تعبير مقال شخصي
هذه المقالة لأتحدث عن بعض هؤلاء الناس المجهولين، الذين وهبوا جهودهم لدعم قضيتنا العادلة، التي تشكل المحور المفصلي لجميع القضايا الشائكة في هذا العالم، حروب وويلات يقف ورائها بالدرجة الأولى التعصب الأعمى، والمصالح العامة لبعض الدول، فالكل يتعصب لأفكاره وحزبه ودينه ويعتقد أنه على حق .
تخيل معي صديقي القارئ… أن هناك من يهتم بك وبطموحك ويبكي على آلامك وأنت لا تدري وليس هذا فحسب بل وتضعه في قائمة أعدائك… هم يعيشون في الغرب الذي يدعم إسرائيل وصنف الإسلام على أنه إرهاب ولكن هذه توجهات حكوماتهم فهي تطارد المصالح، وتبعتد عن القيم والأخلاق، ولكنهم في نظري هم صدقوا مع أنفسهم، عرفوا الحق ولم يسكتوا عليه، بل قاوموا حكوماتهم مع ما توفره لهم من رغد العيش، وذلك فقط لأنهم يمتلكون روحاً حرة، ومشاعر صادقة اتصفوا بصفة غابت عن كثير من المسلمين، وقد حثنا عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- : “…لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس”، هم أناس عاديون يمتلكون أرواح ملائكة، قد يضحون بأنفسهم لأجل الدفاع عنك عن الحق، ولتطبيق العدالة، ولا ننسى في هذا السياق ذكر تضحية الناشطة راشيل كوري، التي استشهدت تحت عجلات الجرافات الإسرائيلية .
كتابتي ليست للتبجيل أو التعظيم، ولكن لتغطية الحقائق لإعطاء كل ذي حق حقه، فمن غير المعقول عدم ذكر من يسعى جاهداً لتعريف معاناتك، بل يقوم بالعمل والجهد، ومن الممكن أن يأتي لبلادك ليعيش معاناتك.
ليسوا فقط من الداعمين للقضية الفلسطينية، بل هم ذو رؤية بعيدة فيدعمون جميع الدول العربية ويقفون الموقف الواضح في تعرية سياسة حكوماتهم، التي تحاول التخلص منهم، فمن يصل إلى موقع المسؤولية منهم يواجه حرب إعلامية، بل إنه يتعرض للتشويه فهو يعارض السياسة الكبرى .
من أنشطتهم المختلفة الضغط على الشركات، التي تتعامل مع إسرائيل بمقاطعة منتجاتها، ومحاولة فضحها بأنها شريكة في قتل الإطفال الذي تقوم به اسرائيل، لهم الكثير من النجاحات فقط نجحوا في سحب استثمارات الكثير من الشركات التي خدمت اسرائيل .
ومن حملاتهم المحاولة إلى الوصول إلى الشخصيات المؤثرة في العالم، من فنانين ورياضيين؛ لإقناعهم بعدم الذهاب لإسرائيل لتقديم عروضهم، وقد نجحوا في الكثير في هذا المجال حتى أننا أصبحنا نرى أن الكثير من الفنانين يمتنع عن تأدية عروضه داخل إسرائيل.
اقتبسوا الكثير الكثير من نجاحات سياسة المقاطعة، التي حدثت في جنوب أفريقيا، ولنكون عادلين في ذكرنا لهؤلاء المتضامنين الذين ءامنوا بالحق والعدالة، فهم استجابوا لندائنا العاجل، والذي قادته الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية، والثقافية لإسرائيل، والتي نشأت على أيدي فلسطينية، وأدت إلى نتائج مذهلة .
وفي النهاية أو أن أكون قد أشرت ولو إشارة بسيطة أن هناك الكثير من الحب والسلام، الذي يتخلل القسوة، والظلم، والجبروت الواقع في العالم أجمع .