أفضل تعبير عن الأم
أفضل تعبير عن الأم
الأم قبسٌ من نور يضيء لنا الحياة، نسمة أمل تملأ دواخلنا، نبع عطاء لا ينْضَب، هي للظلام النّور، وللقلب السّكينة، وحدها من تزرع البهجة في نفوسنا بمجرد سماع صوتها يملأ أركان البيت، وجودنا في هذه الحياة أخذ منها الكثير، الكثيرَ من الراحة والصحة فهي من حملتنا في أحشائها تسعة أشهر، وهي من أنجبتنا، وسهرت على راحتنا، فكانت لنا المعلم الناصح ،والأخت الحنون، والصديقة الوفية فالأولى أن نعزوَ الغنى لوجودها، لا غنى المال فقط بل غنى الروح بالحب والأمل والحنان.
الأم هي أكثر من يستحق العطاء والتضحية والحب، كيف لا وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعتها، وقرن رضاه برضاها، فقد قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، (لقمان، آية:14)، ولا عجب في ذلك ففضائلها تملأ حياتنا بمراحلها المختلفة، وحاجتنا إليها دائمة لا تقترن بسنٍّ أو حال، فهي وحدها من يقدر على تقمّص أدوار مختلفة فتارة تكون الطبيبة وتارة المعلمة وأخرى الصديقة، تتقن كل الأدوار بكل الحب والإخلاص، تفعل ذلك من تلقاء نفسها مدفوعةً بغريزة الأمومة التي أسبغها الله سبحانه وتعالى عليها، وحدها من يمكنها فعل ما لا يمكن فعله فقط لترى الابتسامة على وجوه أبنائها، تفدي روحها مقابل راحة أبنائها وسعادتهم.
للأم حقوق كثيرة على أبنائها، فمن حقها عليهم طاعتها، والالتزام بأمرها، والإحسان إليها ومن ذلك حسن المصاحبة في جميع أحوالها في شبابها وهرمها، وفي صحتها ومرضها، وفي قوتها وضعفها وكل حال من هذه الأحوال يتطلب نوعاً آخر من المصاحبة، ففي هرمها وجب علينا أن نكون لها الأنيس وألا ندع شعور الوحدة يتسلل إلى داخلها، وفي مرضها علينا أن نكون لها الطبيب لا طبيب الجسد بل طبيب الروح الذي يخفف وطأة الإحساس بالضعف والهرم، فعلينا أن نشعرها بأننا ما زلنا بحاجة لحبها وحنانها مهما كبرنا وكبرت، ومن حقها أن تُعامَل بلطف ولين وأن لا يُتَأفَّف في وجهها، ومن حقها مجالستها ومحادثتها ، والعمل على راحتها، وتلبية كل ما تحتاجه حتى قبل أن تطلب، والإنفاق عليها وجعلها لا تحتاج أحداً، وإدخال السرور إلى قلبها، وصلة رحمها والدعاء لها في حياتها وبعد وفاتها.
ثمرات هذا البر كثيرة ومتعددة، منها ما يتم حصاده في الدنيا ومنها في الآخرة، فالبار بأمه يكسب رضا الله سبحانه وتعالى، ويكون قدوة لأبنائه فيقلّدونه في الإحسان إليه وإلى أمهم فيكسب برّهم، ويبارك الله سبحانه وتعالى في عمره ورزقه، ويكون برها سبباً في تفريج الهموم والكروب وانشراح الصدور والنجاة من كل مصيبة، والنجاح والتوفيق في كل الأمور، ويكسب أجراً يفوق أجر الكثير من العبادات كالجهاد في سبيل الله والحج والاعتمار إلى بيته تعالى، وفي الآخرة ينال منزلة عظيمة في الجنة، وكل هذا مدعاة لبرها في كل وقت وحين.