مقدمة عن الوطن
المقدّمة الأولى
على هواكَ اجتمعنا أيُّها الوطنُ
- فأنتَ خافقُنا والرّوحُ والبدنُ
كلمة وطن هي كلمة تحمل معانٍ عميقة وعظيمة لا يمكن تصوّرها؛ ففيها يتجلّى معنى الأمان والسكينة، معنى العطاء غير المنقطع، معنى الحبّ غير المشروط، فالوطن هو المكان الذي لن نجد لجماله مثيلًا، إذ يبقى الأفضل في أعيننا وقلوبنا مهما ابتعدنا عنه ومهما دارت بنا الأماكن وبثّت إلينا من حُسنها، فوطننا هو وجهتنا الأولى والأخيرة التي لا نجد عنها تبديلًا ولا تحويلًا.
المقدّمة الثانية
يقول الشاعر إبراهيم طوقان:
موطني.. موطني..
الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ
في رُباكْ.. في رُباكْ
والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ
في هواك.. في هواك
أمّا أنا فأقول: وطني..في واوك يكمُن (الوفاء)، وفي طائك تُلمح (طيبة) الأجداد والأباء والأبناء، ومن نونك نتعلم (النُبل) والرقي والعلياء، أمّا (ياؤك) ففيها ينبوع من الحب والعطاء، فدمت لنا ذخراً وفخراً وعزاً.
المقدّمة الثالثة
يُقال: “خبزُ الوطن، خيرٌ من كعك الغربة“ فما أجمل الوطن وما أطيب هوائه، فمن خيرات أرضه انتفعنا، وفي ظلال أشجاره الخضراء جلسنا، وتحت أشعة شمسه الذهبية تراقصنا، وعلى تلاله عشنا طفولتنا محاطين بأهله الطيبين، وكبرنا في حضنه الدافئ، فما أرأفه بنا وما أشد حنانه!
المقدّمة الرابعة
سكبتُ أجملَ شعري في مغانيها
- لا كنتَ يا شعر لي إن لم تكنْ فيها
هذي بلادي ولا طولٌ يطاولها
- في ساحةِ المجد أو نجمٌ يُدانيها
وطني..في حسنك تجاور القمر، أمّا حبك في قلبي فيفوق حب جميع البشر، وطني..أنا جزء منك وأنت جزء مني، أعشق أرضك وماءَك، وهواءك وسماءك، وأراك الملاذ والمأوى الذي لا أرتاح وأسكن إلّا فيه، فكيف لي أن أركَن لغيرك وحبّك يجري مع دمي في العروق؟