أنا لم أخص بالعلم دون غيري، ولكنّي طلبته حين توانى الآخرون عنه، وقد حرموا من العلم لأضرابهم عنه، وليس نقص فيهم.
يدرك المرء أنّ الموت أربح له، حين لا يعود يناله الأذى إذ إنّ الأذى حس، والحس ليس إلّا للحي، والحي يناله الأذى طوال حياته، لذلك الحالة التي ليس بها أذى أصلح من الحالة التي بها أذى.
كل من نظر في الدنيا أدرك منها شيئاً ولو أقل القليل، صفت نفسه من الكدر، ولو أنّ العامة لم تغفل عن البحث لوجدت خلاصها، ولو بإدراكها القليل من ذلك.
شيئان قاتلان: الهم، والفم.
وأيم الله لو وجب أن تكون الكتب حجة لكانت كتب أصول الهندسة، والمجسطي الذي يؤدي معرفة حركات الكواكب والأفلاك، ونحو كتب المنطق وكتب الطب الذي فيه علوم مصلحة الأبدان، أولى بالحجة ممّا لا يفيد نفعاً ولا يحجب ضرراً ولا يكشف مستوراً.
الحَسَن ما حَسَّنه العقل، والقبيح ما قبَّحَه العقل.
العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة.
البحث عن الحقيقة أشرف المهن، والمعرفة هي عبادة للخالق.
إن التخيل عبارة عن استخدام خاص للغة وتصوير أحد أركان الشعر.
الأعمى يتحول بعيداً عن الحفرة حيث يسقط المبصر.
إن الحكمة هي النظر في الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعة البرهان.
مِنَ العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه.
إنّ الحكمة هي صاحبة الشّريعة، والأخت الرّضيعة لها، وهما المصطحبتان بالطّبع، المتحابّتان بالجوهر.
أكبر عدو للإسلام جاهل يكفّر الناس.
لو سكت من لا يعرف لقل الخلاف.
ما من رجل تكبر أو تجبر إلّا لذلة وجدها في نفسه.
السبب في ورود الظاهر والباطن في الشرع هو اختلاف فطر الناس وتباين قرائحهم في التصديق.
االله لا يمكن أن يعطينا عقولاً ويعطينا شرائع مخالفة لها.
إنّ صناعة الطب صناعة فاعلة، عن مبادئ صادقة، يلتمس بها حفظ بدن الإنسان، وإبطال المرض.
إن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له.
أقوال الحسن بن الهيثم
البحث عن الحقيقة في حدّ ذاتها أمر صعب، والطريق إلى ذلك وعر.
الحقائق يكتنفها الغموض.
سعيت دوماً نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأنّي لكي أتقرب إلى الله، ليس هناك أفضل من أن أبحث عن المعرفة والحقيقة.
الحقائق غامضة، والغايات خفية، والشبهات كثيرة، والأفهام كدرة، والمقاييس مختلفة، والمقدمات ملتقطة من الحواس، والحواس التي هي العدد غير مأمونة الغلط.
طريق النظر معفى الأثر، والباحث المجتهد غير معصوم من الزلل؛ فلذلك تكثر الحيرة عند المباحث اللطيفة، وتتشتت الآراء، وتفترق الظنون، وتختلف النتائج، ويتعذر اليقين.
الحقيقة ذاتها تبحث عن الحقائق المغمورة في الشكوك، وليست بمنأى عن الخطأ.
الله لم يعصم العلماء من الخطأ، ولم يحمِ العلم من القصور والنقص، لو كان هذا هو الحال، لما اختلف العلماء على أيّ من مسائل العلم.
إنّ الباحث عن الحقيقة ليس هو من يدرس كتابات القدماء على حالتها ويضع ثقته فيها، بل هو من يُعلّق إيمانه بهم، ويتساءل ما الذي جناه منهم، هو الذي يبحث عن الحجة، ولا يعتمد على أقوال إنسان طبيعته يملؤها كل أنواع النقص والقصور؛ وبالتالي فإنّ من الواجب على من يحقق في كتابات العلماء إذا كان البحث عن الحقيقة هدفه أن يستنكر جميع ما يقرؤه، ويستخدم عقله حتّى النخاع لبحث تلك الأفكار من كل جانب، وعليه أن يتشكك في نتائج دراسته أيضًا؛ حتى يتجنب الوقوع في أيّ تحيز أو تساهل.
أقوال جابر بن حيان
الفتن لا تبقي على أحد سالماً ومن الفتن يلوذ العلماء بالفرار فعلم العلماء هو ما يبقي الأمم.
إنّ الأجساد كلها من الجواهر زئبق انعقد بكبريت المعدن المرتفع إليه في بخار الأرض، وإنّما اختلفت لاختلاف أغراضها، واختلاف أغراضها لاختلاف نسبها.
عقول الناس، مثل المشكاوات، بينها ما هو قوي وما هو ضعيف، وما هو بين بين، وعلم الكيمياء لا يقدر على حمله سوى القوي المتين، ومن يملك حباً للعلم، يصبح العلم عنده حرماً مقدساً.
على الإنسان الطالب لهذا الأمر أن يكون ذكياً لأنّ هذه الصناعة تحتاج إلى حجج وبراهين على إثباتها وكونها على غايتها وآنيتها وكميتها ليكون الداخل فيها داخلاً على بصيرة من حاله ويقين من أمرِهِ ليعلم الفصول والآثار الظاهرة فيكون سلوكه على يقين وعلم قاطع، ولا يكون كمن يسلك من ظلماء ويخبط من عشواء، فإنّ هذه الصناعة ليست كائنة بالبحث ولا كيف جاء وأتقن، لكنّما يكون لذي الرأي الصحيح والقياس الواجب والدرس الدائم للعلم الحق الواضح.
الغيرة على الكتب من المكارم، لا بل هي أخت الغيرة على المحارم، والبخل بالعلم على غير أهله قضاء لحقه، ومعرفة بفضله ثمرة الأدب العقل الراجح، وثمرة العلم العمل الصالح بالآباء يقتدي الأولاد، وعلى الأعراق تجري الجياد، لم أرَ معلماً أحسن تعليماً من الزمن ولا متعلماً أسوأ تعلماً من الإنسان.
الاستقالة تأتي على العثرات، كما أنّ الحسنات يذهبن السيئات.
الذنب للعين العشواء، في محبة الظلماء، وكراهة الضياء، وفم المريض يستثقل وقع الغذاء ويستمرئ طعم الماء .
الاعتذار في غير موضعه ذنب، والتكلف مع وقوع الثقة عيب، والدواء لغير حاجة داء، كما أنّه عند الحاجة إليه شفاء.
العشرة مجاملة، لا معاملة، والمجاملة لا تسع الاستقصاء والكشف، والعشرة لا تحتمل الحساب والصرف.