احلام مستغانمي النسيان

كتابة أحلام مستغانمي تأخذك إلى أماكن بعيدة و تحلق بك بلغتها القوية و البديعة إلى

آفاق رحبة من المشاعر و الأفكار التي تجعل العديد من قرائها في الوطن العربي يعيدون رؤيتهم للعالم و العلاقات بين البشر و بعضهم ، تلك الروائية الجزائرية الأشهر في الوطن العربي تعد اليوم من أفضل كاتبات الرواية العربية و قد صنّفت ضمن أكثر عشرة تأثيراً في العالم العربي ، و قد وصلت مبيعات كتبها إلى أرقام خياليّة ، حيث طبعت نسخ من أعمالها في جميع أرجاء العالم العربي و وصل إجمالي النسخ المبيعة من كتبها إلى ما يقارب المليونين و نصف مليون كتاب .

في روياتها ” نسيان دوت كوم ” تعبّر أحلام بلغتها البديعة التي تميّزها دائماً عن مشاعرها كأنثى تواجه ما يواجهه النّساء عامةً من الوقوع تحت سلطة الرّجل و تعبّر عن الصّراع بين الرجل و المرأة من حيث تملك الرجل للسلطة في العلاقة بينهما ، تنتصر أحلام مستغانمي للمرأة عبر التعرّض لتجاربها و التحدّث عن حقائق و تفاصيل تضيف إليها لمسة روائيّة تأخذ الخيال ، فتصبح الكتابة مزيج بين الواقع و الأفكار الشخصيّة للكاتبة و نظرتها للحياة و العلاقات و بين الخيال الرّحب الذي يأسر عشاق القراءة ، بالإضافة إلى وضع ذلك في قالب روائي محكم يتميز بلغة قوية تنتصر لها أحلام دائماً .

و قد اعتبر البعض أنّ التّعميم الذي وقعت فيه أحلام بالنسبة للحديث عن الرجال بكل تلك القسوة أحد نقاط ضعف الرواية ، لكن من جانب آخر تخاطب تلك الرواية النّساء اللاتي تعرّضن لمواقف تعتبر مهينة لمشاعرهن من قبل الرجال ، تقول أحلام في مقدّمة كتابها ، ” أحبّيه كما تحب المرأة ، و انسيه كما ينسى الرجال ” .

الغضب المسيطر على الكاتبة و الذي يظهر في جملها مثل ” مهما تجمّلت ستشي بك الملامح المتعبة..العينان اللّتان لم تناما ، الخدان اللّذان كانا نضرين ، و مرّت بهما سواقي الدّموع ، الرموش التي كانت ساحرة و جارحة و انكسرت و ذبلت لفرط بكائك السرّي و انهطالك الداخلي المتواصل . أخرجي هذا الرجل أولاً من وجهك” . استطاع أن يمس مشاعر الكثيرات من قرّائها و يدفعهن للتغيير نحو الأفضل ، حيث تقدّم أحلام نصائح مباشرة مع عرضها القوي لتلك الأوجاع التي تمر بها المرأة التي واجهت الخذلان و النسيان من قبل الرجل ، و التي تظهر آثارها على وجهها و ملامحها المتعبة و تمتد إلى حياتها كلها .