تلخيص كتاب السر
تم تأليف من قِبل الكاتبة روندا بايرن وهي كاتبة استرالية من مواليد عام 1952، ونُشر الكتاب في العام 2006 وصُنِّف كأفضل كتاب للمساعدة الذاتية في ذلك العام. وقد حقق الكتاب أرقام مبيعات هائلة، إذ بيعت من ما يزيد عن واحد وعشرون (21) مليون نشخة؛ وتمت ترجمته إلى أكثر من أربعين لغة. وقد حقق الكتاب لمؤلفته إيرادات كبيرة أيضاً؛ بالإضافة إلى أنه تم تحويله إلى فيلم سنيمائي في العام نفسه؛ وقد بيع منه ما يزيد عن المليوني نسخة.
يعتمد كتاب السر في جوهرة على قانون الجذب، أي أن المشاعر المتشابهة تتجاذب وتتقارب، فالمشاعر الإنسانية لها ترردات معيَّنة، وهي تصدر من الإنسان إلى الكون الذي يُعيد ترتيب أحداثه حتى يحصل هذا الإنسان على مبتغاه عن طريق التفكير، وبطريقة أخرى؛ لإغن المشاعر الإنسانة ذات التردد الخاص؛ يتم إرسالها في الكون والذي يقوم حينها بجذب الأشياء ذات التردد المماثل. وقد تكون هذه المشاعر سلبية وإيجابية، فكتاب السر يقول بأنه كما أن المشاعر الإيجابية تجذب الأمور الإيجابية، فكذلك المشاعر السلبية تجذب الأمور السلبية، فالترددات الإيجابية تجذب الترددات الإيجابية المماثلة لها؛ وكذلك الحال بالنسبة للترددات السلبية. فللحصول على شيء مُعيَّن؛ يجب على الإنسان أن يُفكر فيه بجِدية؛ وأن يعمل وكأن هذا الأمر قد تحقَّق، فيقوم الكون يتجميع هذه الطاقة الإيجابية وتسخير كل معطياته له حتى يحصل على مُراده. على سبيل المثال إن أراد رجلاً أن يصبح غنياً، فيجب عليه أن يُطيل التفكير في الأمر ويحوِّل طاقته الإيجابية نحو هذا الأمر، ثم يدبأ في حياة الأمر نفسه؛ فيجد بأن الكون قد اجتذب هذه الطاقة الإيجابية منه؛ وبدأ في تجميع كافة الطاقات الإيجابية للأمر نفسه، مما يجعل وصول هذا الشخص إلى الثروة أمراً حتمياً مع مرور الزمن. وإن كان شخصاً مريضاً، فيجب عليه أن يُكوِّن طاقة إيجابية نحو شِفائه من مرضه، فيُشفى بفعل الطاقة الإيجابية التي صدرت منه.
إن فكرة الكتاب تدعو إلى التفاؤل والتعامل بطريقة إيجابية مع الأحداث المحيطة بنا، والإبتعاد عن السلبية في التفكير والتعامل، حيث أن هذه الإيجابية في التفكير كفيلة بتحقيق ما يصبو إليه الشخص عن طريق توجيه طاقته إلى الكون الذي يقوم بدوره بتوجيه طاقة مماثلة لمساعدته. قال الله تعالى في الحديث القدسي (أن عند ظن عبدي بي)، لم يقل سبحانه أنا عند حُسن ظن عبدي بي، فالذي يظن بالله خيراً سيلاقي خيراً، ومن يظن بالله سوءاً سيلاقي سوءاً، ليس لأن الله يُعطي الشيء، ولكن لأن تفكير هذا الشخص بالله شيء؛ فإنه لن يجد أمراً حسناً يأتيه. على سبيل المثال، لو أن اثنين ينتظران مولوداً، وكلاهما يُريد ذكراً كما هو شائعٌ في مجتمعنا، ولكن يوم أو ولدت زوجاتما؛ وجدا أن المولودين أنثى. من يُحسن الظن بالله سيعلم بأن الله قد اختار له الأفضل ويحمد الله ويُثني على فضله ويُحسن تربيتها، أما الذي سيظن بأن الله قد رزقه بنتاً لسوء؛ فلن يذق طعم الفرحة منها ولا بسببها، لأنه لا يرى فيها إلا سوءاً، ولن يُحسن تربيتها لأنه لا يريدها، وبالتالي قد تكون سيئة الخُلُق، ليس لأنها إنسانة سيئة أو بغيضة، بل لأن والدها أساء الظن بالله فأهمل تربية ابنته فأصبحت على هذا الحال.
يمكن تلخيص كتاب السر الذي صدر في العام 2006م بالحديث القدسي منذ أكثر من 1400 عام قبل نشر هذا الكتاب، فلنحسن الظن بالله، ولنعبده ليرضى لا ليعطي، لأنه إذا رضي سبحانه؛ أعطى بغير حساب، وهو الغني الكريم.