شعر عن نسيان الحبيب

النسيان

أهناك أضنى من هذه الأمنية على قلب الحبيب؟ أن تنسى اللحظات والأحلام والأماني، أن تودع الأحلام والآمال، أن تودع كل شيء بك معه، أن تغادر روحك منك، أي أن تنسى روحك مع النسيان، في هذا المقال سنقدم شعراً عن النسيان.

شعر عن الحبيب

وما كنت ممّن يدخل العشق قلبه

ولكن من يبصر جفونك يعشق

أغرّك مِنّي أن حبّك قاتلي

وأنّك مهما تأمري القلب يفعل

يهواك ما عشت القلب فإن أمت

يتبع صداي صداك في الأقبر

أنتَ النّعيم لقلبي والعذاب له

فما أمرّك في قلبي وأحلاك

وما عجبي موت المُحبّين في الهوى

ولكن بقاء العاشقين عجيب

لقد دبّ الهوى لك في فؤادي

دبيب دم الحياة إلى عروقي

لو تعلمين كم أحّبك وكم أغار عليكِ

أغار عليك من أحلامي

من لهفتي واشتياقي ومن خفقات قلبي

أغار عليكِ من لحظة صمتٍ بيننا

قد تبعدك بأفكارك عنّي

أغار عليك من لفتة نداء

قد تبعد عينيك عن عيوني

أغار عليك من كل كلمة تقولينها

إذا لم أكن أنا حروفها وأبجديتها

أغار عليكِ من أصابع النّاس

إذا التقت بأصابعك في سلام عابر

أغار عليكِ من فكرة تخطر ببالك

من حلم لا أكون أنا فيه

أغار عليكِ لأنّي أحبّك

لو أنَّ حبَّكِ كانْ في القلبِ عاديَّا

لمَلَلْتُهُ مِن كَثرةِ التَّكرارْ

لكنَّ أجملَ ما رأيتُ بِحبِّنا

هذا الجنونُ، وكثرةُ الأخطارْ

حينًا يُغرِّدُ في وَداعةِ طِفلةٍ

حيناً نراهُ كمارِدٍ جبَّارْ

لا تعجبي

لا يَستريحُ ولا يُريحُ فدائماً

شمسٌ تلوحُ وخَلفَها أمطارْ

حينًا يجيءُ مُدمِّراً فَيضانُهُ

ويجيءُ مُنحسِراً بِلا أعذارْ

لا تعجَبي

هذا التَّقلُّبُ مِن صَميمِ طِباعِهِ

إنَّ الجنونَ طبيعةُ الأنهارْ

ما دُمتِ قد أحببتِ يا مَحبوبتي

فتَعلَّمي أن تلعبي بالنّارْ

فالحبُّ أحيانًا يُطيلُ حياتَنا

ونراهُ حيناً يَقصِفُ الأعمارْ

لا تَحسَبي أنّي أُحبُّكِ مثلما

تتصوَّرينَ مَشاعري فوقَ الورقْ

أنا شاعرٌ في كلِّ شيءٍ إنّما

عندَ الكتابةِ عن

أحتَرِقْ

لا تَحسَبي أن الكتابةَ عن هوانا عَبَّرَتْ

هي ليسَ إلا بعضَ دُخَّانٍ قَلقْ

إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ أو لمسةٍ

أو ما بهِ يومًا لسانٌ قد نَطَقْ

فرقٌ كبيرٌ بينَ ما نُخفي ونُعلِنُ

في العواطفِ، والعواصفِ، والأرَقْ

حتى السّكوتُ حبيبتي

لغَةٌ تُعبِّرُ في الهوى

فإذا سَكتْنا

فاعلمي أنَّا على وَشْكِ الغرقْ

أنا كلُّ ما سطَّرتُهُ مِن فِتنَةٍ

هو ليسَ إلا ذَرَّةً

مِن وَحيِ كَونٍ في جَوانحِنا خُلِقْ

إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً

وحقّك يا روحي سكرت بلا شرب

أحبّك حبّاً لو يفيض يسيره على

الخلق مات الخلق من شدّة الحبّ

خضعت لها في الحب من بعد عزّتي

وكلّ مُحبّ للأحبة خاضع

ولولا الهوى ما ذُلّ في الأرض عاشقٌ

ولكن عزيز العاشقين ذليل

إليكِ يا من احتوتك العيون

إليكِ يا من أعيش لأجلها

إليكِ يا من طيفك يلاحقني

إليكِ يا من أرى صورتك في كلّ مكان

في كتبي، في أحلامي، في صحوتي

إليكِ يا من يرتعش كياني من شدّة حبي لكِ

الشّوق إلى رؤياك فقط عند ذكر اسمكِ

سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة

ولكن أحاديث الغرام هي الخمر

إن كان ذنبي أنّ حبّك شاغلي

عمن سواك فلست عنه بتائب

نصب الحبّ عرشه فسألناه

النسيان

في غرامك هام قلبي واكتفى

في غيابك مُشتعلٌ مثل اللُهيب

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوماً

وكانت سماء الرّبيع تؤلف نجماً ونجماً

وكنت أؤلف فقرة حبّ

لعينيك غنيّتها

أتعلم عيناك أنّي انتظرت طويلاً

كما ينتظر الصّيف طائر

ونمت كنوم المهاجر

فعين تنام لتصحو عين طويلاً

وتبكي على أختها

حبيبان نحن إلى أن ينام القمر

ونعلم أن العناق وأن القُبَل

طعام ليالي الغزل

وأن الصّباح ينادي خطاي لكي تستمرّ

على الدّرب يوماً جديداً

صديقان نحن فسيري بقربي كفّاً بكفٍّ

معاً نصنع الخبر والأغنيات

لماذا نُسائِل هذا الطّريق لأيّ مصير

يسير بنا؟

ومن أين لملم أقدامنا؟

فحسبي وحسبك أنّا نسير

معاً للأبد

لماذا نُفتّش عن أغنيات البكاء

بديوان شعرٍ قديم؟

ونسأل يا حبّنا هل تدوم؟

أحبّك حبّ القوافل واحة عشب وماء

وحبّ الفقير للرّغيف

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوماً

ونبقى رفيقين دوماً

شعر عن نسيان الحبيب

أيا حزن ابتعد عنّي ودع جرحي يُزِل همي

وإنّي بك يا حزني غير العذاب لا أجني

أيا حزن مالك منّي؟ ألا ترى الّذي بي يكفيني

تعبت من كثرة التمنّي ولست أنت بحائلٍ عنّي

أيا حزن لا تسيء ظنّي فأنت في غنىً عنّي

فلي من الآلام ما يبكي ولي من الجروح ما يدمي

ألا يا حزن أتعتقد أنّني منك اكتفيت

ألم يحن الأوان بعد ألم يحن زوالك يا حزني

حبيب القلب

تركت حبيب القلب لا عن ملاله

ولكن جفى ذنباً يؤدّي إلى الترك

أرى شريكاً في المحبة بيننا

وإيمان قلبي لا يميل إلى الترك

تشاغلتم عنّا بصحبة غيرنا

وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا

سأترككم من حيث ما تركتم

ونصبر عنكم حق صبركم عنا

ونشغل عنكم وقد شغلتم بغيرنا

ونجعل قطع الوصل منكم لا منا

لنفترق

لنفترق قليلاً لخير هذا الحبّ يا حبيبي وخيرنا

لنفترق قليلاً لأنّني أريد أن تزيد في محبّتي

أريد أن تكرهني قليلاً

لنفترق أحباباً فالطّير كل موسم تفارق الهضابا

والشّمس يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا

كن في حياتي الشكّ والعذابا

كن مرّةً أسطورة كن مرّةً سرابا

وكن سؤالاً في فمي لا يعرف الجوابا

لنفترق كي لا يصير حبّنا اعتياداً وشوقنا رمادا

فباسم حبٍّ رائع أزهر كالرّبيع في أعماقنا

أضاء مثل الشمس في أحداقنا

وباسم أحلى قصة للحبّ في زماننا

أسألك الرّحيلا حتّى يظلّ حبّنا جميلا

حتّى يكون عمره طويلا أسألك الرّحيلا

أين قلبي

أين قلبي.. هل ضاع بين الزحام

أم أغرقته قطرات الريهام

سأنحني.. سأبحث عنه تحت أقدام البشر

هكذا أنا ضعيفة بين الأنام

تهزمني العواطف ويبكيني الغرام

سأناديك يا قلبي من بين الظلمات

في الدمعة الحزينة

في الطائر المهاجر لأرض الأحلام

ستجدنى أناديك.. اعذرني

لا تلم أوتاري إن عزفت بعدك الأنغام

فأنا كما ترى نغمةً وحيدة بين الأوتار

والرحيل يطاردني وشبح الخوف يلازمني

ونفسي تقاوم الأيام

ماذا فعلت كي تجرحني السهام

وتكويني الآلام وأنا في ذكرياتي غارقة لا أنام

حزن يغتالني وهم يقتلني وظلم حبيب يعذبني

آه.. ما هذه الحياة التي كلها آلام لا تنتهي

وجروح لا تنبري ودموع من العيون تجري

جرحت خدي.. أرقت مضجعي .. وسلبت نومي

آه يا قلبي يا لك من صبور

على الحبيب لا تجور

ما أصعب أن تبكي بلا دموع

ما أصعب أن تبكي بلا دموع

وما أصعب أن تذهب بلا رجوع

وما أصعب أن تشعر بالضيق

وكأن المكان من حولك يضيق

ما أصعب أن تتكلم بلا صوت

أن تحيا كي تنتظر الموت

ما أصعب أن تشعر بالسأم

فترى كل من حولك عدم

ويسودك إحساس الندم

على إثم لا تعرفه وذنب لم تقترفه

ما أصعب أن تشعر بالحزن العميق

وكأنه كامنٌ فى داخلك ألم عريق

تستكمل وحدك الطريق

بلا هدفٍ بلا شريكٍ بلا رفيقٍ

وتصير أنت والحزن والندم فريق

وتجد وجهك بين الدموع غريق

ويتحول الأمل الباقي إلى بريق

ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيد

بلا صديقِ بلا رفيقِ بلا حبيب

تشعر أن الفرح بعيد

تعاني من جرح لا يطيب

جرح عميق جرح عنيد

جرح لا يداويه طبيب

ما أصعب أن ترى النور ظلام

ما أصعب أن ترى السعادة أوهام

وأنت وحيد حيران

مِن لا حب يستمر ولا آهات تدوم

ومهما يطول الزمن لا حبّ يستمر ولا آهات تدوم