دعني أتلقط حبات البرد وإن كان بأنامل مرتجفة؛ لأصنع لي عقداً يُثلج صدري، وحينما يذوب من حرارة الحب، لن يجففه شيء، فهو قد ذاب بنبض وريدي وشريان قلبي، فما عاد للبرد مكان، وما عاد للشتاء عنوان، فالمطر والبرد والثلج والرعد والبرق لغتي وحبي وعشقي.
منذ ميزت الحب وأنت حبيبي إلى مواسم الشتاء الماضية والقادمة وكل مابينهما، أنت دائماً حبيبي.
ضمني عن برد الشتاء، ودفني إذا أصبحت الدنيا جليد، ضمني بيدين ممتلئتين دفئاً، وأعطني حبك وغيره لا أريد.
أتذكر حبك الشتائي، وأتوسل إلى الأمطار، أن تمطر في بلاد أخرى، وأتوسل إلى الثلج أن يتساقطَ في مدن أخرى؛ لأنني لا أعرف كيف سأقابل الشتاء بعدك.
أعشق الشتاء؛ لأن احتساء شراب دافئ في ليلة صقيع وسط أناس يحبوك وتحبهم؛ كاف لأن يملأ الأرض دفئاً!
اللقاء في فصل الشتاء أغنية عذبة زاخرة بشتى العواطف، بدءاً بأرقها وانتهاءً بأعنفها، وجميعها لها من اللذّة نصيب.
كلمات تفاؤل عن المطر والشتاء
البحر هو مصدر الإلهام الأول، والمطر قطرات الوحي.
كن كالمطر أينما وقع نفع، ألا تعلم أنه حين يتساقط لا يميز بين قصور الأغنياء وبيوت الفقراء؟
على نافذتك تتناثر قطرات المطر بهدوء ورقّة، كأنها تهمس في آذاننا بصوت خافت: تفاءلوا.
سيأتي الشتاء، ويلفظ الكون أنفاسه المتسربلة بأحلام، وتمسح الشمس بكل لطف على جبين الأرض، وتخفض اشتعالها.
أحب رائحة المطر، كم يحمل لنا المطر رائحة الأرض الندية، يحمل لك أرقّ السلام من تلك التي تهوي، وستحمل لك الرياح سنابل الحياة الخضراء؛ لتحيي بها غصون الأمل.
تعال لنشاهد المطر في صمت، ونسرّ دعواتنا، علّها تستجاب.
مع عودة الشتاء وهطول المطر حاملاً تلك الأحلام البريئة، يأتي الربيع بأزهاره، فتحلو الحياة بعد المطر.
بعد العاصفة يأتي المطر، وبعد الغيوم تشرق الشمس، وبعد الشتاء يأتي الربيع محملاً بالحياة.
بكيت وقتها وكأنه الفرج، هذا المطر وما يفعله بقلوب البشر.
المطر هو الحياة، هو الفرح، هو طفلة تركض في ثوبها الوردي.
ما زالت الحياة مستمرة وما زال الأمل موجوداً، وما زالت تلك القطرات تنهمر وتطرق على نافذتك بلطف، فتذهب لتتأملها عن قرب.
نراقب جمال المطر فترتسم علينا الابتسامة، وننسى همومنا ولو للحظات بسيطة.
كلمات حزينة عن المطر والشتاء
آخر المطر كأول البكاء، يخنقنا بالصمت والكآبة.
المطر يثير فينا حزناً وشجناً لأيام مضت ولن تعود.
كانت بلدة تلبس المطر، كما تلبس الثكلى ثياب الحداد.
انتظارك يشبه انتظار المطر أيام الصيف؛ حيث الشمس تأبى الرحيل.
نسمع سقوط المطر ولا نسمع هبوط الثلوج، نسمع ضجيج الآلام الخفيفة ولا نسمع صمت الآلام العميقة.
قلبي ميت منذ خريف، قد ذوى حين ذوت أول أوراق الشجر، ثم هوى حين هوت أول قطرة من المطر.
ما أجمل الدموع وسط زخات المطر، حيث تضيع العبارات مع قطرات المطر، فيتوحد الحال في انسجام مطلق، بين قسوة البرد ولوعة الهجران، وتسكن بين جوانحنا رغبة الاحتضان، لا يهم أهو اللحاف أم الحبيب، أم الكلمات.
اسقط يا مطر واغسل جراحها وآلامها، اسقط وبدد الأحزان، اقض على تلك العذابات، اسقط يا مطر قبل أن يجتاحها الجفاف والشتات.
آه ما أكأب الشتاء لياليه وأيامه، وما أقساه حين أخلو لنار موقدي الخامد، والقلب مغرق في أساه، لست أصغي إلا إلى ضجة الإعصار، بين النخيل والصفصاف.
رغم هدوء ليالي الشتاء، إلا أنك تجد ضجيجاً داخل قلبك أينما ذهبت، عيونك لاتحكي سوى الحزن، تجلس وحيداً حائراً بأحزانك، محملاً بهمومك وأشجانك في غرفتك المظلمة، لاتسمع سوى صوت وقع المطر.
المطر يشعرنا بالحنين إلى كل شيء حتى لطفولتنا، وإلى تلك السنوات التي مضت من عمرنا، كما تحن إلى قلوب افتقدتها وأحاسيس نسيتها.