موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق
يقول الشاعر محمود سامي البارودي:
أَلا إِنَّ أَخْلاقَ الرِّجَالِ وَإِنْ نَمَتْ
- فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا تَفُوقُ عَلَى الْكُلِّ
وَقَارٌ بِلا كِبْرٍ وَصَفْحٌ بِلا أَذَىً
- وَجُودٌ بِلا مَنٍّ وَحِلْمٌ بِلا ذُلِّ
الأخلاق هي أعمال الإنسان وصفاته النفسية التي يتحلّى بها، وقد توصف بالحسن أو القبح، وأمّا مكارم الأخلاق فهي أحسن الأخلاق التي يسمو الإنسان عند الاتصاف بها وتستقيم حياته، ومن الأمثلة على مكارم الأخلاق التي قد يتصف بها الإنسان الصدق، والأمانة، والرحمة، والوفاء بالعهد، والوفاء، والحلم، والجود، والتسامح وغيرها من أمثلة.
زكى الله تعالى نبيّه الكريم ووصفه بأفضل وصف وأقوم بيان حين قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[١]، وفي ذلك دلالة على أهمية الأخلاق، فهي ميزان صلاح الأعمال عند الله، حيث قال نبينا الكريم: (إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ)،[٢]، فالأخلاق الحميدة تجعل المجتمع متماسكاً كالجسد الواحد، قوياً في وجه ما قد يواجهه من الفتن، كما تساهم بالارتقاء في المجتمع عن ارتكاب الرذائل والفواحش، فيسود العدل وتنتشر الأمانة وتعمُّ معاني الرحمة والتسامح والعطف والسلام المجتمع بأسره، وللأخلاق الحميدة أثر كبير على اقتصاد المجتمع الذي ينهض بهمة أفراده الصادقين والمثابرين في تأدية أعمالهم على أكمل وجه.
إن سأل سائل عن كيفية التحلي بمكارم الأخلاق؟ فيكون ذلك بإيمانه الخالص بالله وبقدرته على هدايته لها، وبالتقرب من الصالحين ومصاحبتهم، وبترويض النفس على التمهل وعدم التعجل في الحكم على الآخرين، وبالمبادرة في تقديم يد العون لأصحاب الحاجة، كما يساعد الدعاء على اكساب الشخص أحسن الأخلاق وأطيبها، دون إغفال دور الأهل والمربيين الأساسي في زرع هذه البذرة في أطفالهم منذ الصغر.