موضوع تعبير عن شجرة الزيتون المباركة

شجرة الزيتون المباركة

تتعدّد منافع الأشجار وفائدتها بالنّسبة لجسم الإنسان؛ إذ حباها الله ألواناً متعددة وطعوماً مختلفة فمنبتها واحد وفوائدها مختلفة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على قدرة الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته الّتي هي في خدمة الإنسان، كيف لا ؟ وقد فضّله على جميع مخلوقاته، ولا يسعني في هذا الموضوع إلّا أن أسهب حديثي حول شجرة الزيتون المباركة، ومنافعها للإنسان.

قد بارك الله سبحانه وتعالى هذه الشجرة عندما ورد ذكرها في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ( يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) { النور: 33 }، وهذا دلالة على حسنها وحسن زيتها، الّذي يضيء حتى لو لم تمسسه نار، فقد استخدمه الإنسان قديماً في إضاءة المصابيح التّي تنير له الطريق، إلى جانب استخدام زيتها وزيتونها كطعام شهيّ صيفاً وشتاءً، واستخدامه للعلاج، وممّا يدلّ على ذلك قوله تعالى: ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ) { المؤمنون: 20 }.

زيت الزيتون يعدّ عماد المائدة العربية في الصباح والمساء، إضافة إلى أنواع عدّة من الأطعمة الّتي يدخل في إعدادها وطبخها، ولا تقتصر الفائدة على هذا فحسب، فقد عمد الإنسان إلى استخدام خشب هذه الشجرة في أمور شتّى، فيصنع منه تحفاً جميلة، وبراويز جذّابة، تليق بأبهى القصور، وأنبل الصالات، ممّا تشتهيه النفس والعين في آن واحد.

لشجرة الزيتون العديد من الفوائد العظيمة؛ فعدا عن كونها تزيّن لوحة الطبيعة بجمال خضرتها، يمتاز زيتها بفوائد صحيّة جمّة تشجعنا على إضافته إلى مختلف الوجبات؛ ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكّركم بالصابون الّذي يُصنع من زيتها ويفيد الجسم ويرطّبه، كما تجدر الإشارة إلى أهميّة خشب الزيتون الّذي يعتبر من أجود أنواع الأخشاب المستخدمة في المواقد البيتيّة؛ حيث إنّ نيرانها المشتعلة تُشعر الجالس حولها بالدفء والاطمئنان؛ فما أعظم شجرة الزيتون، وما أكثر فوائدها.

لا ننسى أنّ أغصان شجرة الزيتون قد استخدمت على المستوى العالمي كرمز للسلام، فقد حملها العديد من الزعماء ولوّحوا بها كدلالة على المحبة بين الشعوب ورمز للسلام والابتعاد عن العنف والحروب الدامية؛ فهذا له دلالة معنويّة مؤثّرة في النفس، لأنه يدَع الإنسان يفكّر بكيفية الاقتراب من أخيه الإنسان وتجنّب العداوة والبغضاء، ومن خلال ما سبق ذكره؛ فإنه يجب التنويه إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتقنا أفراداً ومؤسسات؛ للمحافظة على شموخ شجرة الزيتون بشتى الطرق؛ كالابتعاد مثلاً عن تكسير أغصانها في موسم قطف الزيتون نتيجة لضربها بالعصيّ، وغيرها من السلوكيّات الخاطئة.