أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
رواية أولاد حارتنا
رواية أولاد حارتنا من روايات نجيب محفوظ الحائزة على جائزة نوبل للآداب في عام 1988م، وقد أثارت جدلاً واسعاً منذ نشرِها في صفحات جريدة الأهرام، كما صدرت لأوّل مرّة في كتاب عن دار الآداب في بيروت في عام 1962م، علماً بأنّه لم يتم نشرها في مصر إلا في أواخر عام 2006م عن دار الشروق.
أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
تعدّ رواية أولاد حارتنا من أوائل رواية نجيب محفوظ بعد ثورة يوليو عندما انتهى من كتابة الثلاثيّة في عام 1952م، وذلك لأنّه رأى التغيير الذي كان يسعى إليه من خلال كتاباته قد تحقّق، فقرر أن يتوقف عن الكتابة الأدبية، فعمل كاتباً سيناريوهياً، فكتب العديد من النصوص للسينما، وبعد انقطاع خمس سنوات قرر العودة للكتابة الروائية بعد انحراف الثورة عن مسارها، فكتب رواية أولاد حارتنا، حيث انتهج فيها أسلوباً رمزياً يختلف عن أسلوبه الواقعيّ، علماً بأنّ هذه الرواية تتطرق إلى القضايا الاجتماعية، رغم أنّها تستوحي من قصص الأنبياء، إلا أنّ هدفها ليس سرد حياتهم في قالب روائيّ، بل لتصوير القيم التي سعى الأنبياء لتحقيقها، مثل الحق، والعدل، والسعادة، بالإضافة إلى أنها وجهّت نقداً مبطّناً للعديد من ممارسات الثورة، بهدف تذكير قادتها بغاية الثورة الأساسيّة.
تناول الرواية للذات الإلهية والجدل حولها
تحدثت الرواية بشكلٍ جريء عن الذات الإلهية، فذكرت الظلم الإلهي الذي حلّ على العديد من البشر، وخاصّةً الضعفاء، ممّا عطل بعض صفات الألوهية مثل العدل، ممّا أدى لحدوث أزمة كبيرة منذ بدء نشرها في صفحات جريدة الأهرام، فهاجمها شيوخ الأزهر، وطالبوا بوقف نشرها، إلا أنّ رئيس تحرير الأهرام محمد حسنين رفض ذلك، وساند نجيب محفوظ، وأتمّ نشر الرواية كاملةً، ولم يتمّ نشرها في كتاب، إلا بعد موافقة الأزهر، فطبعت في لبنان من دار الآداب في عام 1962م، ومنع دخولها إلى مصر، إلا أنّ عدداً منها وصل إلى الأسواق المصرية بشكلٍ مهرّب، ولا بدّ من الإشارة إلى أنه كُفّرَ بسببها، وأخرج من الملة، واتهم بالزندقة، والإلحاد.
محاولات نشر الرواية
أعيد نشر الرواية من قبل صحيفة المساء الحكومية القاهرية بعد حيازتها على جائزة نوبل، إلا أنّ نجيب محفوظ اعترض بعد نشر الحلقة الأولى منها، فتمّ إيقاف النشر، وتمّت محاولة إعادة نشرها مرة أخرى بعد محاولة اغتياله في عام 1994م، نظراً للتعاطف معه، وتحدياً للتيار الأصولي، فتنافست العديد من الصحف على نشرها، ومنها صحيفة أخبار ابيوم، وصحيفة المساء، وصحيفة الأهالي، إلا أنّه اعترض على ذلك، وطالب بعدم نشرها إلا بعد حصوله على موافقة الأزهر، إلا أنّها صدرت كاملةً بعد أيام من الحادث في صحيفة الأهالي في يوم الأحد 30 أكتوبر في عام 1994م، فتم إصدار كتاباً ينوه لضرورة عدم نشرها بهدف حماية حقوق المؤلّف، ثّم تجدّد الجدل حول نشرها في نهاية عام 2005م، فأعلنت مؤسّسة دار الهلال عن نشرها في سلسلة روايات الهلال الشهرية، ونشرت الصحف غلافاً لها رغم عدم موافقة نجيب محفوظ بحجة أنّ الإبداع يصبح ملكاً للشعب مع مرور الوقت، لا ملكاً لصاحبها، إلا أنّ قضية حقوق الملكية الفكرية التي حصلت عليها دار الشروق حالت دون ذلك، وأعلنت في مطلع عام 2006م عن نيتها بنشر الرواية كمقدمة للكاتب الإسلامي أحمد كمال أبو المجد، فأطلق عليها اسم “شهادة”، وكانت قد نُشِرت سابقاً في صحيفة الأهرام في تاريخ 29 ديسمبر في عام 1994م، فنشرت العديد من الصحف نص هذه الشهادة، وتم نشر الرواية في مصر في آخر عام 2006م.