موضوع تعبير عن حقوق الراعي والرعية

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الكون، جعل كلُّ شيءٍ فيه منظّم ومرسوم ومنسّق، وحدّد لكل مخلوقٍ في الحياة دوره الذي يليق به، إذ تعتبر أهمّ علاقة في الحياة هي علاقة البشر ببعضهم البعض، وتحديدًا حقوق الراعي والرعيّة، إذ إنّ الرّاعي هو المسؤول عن جمع الرعيّة تحت ظلّه وقيادتهم والحفاظ على تآلفهم وترابطهم، كما تقع عليه مسؤولية الدفاع عن حقوق الرعيّة، وفي المقابل على الرعيّة أن يُطيعوه ويكونوا صفًّا واحدًا خلفه؛ وذلك لأنّ طاعتهم له تعني أنّ الركب سيسير بكلّ تآلف وخلافُ ذلك سينشأ عنه الكثير من الخلافات والمشكلات، لهذا جاءت الشريعة الإسلامية لتضمن حقوق الراعي على الرعية، وحقوق الرعيّة على الراعي.

إنّ الراعي مسؤولٌ أمام الله تعالى، حيث إنّه مكلفٌ برعاية الناس وقضاء حوائجهم، والرّاعي هنا يشمل جميع من هم مكلّفون برعاية الآخرين، فالأم راعية في بيتها، والأب راعٍ في بيته، ومدير العمل راعٍ في عمله، لذلك من حقّ الراعي على رعيته أن يُطيعوه وأن لا يخرجوا عليه وأن ينصروه ويقدّمون له النصحية الصادقة التي تُفيده.

إنّ للرعية حقوقاً على الراعي، وأهمّ هذه الحقوق: أن يحكم بينهم بشرع الله تعالى دون أن يسبب الظلم لأحدٍ منهم، وأن يُقدّم لهم النصحية، وأن يُعاملهم بالحُسنى والمعروف، وأن يرأف بهم ويرفق بهم ويُعاملهم باللّين حتى لا ينفروا منه، وإقامة العدل بينهم، بحيث يكون بين الراعي والرّعية جسرٌ من المحبة والتآلف والتفاهم، والإسراع في ردم الفجوة التي قد تنشأ بينهم في حال حدوثها، حيث إنّ تأدية حقوق الراعي والرعية تضمن النظام والانضباط، كما لأنّها تضمن حصول التناغم المنشود في المجتمع بحيث لا يطغى أحد على آخر، إذ يعتبر هذا من أهم عوامل الاستقرار والأمان.