خصائص شعر النقائض
شعر النّقائض
النّقائض هي مُصطلح أدبيّ يُطلق على نمطٍ معيّن من الأنماط الشعريّة، وظهرت في البيئة الأمويّة بين ثلاثة من فحول الشّعراء العرب المعروفين، وسُمّيت بالنّقائض؛ لأنها تُقال لتنقض ما يقوله الآخر. تُعدّ النّقائض من الفنون الشعريّة المهمّة؛ وذلك لما فيها من قصص وعبر وحكم، إضافةً إلى كونها منبعاً للمعاني والصّور الفنيّة المجسّدة للفكرة والمعنى خير تجسيد.
خصائص شعر النّقائض
- التنوّع في الأغراض الشعريّة في القصيدة سواءً: هجاء، أو رثاء، أو مدح، أو وصف، وذلك سيراً على تقاليد القصيدة العربيّة التي تميّزت بتنقّلها من موضوع إلى آخر في القصيدة نفسها.
- التأثّر بأسلوب المناظرة والّذي يعتمد على الجدل على ثقة بصحّة الموقف والحُجّة، ويعود هذا التأثر إلى تطوّر الحياة الفكريّة والعقليّة في البصرة، وتأثّر الشعراء بالعلماء والفقهاء المسلمين.
- التّكرار في معاني الهجاء أو الفخر.
- كثرة المعاني الجاهليّة في النّقائض الأمويّة.
- تميّز النّقائض بأنّها قصائد طويلة تستوعب المعاني، وتكشف عن مثالب قبيلة الخصم وخِصالها، وتستقصي أحداث حياته وتنتقدها.
- غنى النّقائض بالمعاني اللّغوية، حتّى قيل: لولا شعر الفرزدق لضاع ثلث اللغة.
- اختلاف الشّعراء الثلاثة في طريقة التّعبير، فمنهم من اعتمد الخطاب المباشر، أو الحديث بلغة الجماعة الغائبين، أو بلغة الفرد.
- اعتماد الشّعراء على السّخرية في نقض الخصم، وهذا إن دلّ فيدلّ على تفتّح ذهن الشاعر العربيّ في استنباط الصّور وتبسيطها.
- النّقائض سجلّ تاريخيّ لكلّ شاعر من الشّعراء.
العوامل المؤدّية إلى نشأة النّقائض
- العصبيّة القبليّة: التي ما زالت تجري في عروق العرب منذ الجاهليّة؛ سواءً في تمجيد القبيلة، أو التّفاخر بالأنساب، أو التحدث عن الشّرف والرِّفعة في الحرب.
- العوامل الاجتماعيّة: التي أدّت إلى اختلاط المجتمع البدويّ بالمجتمع المدنيّ، ورافقها الغناء، والطّرب، والمجون، والتّرف.
- تطوّر الحياة العقليّة والفكريّة: حيث ساعدت على الحوار والجدل، وشيوع المناظرات السياسيّة في التشريع والفقه والعقيدة في ذلك العصر.
- العوامل الاقتصاديّة: هي متعلّقة بأسباب المعيشة، والبحث عن طريقة لكسب المال.
- العوامل الذاتيّة: فكلّ شاعر من الشعراء يرغب في إظهار قدرته ومهارته الشّعرية في الإبداع والتصوير.
أشهر شعراء النّقائض
ارتبطت النّقائض بثلاثة شعراء، هم: الأخطل، والفرزدق، وجريرـ إلّا أنّ النّقائض لا تعني أنّ الشّعراء يحملون على بعضهم الكره والحقد، فعلى الرّغم من هجاء بعضهم بعضاً إلّا أنهم حزنوا على فراق بعضهم، وخير مثال على ذلك هو رثاء جرير للفرزدق عند موته بقصيدة مؤثّرة جداً، يقول فيها:
عشية راحوا للفراق بنعشه
- إلى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ
لقد غادروا في اللّحد من كان ينتمي
- إلى كلّ نجم في السّماء محلّقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغرمٍ
- ودامغ شيطان الغشوم السّملقِ
عماد تميم كلّها ولسانها
- وناطقها البذاخ في كل منطقِ