تعبير عن عيد المعلم

من علّمني حرفاً كنت له عبداً، بهذه الكلمات نصف الشموع التي تحترق كل يوم لكي تُنير لنا دروبنا بالعلم والمعرفة، لمن هم أهلل للحكمة، بكم نبدأ كل أيامنا، وقليل عليكم أن نصنع لكم بقلوبنا كل يوم عيد.

في يومكم الخاص هذا، نقتبس من الحروف التي علمتونا إيّاها أجمل الكلمات التي ستحاول أن تعطيكم جزءاً بسيطاً من فضلكم علينا، فالحمد لله الذي علّمنا بالقلم ما لم نعلم، وجعل منكم خير وسيلة لنقل هذا العلم، فدعوني باسم جميع أبنائكم أن أسطّر أسمى معاني الشكر والامتنان والعرفان والتقدير لكلّ منكم فرداً فرداً، يا من صنعتم الأمم والأوطان بالعلم وأنزلتم عن ظهور ساكنيها ضلال الجهل وظلمته، بجهودكم تلك جعلتونا نبصر بضوء المعرفة والعلم كل ما هو خير لنا ولبلادنا، دعونا نثمّن اليوم تفانيكم في العمل، الذي يجعل منكم خير قدوى يحتذى بها للسير على خطاها، ومن سار على خطاكم لن يضل أبداً، فأنتم يا صُناع الشعوب لستم سوى المورد الأعظم الذي سيهدي بنا إلى البر الآمن، الذي سينقلنا إلى العيش كأقوى سكان الحضارات وسيرتقي بنا إلى العيش، حيث إنّ العلم الذي نأخذه منكم بعون الله يعتبر أساساً للحياة، ولا بقاء لها للحياة ولا ازدهار دون انتشاره، لذلك لا يفارق ألسنتنا الدعاء لله دوماً بأن يخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة، وأن يغنينا بالفهم، ويزيّننا بالحكمة، ويكرّمنا بالصبر والتقوى، ويجمّل أرواحنا بالحلم، وينعم على أجسادنا بالعافية، ونسأله أيضاً أن يمنحنا القدرة على الإخلاص في الكلمة والعمل والخلاص في الحياة الدنيا والآخرة، وأن يبقيكم ذخراً وعوناً لنا، مرشدين ومضيئين لنا ولوطننا طريق الغد والمستقبل.

لك منا تحية إجلال وتكريم أيها الفارس في ميدان النهضة القومية، الحامل لراية الثقافة، يا من صنعت من الطفل المتعثر بالقلم الذي كاد يفوق يده بالحجم طبيباً ومهندساً ومحامياً وعالماً، يا صانع الأجيال القادمة، إليك نقول دمت لرسالة العلم حاملاً، مرشداً للأبناء، لم تسأل يوماً عن ما أخذت، ولكن تسأل بشغف عما أعطيت وقدمت وطرحت، بضمير يقظ تريد نقل كلّ ما نقلوه إليك بصورة سليمة نقية، يا من تزيد في قسوتك أحياناً لمصلحة المرء بقلب أم لا تريد لطفلها سوى الخير.

في يومك هذا لا يسعنا إلا أن نعترف بوقفة قصيرة لعلها تفيك جزء ما فيك، هذه الوقفة مع أنفسنا قبل أن تكون أمامك نتصور من خلالها دورك في مجتمعنا، وندرك ونعترف من خلالها بضخامة الدور الذي تلعبه وعظم المسؤولية الواقعة على كاهله، لك من أبنائك كل العرفان، فدُمت لنا أيها الأب المعطاء، دمت لنا وللوطن.