موضوع تعبير عن الإسراف

الإسراف

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[١]، فالله سبحانه وتعالى يكره الإسراف والمسرفين، فالإسراف هو التفريط بالشيء وتبديده بلا فائدة، ويكون ذلك في المال أو في الطاقة أو غيرهما، ويعدُّ الإسراف من السلوكيات السلبية لما يعود به على الفرد والمجتمع من خساراة؛ حيث يُسبّب ضياع الكثير من الموارد، وحرمان شريحة كبيرة الناس في حقهم الطبيعي في الكثير من الأشياء.

يتخذ الإسراف أشكالاً كثيرةً، والتي يعدّ الإسراف في الطعام والشراب الذي نشهده على موائدنا لا سيما في شهر رمضان الفضيل من أهمها، بالإضافة إلى الإسراف في استخدام المياه وهدرها، والإسراف لا يقتصر بمفهومه على الحاجات المادية فقط إنما يتعداها ليطال مصادر الطاقة أيضاً، فنلحظ في حياتنا تبديداً للكهرباء والوقود رغم محدوديتهما، ويعتبر الإسراف خلقاً ذميماً لما له من آثار وخيمة تنعكس على الفرد فتُفقره ولو بعد حين، وعلى المجتمع فتؤثر على اقتصاده العام وتضعفه، كما أنّ له آثاراً نفسية تتمثل في حقد الفقراء على الأغنياء عند رؤية ما يبددونه من أموال وملبس ومأكل هم بحاجة إليها، كما أنّ الإسراف يخلق في نفس الفرد الكِبر والغرور، وجحود النعم، ولأجل ذلك قال تعالى في كتابه: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ )[٢]

من واجب الإنسان على أخيه الإنسان أن يقاسمه الموارد بعدالة، فعلينا أن نقف بتوازن بين الإسراف والبخل فلا نقع في أحدهما، فتقنين استخدام الماء والمأكل والمشرب بما يتناسب وحاجات الفرد، وتشارك وسائل النقل لتقنين استهلاك الوقود، وترشيد استهلاك الكهرباء، وسائل تعبر عن شعور الفرد بالآخرين وتنأى به عن هذا الخلق الذميم.

  1. سورة الأعراف، آية: 31.
  2. سورة الإسراء، آية: 27.