إنشاء عن وفاء الصديق

الصداقة

الصداقة هي عهد بين قلبين للمسير معاً في الحياة وتجاوز كل العقبات والصعاب التي تعترض طريقهم، هي القطار الوحيد الذي يستطيع من خلاله الشخص تجاوز كل محطات الألم والحزن وصولاً إلى محطة السعادة والأمل، هي بصيص الأمل في الكهف المظلم، هي القوة التي تدفعنا نحو أحلامنا بأمل لا ينقطع، هي قطرة المطر التي تبدّد كل غيوم الحزن في داخلنا، الصداقة هي العلاقة الوحيدة التي لا تُبنى وفق مصالح شخصية لذلك تكون الأمتن والأقوى من بين كل العلاقات.

أهمية الصديق

إنّ وجود الصديق يسلّي القلب فيملأ الحياة مرحاً وحبًّا وسعادةً، ويعزِّز الشعور بالراحة والأمان، ويساعد صديقه في اتّخاذ القرارات المناسبة والصحيحة حينما يكون في حالة ضياع وتردّد، ويُبعده عن الوحدة أميالاً وأميال، كيف لا وقد وجد من يشاركه أفراحه وأحزانه ومن يبادله تجاربه وأحداث حياته بلا خوف أو تردّد، والصديق الجيد يكون يد صديقه في كل عملٍ خيِّر، ويصبح الأب الحازم عند الوقوع في الخطأ، والأخ عند غياب السند، ويكون الدرع الذي يحمي صديقه من الزلّات، فالصديق الصالح يشجّع على القيام بالأعمال الصالحة ويحدّ من فعل المعاصي، وهو الطاقة التي تشجع صديقه على النجاح والوصول إلى ما كان صعب المنال، والصديق وحده من يقدر على تبديل كل دمعة حزن إلى دمعة فرح، فكلمة صغيرة منه تبدِّلنا من حال إلى حال، فالصديق سلَّم درجاته الأمل وخطواته السعادة وأعلاه النجاح.

الصداقة الصالحة

كل شخص يحتاج إلى رفيق في هذه الحياة فلا أحد يستطيع مواصلة العيش وحده، والحاجة للصداقة لا ترتبط بزمن محدد فهي موجودة منذ وجود الإسلام، ولقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على حسن اختيار الصديق؛ لما له من أثر كبير على صديقه؛ فالصديق إما يكون سببًا في سعادة صاحبه في الدنيا والآخرة أو يكون سببًا في شقائه، ولا أعظم وأجلّ من صداقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الذي كان يصدّقه، ويدافع عنه ويحميه من أذى المشركين، وكان ملازماً له حتى موتِه، ولم تتوقف صداقته عند موته بل أكمل الرسالة التي بُعِث عليه الصلاة والسلام من أجلها.

صفات الصديق

الصديق كما يقال مرآة صديقه لذلك على كل شخص أن يحسن اختيار صديقه، فيختار من يقرّبه من الله سبحانه وتعالى، ويرشده لطريق الحق والصواب، ويشدّه من مجامع ثيابه إذا ارتكب إثماً، يختار من يكون لروحه السند، ولقلبه السعادة، ولجسمه الحياة، فالصديق الحقيقي من بوجوده تعرف طعم البهجة، ومن يكون المواساة في حزنك، الصديق الحق من يبقى وفيًّا للرابط الذي يجمعكما حتى في غيابك فيكون لك المدافع الحق ويذكرك بالخير دوماً فينشر عبير عطرك، وهو من يتجاوز عن هفواتك ويلتمس لك الأعذار، لذلك يقولون: “الصديق أخ لم تلده أمك”.