تعبير عن العلم

مفهوم العلم

العِلْم في اللغة يعني: إدراك الشيء بحقيقته، والدراية به، وهو الحقيقة المخزونة في العقل البشري، وهو مصدر للفعل عَلِمَ، في مثل: عَلِم الشيء، يَعلمُه، علماً، والعِلم لفظ مفرد جمعه عُلوم، وكافة مُشتقَّات العِلم، تدلّ على العقل، ووظائفه، كالمعلومة التي جَمْعها معلومات، والعالِم الذي جمعه العلماء. أمّا تعريف العلم اصطلاحاً: فهو يدلّ على مجموعة الوقائع، والحقائق، والمعلومات، والنظريّات التي تحتويها المُؤلَّفات العلميّة، ويمكن تعريف العِلم بأنّه: مجموعة القواعد، والمبادئ، التي تُفسِّر بعض الظواهر، وماهيّة العلاقات القائمة بينها، أو أنّه: نَسق المعارف العلميّة المُتراكِمة، ويُعرَّف أيضاً بأنّه: مصدرٌ لكلّ نوعٍ من أنواع المعارف، والتطبيقات التي تتمّ من خلالها، كما أنّه: مجموع مسائل، وأصول كلّية، تختصّ بظاهرة، أو موضوع مُعيَّن، بحيث تُعالَج باستخدام مَنهج مُحدَّد؛ للوصول إلى ضبط النظريّات، والقوانين الخاصّة بالظاهرة، أو الموضوع. وعرّفه آخرون بأنّه: الاعتقاد الجازم المُطابِق للواقع، وحصول صورة الشيء في العقل.[١]

أهمّية العلم

يُعتبَر العلم ذا أهمية كبيرة لحياة الإنسان، ولبناء المجتمعات المختلفة، وفيما يلي ذِكر لبعض من فوائد العلم للبشرية:[٢]

  • توفير أساس التقنية، والتكنولوجيا الحديثة من موادّ، ومَعدّات، ومصادر للطاقة.
  • تحقيق الاختراعات العلميّة، والتقنيّة؛ كالسيّارات، والطائرات، والحواسيب الآليّة، والأقمار الصناعيّة، والتلفاز، وغيرها من الاختراعات التي غيّرت أسلوب حياة الإنسان، وجعلتها أكثر سهولة، ومرونة.
  • تطوير الطاقة النووية، وذلك من خلال إجراء الأبحاث الفيزيائيّة على الذرّة، إلى أن أصبحت واحدة من أهمّ مصادر الطاقة.
  • تنمية الإنتاج الزراعيّ، وحلّ مشاكله، من خلال اختراع أسمدة ذات كفاءة عالية، وسُلالات جديدة من النباتات، والأشجار.
  • السيطرة على الأمراض المُعدِية، من خلال ابتكار العقاقير، والمُضادّات الحيويّة.
  • اختراع تقنيات جراحيّة جديدة، قد تؤدّي وظيفة أحد الأعضاء البشرية، كالقلب، والرئة، والكلية، وقد تحقّق ذلك عن طريق دراسة علم وظائف الأعضاء، وعلم التشريح.
  • تغيير نظرة الإنسان إلى نفسه، وإلى العالَم المُحيط به، ومَحو المُعتقَدات الخاطئة التي كانت سائدة في العصور القديمة.
  • التأثير في الفكر الفلسفي فيما يخصّ طبيعة الإنسان، وماهيّته، وموقعه في الكون.
  • تغيير النظريّات العلميّة الجديدة، لوجهات النظر الفلسفيّة بشأن الواقع، وطبيعته، ومدى قدرتنا على مراقبته بدقّة.

فروع العلم

يُقسم العلم إلى أربع مجموعات رئيسية، وهي:[٢]

  • الرياضيات والمنطق: وهما جزءان مُهمّان من العلم، ووسيلتان أساسيّتان لمعظم الدراسات العلمية؛ فقد مكّنت الرياضياتُ العلماءَ من إعداد قوانين، وصياغات دقيقة لنتائج نظريّاتهم، وأبحاثهم، وتوقُّع ما قد يحدث في المستقبل، ويُعتبَر المنطق وسيلة للتفسير العلمي. ومن فروع الرياضيات: علم الجبر الذي يشمل المعادلات الجبرية، وعلم الحساب الذي يُعتبَر أساس العلوم الأخرى، وعلم الهندسة الذي يختصُّ بالعلاقات الرياضية للنقاط، والسطوح، والزوايا، والخطوط، وعلم الاحتمالات؛ لتفسير احتمال وقوع حدث مُعيَّن، وعلم الإحصاء؛ لتحليل مقادير كبيرة من المعلومات الرقمية؛ بهدف الوصول إلى اتّجاهات ذات دلالة.
  • العلوم الطبيعية: وهي التي تهتمُّ بطبيعة الكون، وبُنية المادّة الجامدة، وميّزاتها؛ فهو علم يختص بالذرّات الضئيلة، وصولاً إلى المَجرّات الشاسعة، وتشمل العلوم الطبيعيّة: علم الفلك الذي يدرس المُذنَّبات، والكواكب، والأجسام الفضائيّة، وعلم الكيمياء الذي يُحدِّد تركيب الموادّ الطبيعية، والصناعيّة، والبحث في مُكوِّناتها، والتغيُّرات التي تحدث عند تفاعلها مع بعضها، وعلم الأرض الذي يدرس بُنية الأرض، وتاريخها، وعلم الأرصاد الجوية، الذي يهتمّ بحالة الجوّ على الأرض، والظروف المناخيّة، وعلم الفيزياء الذي يهتمُّ بالمادة، والطاقة.
  • علوم الحياة: وهي العلوم التي تهتمُّ بدراسة الكائنات الحيّة، وهي تنقسم إلى مجالَين رئيسيَّين، وهما: علم النبات الذي يختصُّ بالنباتات، وحالتها، وعلم الحيوان الذي يهتمُّ بالحيوانات، وهذه الأقسام تتفرَّع إلى العديد من العلوم الأخرى، كعلم التشريح، وعلم الخلايا، وغيرها.
  • العلوم الاجتماعية: وهي التي تهتمُّ بمُكوِّنات المجتمع الإنساني، من أفراد، وجماعات، ومُؤسَّسات، والعلاقات القائمة فيما بينها، ومن فروع العلوم الاجتماعية: علم الإنسان، وعلم الاقتصاد، وعلم السياسة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.

نتائج الاستخدام الخاطئ لبعض المُنجَزات العلميّة

على الرغم من وجود العديد من الإيجابيّات، والفوائد للعلم، إلّا أنّه يُعتبَر سلاحاً ذا حدَّين؛ حيث إنّه قد يُؤدّي إلى أضرار، ومشاكل إذا تمّ استخدامه بشكل خاطئ، ومن هذه الأضرار:[٢]

  • ظهور التلوّث البيئي بأنواعه، ونُقصان في مصادر الطاقة غير المُتجدِّدة: كالوقود، والمُشتَقّات النفطية؛ بسبب النموّ السريع في التقنية الصناعية، وظهور الثورة الصناعية.
  • تزايُد الحروب، والنزاعات؛ بسبب تطوير أسلحة الدمار الشامل، والطاقة النووية.
  • ظهور المزيد من الفيروسات، والجراثيم التي تُسبّب الأمراض، والتي تصعب مقاومتها، وهو ما سبَّبه إجراء البحث الأحيائي.
  • التشكيك في قيمة البحث العلمي؛ بسبب وجود بعض التطبيقات التقنية الضارّة بالعلم.

الفرق بين العلم النافع والعلم غير النافع

العلم النافع

العلم النافع: هو العلم الذي فيه منفعة للبشر، وينقسم إلى قسمين، وهما:[٣]

  • علم ديني شرعي: وهو ما يتفقّه به الإنسان عن دين الله تعالى، وشرعه، ويُمكّنه من نَيل هدى الله في كافّة أحواله، وشؤونه، كالعبادات، والمعاملات، والاعتقاد، ومن الجدير بالذكر أنّ الإنسان بتحصيله للعلم الشرعي، يمكن تصنيفه كواحدٍ من علماء الشريعة.
  • علم دُنيوي: وهو العلم الذي يعود على الإنسان بالفائدة في دنياه -وهو في بعض أنواعه فرض كفاية على المسلمين-، كعلم الهندسة، والطبّ، والتجارة، والزراعة، والصناعة، والعديد من العلوم التي يستفيد منها الإنسان في حياته، وعمله، ومن طلب علماً دُنيوياً نافعاً بنِيّة حَسَنة، فله أجر طلبه للعلم، وتعليمه للآخرين.

العلم غير النافع

والعلم الذي لا ينفع في قوله عليه الصلاة والسلام: (اللهمَّ إني أعوذُ بك من علمٍ لا ينفع)[٤] يُفهَم على وجهين، وهما:[٣]

  • العلوم التي تضرُّ من يتعلَّمها؛ حيث إنّها من وجهة النظر الإسلاميّة، تُمثّل العلوم التي تُخالف شرع الله، وتتجدَّد في كلّ زمان بأسماء، ومظاهر مختلفة: كالسِّحر، والكهانة، والتنجيم، وهذه العلوم فيها تَعَدٍّ على حُرمات الله، واعتداء على شرعه، وعباده؛ فكلّ علم يصدُّ عن عبادة الله، وطاعته، أو يُزيّن معصية الله، ويُجمِّلها، أو يُحبِّب ما حرّمَته الشريعة، أو يُشكِّك في ما جاءت به النصوص الشرعية، أو يُخالف سبيل المؤمنين، هو علمٌ غير نافع، يجدر بطُلّاب العلم الابتعاد عنه؛ لما فيه من الفتنة العظيمة التي قد تُضِلُّ صاحبها، ولا بُدّ أن يتعلَّموا ما يُفيدهم من العلوم الصحيحة، والصادقة التي تُؤدّي بهم إلى الطريق القويم، الذي لا عِوَج له.
  • عدم الانتفاع من العلوم النافعة في أصلها، لسبب أدّى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم.

المراجع

  1. محمد الباقر حاج يعقوب، التصور الإسلامي للعلم وأثره في إدارة المعرفة، صفحة 3،4. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 368-371، جزء السادس عشر. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبدالعزيز بن داخل المطيري (1437)، بيان فضل طلب العلم (الطبعة الأولى)،  : معهد آفاق التيسير الإلكتروني ، صفحة 25،26،27 . بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 2722 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].