تعبير عن الحب للحبيب
الحب
تعتبر علاقة الحبّ بين الشاب والفتاة، ولا سيّما إن قامت على أسس صحيحة وغاية نبيلة مفضية إلى عفّة وستر من أنبل العلاقات الإنسانيّة، وفيها يحلق قلبيهما معاً، وفيرحلة الحبّ الحقيقي يأبى القلب إلا أن يرسل نبضاته، وإيقاعاته الخاصة، وترانيم الحبّ، وألحانه العذبة، فيحتاج الحبيبان لأن يترجما ما يجول بمشاعرهما، وما يخفق بقلبيهما، بلغة الكتابة، وهي لغة ربما يفوق سحر إيقاعها لغة الاتصال الهاتفي أو اللقاء المباشر، إنّها لغة تنسكب فيها المشاعر من وعاء القلب وإنائه، صفحات القرطاس، وملاعقها العينان، وذلك بقراءة أحرف المشاعر، وكلماتها المكتوبة.
عناصر التعبير عن الحب للحبيب
لانتهاج لغة الكتابة، والتعبير، بين الحبيبين، عناصر يزداد بها التعبير بهاء وجمالاً، فتنطق بها كلمات التعبير، وحروفه عند كلّ قراءة، وعند كلّ كتابة، وأجتهد في ذكر بعضها:
- صدق المشاعر: ويقصد بذلك أن يترك المجال في هذا التعبير للقلب والمشاعر، باعتلاء منبر الكتابة، فيهمس القلب بنشيده على إيقاع المشاعر، ويتدخل العقل حكماً للرقابة، والتوجيه، حتى لا تخرج الأمور عن طورها.
- جمال التعبير: ويكون ذلك بانتقاء العبارات الجميلة، ذات الإيقاع النفسي العظيم، فيدخل فيها عنصر الخيال، وجمالية الوصف.
- الاقتباس الهادف: جميل جداً أن يُضَمِّن الحبيبان تعبيرهما، باقتباس عبارات، لها جمال الوقع على العقل والمشاعر معاً.
- الابتعاد قدر الإمكان عن مدح الذات، لأنّ هذا النوع من المدح، ما جاء إلا من عدم ثقة بالنفس.
- الاهتمام بمواهب الطرف الآخر في التعبير، من خلال الإشادة بها، مثل: سررت بالمواضيع التي تكتبين بها، وأحبّ الأغنية التي تستمعين إليها ويراعي الصدق في هذا الاهتمام، فلا يظهر اهتماماً بشيء، كالشعر مثلاً، ثمّ تفضحه الأيام، فيما بعد بكشفها عن حقيقة كرهه للشعر!! فهذا إن حصل فإنّما يعبّر عن عدم صدق، في التعبير.
- طرح موقف مشترك بينهما، في التعبير بشكل موجز، كأمر سياسي، أو مسلسل معين، أو خبر علمي معين أو غيرها، وهذا من باب التغيير، وتنشيط الذاكرة، وإثارة الاهتمام، وإيقاظ المشاعر من استرسالها في التحليق في أجواء الحب.
إنّ لغة المشاعر، هي لغة القلوب، الخيال فيها سيد الموقف، ربما يحاول الانقضاض على حكمة العقل وتوجيهه، ولكن للمشاعر فضاء معيّن يمكن لها أن تحلق فيه، فصدق الوصف، وجمال التشبيه، وعذب الكلام، وصدق التعبير، كلها عناصر تقوى بها روابط الحبّ بين الحبيبين، وأقوى ما يجمع ذلك كله، هو صدق الظاهر والباطن بينهما، ومتى كان اللسان في واد، والقلب والعقل في واد آخر، ستفضح الأيام ما كان بينهما خافياً، وَيُفتَضَحُ أمر من كان يلوك عبارات الحب بالمشاعر عابثاً.