حبيبة تموت.. إسمها بيروت
وكانت هناك أمٌ مدهشة تموت.. إسمها فائزة..
وكان قدري أن أخرج من موتٍ..
لأدخل في موت آخر..
كان قدري أن أسافر بين موتين…
- ويقول أيضاً:
بموت أمي..
يسقط آخر قميص صوفٍ أغطي به جسدي
آخر قميص حنان..
آخر مظلة مطر..
وفي الشتاء القادم..
كل النساء اللواتي عرفتهن
وحدها أمي..
أحبتني وهي سكرى..
فالحب الحقيقي هو أن تسكر..
ولا تعرف لماذا تسكر..
كلما نسيت ورقةً من أوراقي في صحن الدار..
فتحولت الألف إلى (امرأة)..
والباء إلى (بنفسجة)
والدال إلى (دالية)
والراء إلى (رمانة)
والسين إلى (سوسنة) أو (سمكة) أو (سنونوة).
ولهذا يقولون عن قصائدي إنها (مكيفة الهواء)..
ويشترونها من عند بائع الأزهار..
لا من المكتبة…