تعبير جميل عن عيد الأم
يا وردةً وياسميناً وريحاناً وأقحواناً فاض عبيره ليملأ المنزل، يا أجمل نعمةً ميزني بها الله عن باقي خلقه، أنت أجمل أم وأحن قلب وألطف مخلوقات الله، أنت لدنياي كنسمة ليلة صيف باردة أتت بعد يوم مشمس وحار لتعيد على قلوب المحترين البرد والراحة، أنت من تكتمل بها دنياي ومن دونك أنا ضائع بلا بلاد.
عجبت ممن كتب بيوت الشعر لمحبوبته أو لعشيقته ونسي أمه نبع الحنان، ورمز الحب غير المشروط، فمن غير الأم تحتمل شخصاً آخر وتعطيه كل ما في جعبتها من دفء وطمأنينة حارمةً نفسها من أبسط ملذات الحياة حتى ترى قرة عينها سعيداً ومرتاحاً في هذه الدنيا البائسة؟ ومن غيرها فضلت شخصاً آخر، وأملت أن يصبح أفضل منها؟ بل قضت ليالٍ طويلة وهي تدعو ربها أن تراه سعيداً ويملك كل ما تمنت أن تملكه في يوم ما، وكل ذلك مقابل راحة قلبه وعيشه لحياة هنية، فهل من المعقول أن يقضي شخص ساعات وليالي وسنين في خدمة شخص آخر دون مقابل؟ لقد فاق حبكِ حدود العقل والمعقول يا أمي.
اليوم عيدك، ولكنني دائماً أقول أن عيدك مستمر طيلة العام، وليس مقتصراً على يوم فقط، ولا زلت أعتقد بأنني لن أوفيكِ حقكِ، وكيف أوفي من سهرَت الليالي، ونسيت جرحها وهي تحاول طبطبة جرحي، ومن آلمت قلبها حتى لا تشعرني بسوء، ومن فضلت البقاء بجانبي ليلاً ونهاراً مسرورةً وراضية البال بدلاً من الانطلاق لتحقيق أحلامها، لا بد من أنني أصبحت حلمها المنشود، وما يجعلني أتأكد من أنني كذلك هو نظرات الحب والعطف التي أراها في عينيها الرقيقتين، ودموع الفرح التي تتساقط على خديها الموردين كلما قمت بعمل جديد وتعلمت أمراً في صغري، فأنا أذكر أول مرة حفظت فيها سورة الفاتحة التي ظلت تحفظني إياها على مدار شهر كامل دون كلل أو ملل، ودون أن تغضب مني إن أخطأت بكلمة ما، حضنتني وبكت كثيراً، وأخبرتني أنها فخورة جداً بي.
أماه أتمنى أن تكوني راضيةً عني، فأنت الوحيدة التي تستحق أن أدعو الله بأن يرزقني رضاها، وكيف لا وقد اعتمد رضاه على رضاكِ مني، فكم أتمنى أن تسامحيني عن كل هفوة خرجت مني دون قصد، وعن كل غصة قلب كنت سببها، وعن كل عين ساهرة لك وأنت تنتظرين أن أعود إلى المنزل بعد سهرة طويلة، وكم أتمنى أن أكون الذرية الصالحة التي دعوت الله أن يرزقكِ إياها.