أجمل ما قيل عن الهجرة النبوية

الهجرة النبوية

الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى يثرب قديماً أي المدينة المنورة، هو حدث مهم وعظيم في تاريخ الدين الإسلامي، وحياة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فبالهجرة النبوية تتسطر دروس الانتماء والتضحية والولاء لهذا الدين الإسلامي وقد أحضرنا لكم باقة من أجمل ما قيل عن الهجرة النبوية.

أجمل ما قيل عن الهجرة النبوية

  • الهجرة النبوية إلى المدينة كانت هجرة منظمة مرتبة، أُعِدَّ لها بصبر وبحكمة وبسياسة وفقه؛ فالعشوائية ليست من أساليب التغيير في الإسلام.
  • كانت الهجرة النبوية حادثاً خطيراً وفاتحة انقلاب وتحول، ومفاجأة لقريش وللعرب كافة.
  • في هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يقف الإنسان متأملاً عظمة هذا النبي وعظمة رسالته حيث ضرب لنا أروع المثل في إقامة روح العدل والتآخي والحضارة والنور والهدى.
  • تطل ذكريات الهجرة على أمتنا كل عام كالغمامات البيضاء تنشر الندى وتلين معها الرياح مبشرة بالري والخضرة والنماء.
  • نحتاج إلى نوع تأمل وتدبر لحكمة توالي الأيام والليالي والشهور، فنحن أمة تضبط أيامها وكل تاريخها بهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام.
  • هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم معين دروس لا ينضب بل يزداد مع مرور السنين والقرون تدفقاً يروي بهداه ظمأ الظامئين فيجدد في قلوبهم الآمال ويملؤها جداً واجتهاداً في بلوغ الأهداف العظمى رغم وعورة الطريق وخطورة المسالك وترصد الأعداء.
  • الاحتفال بيوم هجرته صلى الله عليه وآله وسلم هو مثل الاحتفال بيوم مولده في المشروعية، بل هو أقوى؛ مشابهة ليوم عاشوراء في أنه يوم نجى الله فيه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من مكر الذين كفروا.

قصيدة ذكرى الهجرة النبوية

قصيدة ذكرى الهجرة النبوية للشاعر عبد الرحيم محمود، هو شاعر فلسطيني ولد في بلدة عنبتا التي تقع قرب طولكرم في فلسطين عام 1913م، وقد تلقى الشاعر عبد الرحيم محمود تعليمه الثانوي في مدرسة النجاح في مدينة نابلس الفلسطينية، وقد تعلم الشاعر عبد الرحيم محمود اللغة العربية وآدابها، وقد لقب بالشاعر الفلسطيني الشهيد ولما يتمتع به باحترام الأجيال الشعرية الفلسطينية وتقديرها الكبير.

يوم مجد فات ما أجمل ذكره

فيه لو نفطن آيات وعبره

فيه أن الحق إن حصنه

قادر لم يستطع ذو البطل هدره

فيه أن الفعل أجدى للفتى

مم كلام ما عهدنا قط أمره

فيه أن المال والأهل إذا

لم يجودا ضحيا من اجل فكرة

فيه إن هم الفتى فليقتحم

لا يخف ضحضاح ما ينوي وغمره

شرعة علمناها المصطفى

ليتنا نمشي على شرعه إثره

فليحل السيف ما عقده

غادر بيت للأوطان غدره

ليس مثل البطش في الدنيا فكن

باطشا يرهب أهل الأرض شره

ضيع المضعوف لا ظفر له

ونجا المضعوف لو طول ظفره

ودموع الذل ما رق لها

قلب ظلم إن قلب الظلم صخرة

قوة المرء له حجته

وهي إن يظلم تقف في الناس عذره

” وأعدوا ” لم يقلها ربكم

عبثا فلتحسنوا في ” الذكر ” نظره

لم تكن هجرة طه فرة

إنما كانت على التحقيق كره

كانقباض الليث ينوي وثبة

وانقباض الليث في الوثبة سوره

ورمى في السوح أبطالا لهم

فوق سوح الموت تمراح وخطره

وانجلى العثير عن هاماتهم

كللت بالغار من مجد وفخرة

نصروا الله فلم يخذلهمو

بل جزاهم ربهم فوزا ونصرة

فمشوا في الناس نورا وهدى

وبدوا فوق جبين الدهر غرة

ركزوا أرماحهم فوق العلا

وحدى الحادي بهم عزا وشهرة

وأتينا نحن من بعد همو

وأضعنا ما جنوا طيشا وغرة

يثغر السور علينا ونرى

ثم ر نرتق بالأفعال ثغرة

ونرى الماكر في أمجادنا

ثم لا نفسد للشقوة مكره

ونرى حد حمانا ناقصا

كل يوم شطرة من بعد شطرة

ولنا في كل يوم قالة

فأرونا فعلة في العمر مرة

لا يصون الحد إلا حدة

ويذيب القيد إلا نار ثورة

ومذاق الموت أحلى في الوغى

من حياة ضنكة في القيد مرة

ونفوس الخلق أعلاها التي

إن تعش عاشت وماتت وهي حرة

لا تقولوا ما لنا من قدرة

إن تريدوا ينخلق عزم وقدرة

إن فيكم لبقايا طيبات

لم يزل في الدم مجراها وخيره

فانهجوا نهجا قويما واعملوا

واعملوا لا تبخسوا ” مثقال ذرة “

ما أضر الشعب كاليأس فإن

يئس الشعب يكون اليأس قبره

هكذا نقضي ولم تبدر لنا

غضبة في حقنا أية بدرة

ولنا ثأر على الناس وما

نام من يطلب أن يدرك ثأره

هاجر الهادي إلى رجعى فإن

نحن هاجرنا فماذا بعد هجره؟

قد خرجنا أمس من أندلس

ودخلنا بعد في نيران حسره

وإذا نحن خرجنا في غد هل

يحن الناس للأقصى بزوره؟

لا يخاف الناس إلا ظالما

فاظلموا كونوا ذوي بأس وجسرة

ليس يحمي الحق إلا فتكة

ويعيد فينا غير قسره

رسائل عن الهجرة النبوية

الرسالة الأولى:

يا صاحب المختار في الغار النضير..

في هجـــرةٍ كنتَ المرافقَ والنصير..

بشـرى لصــدّيقٍ رقيــقٍ طبعُـــــه ..

نـال الكرامـة والسعــادة والحبـــور..

الرسالة الثانية:

جدد حياتك في الذكرى بلا وجل..

واستلهم الحق من ذكراه يا نهم..

هاجر وهدم ودمر كل ذي صنم..

وذرف دموعاً على أطلال ذي سلم..

خواطر عن الهجرة النبوية

الخاطرة الأولى:

فإن الهجرة النبوية موسم من مواسم الطاعة، وفخر من مفاخر الدين، ومرحلة من مراحل الإسلام، يجب أن يعيشها المسلم، ويحيياها المؤمن، ليأخذ منها الدرس والعبرة، ويستخلص منها السلوك والتطبيق، ما إن بدأ التنفيذ حتّى مضت مواكب المهاجرين نحو الموطن الجديد في المدينة المنورة .. دار الهجرة .. ونزلت الآيات الكريمة تأمر بالهجرة وتوضح فضلها منذ السنة التي وقعت فيها لغاية سنة 8هـ عندها أوقفت الهجرة بعد فتح مكة المكرمة وإعلان النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيّة وإذا استنفرتم فانفروا).

الخاطرة الثانية:

أهنئ كل شعوب العالم الإسلامي بعيد رأس السنة الهجرية، وهو يوم ارتبط بالهجرة النبوية المباركة من مكة إلى يثرب، والهجرة بداية مرحلة في تاريخ الإسلام وهي ذات دلالات تربوية وروحية، وقد اختارها المسلمون لكي يبتدئ بها تاريخ الإسلام والمسلمين، ما أحوجنا أن نجعل هذا اليوم يوماً للمراجعة والمحاسبة لكي نعرف أين نحن ؟ وأين نقف ؟! وما موقعنا اليوم؟! وهل نحن نسير في الطريق الصحيح الذي علمنا إياه الإسلام.

الخاطرة الثالثة:

لم تكن الهجرة النبوية رحلة إجمام قام بها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة للنزهة أو للترفيه، ‏كما لم تكن هرباً من العذاب الشديد الذي كانوا يلاقونه على أيدي بعض زعماء قريش ابتغاء إلى الراحة والسكينة، وإيثار العافية على المعاناة، ولم تكن أيضاً تخلياً عن المسؤولية عن البلد الحرام الذي بقي أبد الدهر موئلاً للأتقياء والعباد من بني البشر، ولا فراراً من الزحف، ولكنها كانت مرحلة ضرورية لا بدّ منها لسلامة سير الدعوة الإسلامي.

الخاطرة الرابعة:

في يوم الهجرة تعود إلى الأذهان صورة النور الإلهي ينطلق كمثل الينابيع الدافقة تفجرت في قلب الصحراء، فنشرت الحياة الطيبة في كل مكان، وكمثل شمس الربيع ضياءً لطيفاً تبدت كمالاته في وجه سيد المرسلين، فأخذت بمجامع القلوب، وهام بها عشاق المبادئ الإنسانية السامية، والمثل العليا الكاملة، أسقطوا كل عراقيل الضلال من وجه النور، وهاجروا في سبيل الله، وملؤوا بنوره الآفاق، يفتحون العقول قبل الحصون، ويتبوؤن القلوب قبل العروش، وصدحت المآذن والمنابر.