تعبير كتابي حول التسامح

قال الشافعي:

لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحد

أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ

إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه

لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ

يُعرَّف التسامح على أنّه التّساهل مع الآخرين، والمغفرة والحلم في التعامل معهم، وعدم إقصائهم لمجرّد وجود اختلاف بيننا وبينهم، ومن هنا فإنّ التّسامح هو أسلوب حياةٍ إن اتّصف الإنسان بها كان أبعد ما يكون عن سائر أنواع التّطرف والعنف المختلفة، وأصبح فرداً سامياً بأخلاقه كافة.

حث الإسلام على التسامح، بل كان هو أساس هذه القيمة العظيمة فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: (وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) (الحجر، آية: 85) وفي ذلك دعوة صريحة لأن يلتزم المسلمون بالتسامح مع من أخطأ في حقهم -من غير الأعداء-، واحتساب ذلك عند الله تعالى طمعاً في رضاه، فللتسامح أثر جميل في نفس الشخص المخطئ يدفعه لمراجعة نفسه واحترام غيره وتجنّب الخطأ في حقوقهم مرة أخرى، مما ينجم عنه صلاح في المجتمع، وتآلف ومحبة في القلوب، وانحسار للمشكلات، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلّم خير قدوة لنا على ذلك في مواقف كثيرة كان منها مقولته لأهل قريش يوم فتح مكة “اذهبوا فأنتم الطلقاء” رغم أذيتهم له.

للتّسامح أنواع مختلفة، ولعلَّ أبرزها التّسامح الدينيّ الذي يتضمّن التّعايش مع باقي الدّيانات واحترام معتنقيها، والتسامح الثقافي الذي يعني احترامنا لمن يخالفوننا في الآراء والأفكار، والتسامح السياسي الذي تمثّله الديموقراطية واحترام الحريات السياسية، والاحترام العرقي الذي يتجسّد في احترامنا للآخرين مهما كان شكلهم ولونهم.

تحتاج المجتمعات إلى التسامح اليوم بقدر حاجتها للماء والهواء، فهو أساس إنهاء الصراعات والحروب والمشكلات جميعها، وبه يحيا الأفراد بمودة وسكينة وتفاهم، ومن خلاله تعمّر الأكوان، فما أجمل أن يكون الفرد متسامحاً مع من حوله محترِماً لتنوعهم.

فيديو التسامح وأهميته

تعرف على التسامح وأهميته من خلال الفيديو