موضوع تعبير عن طاعة الله

خَلَق الله تعالى الإنسان على هذه الأرض، وجعله خليفته فيها؛ يؤدّي ما عليه من واجبات اتجاهه -جلَّ في علاه-، ويقوم بعمارة الأرض، وبناء الأمم والحضارات، وقد أعطى الله تعالى الإنسان قدرات غير عادية ميّزه بها عن سائر مخلوقاته، وأرشده إلى الصواب، والخطاً من خلال رسالاته السماويّة التي أنزلها على رسله الكرام؛ حيث أمرهم بتبليغها للناس، وقد تضمّنت هذه الرسالات النهج القويم الذي إن سار عليه الإنسان سعد في الدارين: الدنيا، والآخرة.

بما أنّ الله تعالى هو خالق الإنسان، فهو يعلم عنه أكثر مما يعلم الإنسان ذاته عن نفسه، ومن هنا فإنّ كل ما يصدر عن الله تعالى يصبُّ لا محالة في صالح العبد، حتى لو بدا له للوهلة الأولى غير ذلك؛ فالله تعالى هو وحده من يرى الأمور بشكل شامل، وكامل، وتام، على عكس الإنسان الذي يمتاز بقصر النظر، وقلة المعرفة.

إنّ العبد المطيع لله تعالى في أوامره ونواهيه دون اعتراض يُعتبر من أعظم عباد الله على وجه الأرض، وهو بهذه الطاعة المطلقة استحقَّ رضا الله تعالى، والمكانة الرفيعة التي وصل إليها. إلى جانب ذلك، فإنّ الله تعالى يكون دائماً مع هذا النوع من العباد المصطفين؛ فيوفّقهم لكل خير، ويثبت أفئدتهم عند الشدائد، وييسّر لهم عباده الصالحين، ويحميهم من الشرور كلها ما ظهر منها وما بطن، ويبعدهم عن طرق المعاصي، ويُقرّبهم من طرق الخير، ويجعل نفوسهم تفيض رحمةً، ونوراً، ويرزقهم محبّة الناس.

لمّا كان أنبياء الله تعالى ورسله الكرام -عليهم السلام- هم خيرة عباد الله، فهم بالضرورة أكثر الناس طاعةً له في كافة أحوالهم، وأوقاتهم، وهم خير دليل على أنّ الله تعالى يُوفّق من يطيعه دائماً وأبداً، ومن هنا فإنّ اتخاذ هذه الشخصيات الخيِّرة النيِّرة قدوات لنا يُعتبر حجر الأساس الذي يمكن أن نؤسس عليه نفوساً تسعد بطاعة الله تعالى، والقرب منه.

من جهة أخرى، فإنّ طاعة الأفراد لله تَعالى تنعكس مباشرةً على المُجتمعات الإنسانية ككل؛ فتنخفض مُعدّلات الانحرافات التي تفتك بها وتتهددها ليل نهار، ويتقارب الناس مادياً، وتقلّ أمراض القلوب التي تنذر بتفكك هذه المجتمعات، وتتأسّس أسر صالحة قادرة على بناء أمم أخلاقية من الطراز الرفيع، وعلى العكس من ذلك، فإنه كلما ابتعد الناس عن الله تعالى وعن طاعته ساءت حياتهم حتى لو بدا لهم أنّها جيدة.

إنّ طاعة الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة تُعتبر أولويّةً قصوى، ومُتطلّباً أساسياً للخروج من القاع إلى أعلى القمم، فدونها لن ينعم الإنسان بحياة هانئة، مطمئنة، ولن يتمكّن من عمارة الأرض كما أمر الله، علاوةً على أنه سيكون خاسراً لا محالة يوم الحساب.