القدس
موقع مدينة القدس
تقعُ مدينة القدس على خطّ عرض 31.52 شمالاً، وعلى خطّ طول 35.13 شرقيّ خطّ غرينتش، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر نحو 892م، وهي تبعد مسافة 52 كم عن البحر الأبيض المُتوسِّط، وقد شُيِّدت المدينة على أربعة جبال رئيسيّة، هي: جبل موريا؛ أي جبل المختار، وهو الجبل الذي أُنشِئت عليه قبّة الصخرة، والمسجد الأقصى، وجبل صهيون، أو جبل النبيّ داود، وجبل أكرا الذي أُنشِئت عليه قلعة أكرا في العهد السلجوقيّ، وجبل زيتا الذي يمتدُّ من باب الساهرة، إلى باب العامود.[١]
تسمية مدينة القدس
تعني كلمة القدس في اللغة: تنزيه الله، وهي: التبريك، والطهارة، والتقديس، علماً بأنّ القدس عُرِفت عَبر التاريخ بالعديد من الأسماء، فقد سُمِّيت ب(يبوس)؛ نسبة إلى قبيلة عربيّة من العرب البائدة يُدعى أفرادها باليبوسيّين، وفي عام 1049ق.م، سُمِّيت ب(مدينة داود)؛ نسبة إلى النبيّ داود -عليه السلام-، ثمّ عُرِفت في عام 559ق.م باسم (أورسالم) في زمن البابليّين، وعندما استولى عليها الإسكندر الأكبر في عام 332ق.م، عُرِفت باسم (يروشاليم)، وفي عام 70م، في زمن تيطس، أُطلِق عليها اسم (هيروساليما)، ثمّ دخلها المسلمون فاتحين، وأطلقوا عليها اسم (بيت المقدس)، أو (القدس)، كما أُطلِق عليها في العصر العثمانيّ اسم (القدس الشريف)، وهو الاسم الذي عُرِفت به إلى وقتنا الحاليّ.[١]
تاريخ مدينة القدس
تأسَّست مدينة القدس على يد اليبوسيّين في عام 3000ق.م، وهي إحدى القبائل الكنعانيّة، حيث استمرَّ حُكمهم لمدينة القدس حتى عام 1675ق.م، وبفترة حُكمٍ استمرَّت 1325 سنة، وبعد ذلك، حكمَها الهكسوس لمدّة 164 سنة، ومن ثمّ حكمَها الفراعنة لمدّة 200 سنة إلى أن دخل النبيّ داود -عليه السلام- فلسطين في عام 1004ق.م، ووضع قواعد مملكة العدل، والحقّ، واستلمَ العرش من بعده النبيّ سليمان -عليه السلام- إلى أن تُوفِّي في عام 923ق.م، وبعد وفاته انقسمَت الممالك إلى قسمين، هما: إسرائيل في الشمال -وقد سقطت فيما بعد على يد الآشوريّين-، ويهوذا في الجنوب، وقد حكمَت القدس لمدّة 337 سنة، إلّا أنّها سقطت في عام 586ق.م على يد البابليّين، وبعد ذلك تعاقبَ على حُكم مدينة القدس كلٌّ من: الفُرس، لمدّة 184 سنة، واليونان، لمدّة 188 سنة، والمكابيّين، لمدّة 117 سنة، والرومان، لمدّة 135 سنة.[٢]
وخلال الحُكم الرومانيّ، أصبحت الديانة المسيحيّة هي السائدة، وتمّ بناء كنيسة القيامة في مدينة القدس على يد الإمبراطورة هيلانة، والدة الإمبراطور الرومانيّ قسطنطين، إلّا أنّه سرعان ما أصبحت المدينة تحت الحُكم البيزنطيّ بعد انقسام الإمبراطوريّة الرومانيّة، وفي عام 619م، حدثت رحلة الإسراء، والمعراج، حيث أُسرِيَ بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام، إلى المسجد الأقصى، ومنه إلى السماوات العُلى، ثمّ دخلها عمر بن الخطّاب فاتحاً لها عام 636م، وأصبحت بذلك تحت الحُكم الإسلاميّ، إلّا أنّها خضعت للاحتلال الصليبيّ في عام 1099م، حيث استمرَّ لمدّة 88 سنة إلى أن دخلها المسلمون من جديد بقيادة صلاح الدين الأيّوبي، واستمرَّت تحت الحُكم الإسلاميّ حتى عام 1967م، حيث أحكمَ المُحتَلّ الصهيونيّ قبضته على الأراضي الفلسطينيّة، ومن بينها القدس الشريف.[٢]
سُكّان مدينة القدس
بلغ عدد السكّان الفلسطينيّين في القدس الشرقيّة عام 1967م نحو 70 ألف نسمة، يعيشون في 12 ألف وحدة سَكَنيّة، وفي عام 2005م، وصل عددهم إلى نحو 232 ألف نسمة يقطنون في 27 ألف وحدة سَكَنيّة، بالإضافة إلى 30 ألف نسمة من العرب المَقدسيِّين في الخارج لم يتمّ تسجيلهم ضمن الإحصاء، وحوالي 5 آلاف مَقدسيّ؛ لنَيلهم جنسيّة أخرى، أو بسبب غيابهم عن المدينة لمدّة تزيد عن سبع سنوات.[٣] وتُعتبَر مدينة القدس واحدة من أكبر المُدن الفلسطينيّة من حيث عدد السكّان، حيث يُشكّل سُكّانها ما نسبته 10% من الإجماليّ العامّ لسُكّان فلسطين عام 1985م، من يهود، وفلسطينيّين، ووِفق الإحصائيّات الرسميّة، فإنّ عدد السكّان الفلسطينيّين في مدينة القدس ازداد منذ عام 1800-1985م بما نسبته 35%؛ أي أنّ عددهم تضاعفَ حوالي ثلاث مرّات، أمّا اليهود، فقد ازداد عددهم ضمن الفترة نفسها بنسبة 86%، وبذلك تضاعف عددهم نحو تسع مرّات، وبلغت الكثافة السكّانية للمدينة في عام 1983م ما يُقارب 3958 شخصاً لكلّ كم2.[٤]
سور القدس وأبوابها
تمّ بناء سور القدس في العهد الكنعانيّ، إلّا أنّ الجيوش الغازية أحدثت فيه الضرر، والخراب، علماً بأنّ آخر هذه الجيوش هو جيش الملك عيسى الأيّوبي، حيث حاول تدمير السور؛ خوفاً من أن تحتميَ به الجيوش الصليبيّة، وأوّل من أمر بإعادة إعمار السور، وترميمه، هو السُّلطان العثمانيّ سليمان القانونيّ، حيث خصَّص لأعمال إعادة البناء عائدات الضرائب من المال جميعها في فلسطين لمدّة خمس سنوات، ويبلغ محيط السور نحو 4كم، كما يبلغ طوله من جهة الشمال 1197 متراً، ومن الجنوب 989 متراً، ومن جهة الشرق 839 متراً، ومن الغرب 635 متراً، ويحتوي السور على 11 باباً، منها أربعة أبواب مغلقة، وسبعة أبواب مفتوحة، وهذه الأبواب هي:[٢]
- الأبواب المفتوحة:
- باب العامود: يقع في منتصف الجانب الشماليّ لسور القدس، وقد تمّ بناؤه في عهد السُّلطان سليمان القانونيّ.
- باب الساهرة: يقع في الجهة الشماليّة لسور القدس، وهو يبعد عن باب العامود مسافة 0.5كم.
- باب الأسباط: يقع في الحائط الشرقيّ، وهو يتميّز بوجود تمثالَين لأسدَين على مدخله.
- باب المغاربة: يقع في الجهة الجنوبيّة لسور القدس، وهو أصغر أبواب القدس.
- باب النبيّ داود: وهو يُعتبَر باباً كبيراً، ومُنفرِجاً، كما انّه يُعرَف أيضاً بباب صهيون.
- باب الخليل: يقع في الحائط الغربيّ، وهو يُعرَف أيضاً بباب يافا.
- باب الحديد: يقع في الجزء الشماليّ من سور القدس، على بُعد 1كم غرب باب العامود.
- الأبواب المغلقة:
- الباب الذهبيّ: يقع في الجهة الشرقيّة من الحائط، بالقرب من باب الأسباط، ويعود تاريخ بنائه إلى العصر الأمويّ.
- الباب الوحيد: يقع في الجهة الجنوبيّة من الحائط، وقد بُنِي في عهد الخليفة الأمويّ عبدالملك بن مروان.
- الباب الثلاثي: يقع في الجهة الجنوبيّة من الحائط، وهو يتكوّن من ثلاثة أبواب، يعلو كلّاً منها قوسٌ.
- الباب المُزدوج: يقع في الجهة الجنوبيّة من الحائط، وهو يتكوّن من بابَين يعلوهما قوسٌ.
المراجع
- ^ أ ب د. عبد الناصر الفرا، الجذور التاريخية لمدينة القدس وكيفية الحفاظ عليها، صفحة 194،196. بتصرّف.
- ^ أ ب ت وزارة الإعلام ، معالم مدينة القدس، صفحة 8-18. بتصرّف.
- ↑ حسن موسى، القدس والمسجد الأقصى المبارك: حق عربي وإسلامي عصي على التزوير، صفحة 103. بتصرّف.
- ↑ محمد عوض الهزايمة، القدس في الصراع العربي الإسرائيلي، صفحة 195. بتصرّف.