أروع ما قيل في الغزل

لكل منا طريقته الخاصة للتعبير عن الحب المكنون بداخله، فبعضنا يخفي مشاعره وينتظر فرصة مناسبة للبوح، والبعض الأخر يستخدم الكتابة للتعبير، فيبدأ بالغزل ووصف جمال وصفات من يحب، لهذا نورد لكم هنا أروع ما قيل في الغزل.

أروع ما قيل في الغزل

لو أستطيع حبيبتي – فاروق جويدة

لو أستطيع حبيبتي

لنثرت شيئاً من عبيرك

بين أنياب الزمان

فلعله يوماً يفيق ويمنح الناس الأمان

لو أستطيع حبيبتي

لجعلت من عينيك صبحاً

في غدير من حنان

ونسجت أفراح الحياة حديقة

لا يدرك الإنسان شطآنا.. لها

وجعلت أصنام الوجود معابدا

ينساب شوق الناس.. إيمانا بها

لو أستطيع حبيبتي

لنثرت بسمتك التي

يوماً غفرت بها الخطايا والجراح

وجمعت كل الناس حول ضيائها

كي يدركوا معنى الصباح

لو أستطيع حبيبتي

لغرست من أغصان شعرك واحة

وجعلتها بيتا تحج لها الجموع

وجعلت ليل الأرض نبعا من شموع

ومحوت عن وجه المنى شبح الدموع

فغداً سنهزم

في جوانحنا

المخاوف.. والظنون

ونعود بالأمل الحنون..

فالحلم رغم اليأس يسبح في العيون

ما زال يسبح في العيون

ما زلت أحلم

يا رفيقة حزن أيامي وما زال الجنون

فالحلم في زمن الظلام مخاوف

وضياع أيام وشيء من جنون

لكنني ما زلت رغم الخوف

رغم اليأس رغم الحزن

أعرف من نكون..

هيا لنحلم بين أعشاب السكون

فغداً سنصبح للربيع حديقة

ويصيح صمت الأرض.. فليحيا الجنون

ما كنت ممن يدخل العشق قلبه

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه

ولكن من يبصر جفونك يعشق

أغرّك منّي أنّ حبّك قاتلي

وأنّك مهما تأمري القلب يفعل

يهواك ما عشت القلب فإن أمت

يتبع صداي صداك في الأقبر

أنت النّعيم لقلبي والعذاب له

فما أمرّك في قلبي وأحلاك

وما عجبي موت المحبّين في الهوى

ولكن بقاء العاشقين عجيب

لقد دبّ الهوى لك في فؤادي

دبيب دم الحياة إلى عروقي

خليلي فيما عشتما هل رأيتما

قتيلاً بكى من حبّ قاتله قبلي

لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم

ولا رضيت سواكم في الهوى بدلاً

فيا ليت هذا الحبّ يعشق مرّةً

فيعلم ما يلقى المحبّ من الهجر

عيناك نازلتا القلوب فكلّها

إما جريح أو مصاب المقتل

وإنّي لأهوى النّوم في غير حينه

لعلّ لقاءً في المنام يكون

ولولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق

ولكنّ عزيز العاشقين ذليل

نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى

ما الحبّ إلّا للحبيب الأوّل

إذا شئت أن تلقى المحاسن كلّها ففي

وجه من تهوى جميع المحاسن

لا تحارب بناظريك فؤادي

فضعيفان يغلبان قويّاً

إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً

وحقّك يا روحي سكرت بلا شرب

كتب الدّمع بخدّي عهده

للهوى والشوق يملي ما كتب

أحبّك حبّين حبّ الهوى

وحبّاً لأنّك أهل لذاك

رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً

ولم أر بدراً قطّ يمشي على الأرض

قالوا الفراق غداً لا شكّ قلت لهم

بل موت نفسي من قبل الفراق غداً

قفي ودعينا قبل وشك التفرّق

فما أنا من يحيا إلى حين نلتقي

قبلتها ورشفت خمرة ريقها

فوجدت نار صبابة في كوثر

ضممتك حتى قلت ناري قد إنطفت

فلم تطف نيراني وزيد وقودها

لأخرجن من الدنيا وحبكم

بين الجوانح لم يشعر به أحد

تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى

جرى الحب مجرى الروح في الجسد

أحبك حباً لو يفض يسيره على

الخلق مات الخلق من شدة الحب

شاءت وشاء لها الهوى

قتيلك قالت : أيهم فهم كثر

أنت ماض وفي يديك فؤادي

رد قلبي وحيث ما شئت فامض

ولي فؤاد إذا طال العذاب به

هام اشتياقاً إلى لقيا معذبه.

ما عالج الناس مثل الحب من سقم

ولا برى مثله عظما ًو لا جسداً

قامت تظللني ومن عجب

شمس تظللني متن الشمس.

هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى

وزرتك حتى قيل ليس له صبرا.

قالت جننت بمن تهوى فقلت لها

العشق أعظم مما بالمجانين.

ولو خلط السم المذاب بريقها

واسقيت منه نهلة لبريت.

وقلت شهودي في هواك كثيرة

وأصدقها قلبي ودمعي مسفوح

أرد إليه نظرتي وهو غافل

لتسرق منه عيني ما ليس داريا

لها القمر الساري شقيق وإنها

لتطلع أحياناً له فيغيب

وإن حكمت جارت علي بحكمها

ولكن ذلك الجور أشهى من العدل

ملكت قلبي وأنت فيه

كيف حويت الذي حواكا

قل للأحبة كيف أنعم بعدكم

وأنا المسافر والقلب مقيم

عذبيني بكل شيء سوى

الصدّ فما ذقت كالصدود عذاباً

وقد قادت فؤادي في هواها

وطاع لها الفؤاد وماعصاها

خضعت لها في الحب من بعد عزتي

وكل محب للأحبة خاضع

ولقد عهدت النار شيمتها الهدى

وبنار خديك كل قلب حائر

عذبي ما شئت قلبي عذبي

فعذاب الحب أسمى مطلبي

بعضي بنار الهجر مات حريقاً

والبعض أضحى بالدموع غريقاً

قتل الورد نفسه حسداً منك

وألقى دماه في وجنتيك

إعتيادي على غيابك صعب

واعتيادي على حضورك أصعب

قد تسربت في مسامات جلد

مثلما قطرة الندى تتسرب

لك عندي وإن تناسيت عهد

في صميم القلب غير نكيث

عذبة النجوى – حسين أحمد النجمي

أسافر في عينيك أبحث عن مأوى

أيا رحبة الأحداق ياعذبة النجوى

نسيت على أهدابك السود عالمي

وحلّقت مشتقاً مع الأنجم النشوى

أبحرية العينين وردية الشذى

تحرضني أمواج عينيك أن أهوى

أذوب على ترنيمة الشوق فيهما

وأبحر في أحداق ليلهما الأحوى

حنانهما يحدو قوافل أدمعي

ويهدي لي الأشعار والمنّ والسلوى

بها جزر الأحلام موال عاشق

يرددها لحناً ويسمو بها شدوا

كغابات نخل شامخات إلى العلى

تعلمنا قاماتها الفخر والزهوا

يلوح لنا من خلفها روض حالم

به ذكريات اليأس عن خاطري تطوى

ألملم أشواقي إليك قصيدة ً

بها قصة العشاق من بعدنا تروى

سألت الليالي عنك يا نجمة الرؤى

وأخبرتها أني على البعد لا أقوى

أنا الشاعر( النجمي ) ينتابني الأسى

فأعزف أشعارى وأسمو عن الشكوى

ملئت دواوين الشذا من تألقي

سقيت المدى شعراً وما اسطعت أن أروى

ينام الذي تخلو من الهمّ روحه

ومن أدمن الأشواق صلب على البلوى

هبي الشاعر المجروح حبك وارسمي

على مقلتيه السعد يا عذبة النجوى

مخطّط لإختطاف إمرأة أحبها – نزار قباني

فكلّ السنوات تبدأ بك

وتنتهي فيك

سأكون مضحكاً لو فعلت ذلك

لأنك تسكنين الزمن كلّه

وتسيطرين على مداخل الوقت

إنّ ولائي لك لم يتغيّر

كنت سلطانتي في العام الذي مضى

وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي

ولا أفكّر في إقصائك عن السلطة

فأنا مقتنع

بعدالة اللون الأسود في عينيك الواسعتين

وبطريقتك البدويّة في ممارسة الحبّ..

ولا أجد ضرورةً للصراخ بنبرة مسرحيّه

فالمسمّى لا يحتاج إلى تسميه

والمؤكّد لا يحتاج إلى تأكيد

إنني لا أؤمن بجدوى الفنّ الإستعراضيّ

ولا يعنيني أن أجعل قصّتنا

مادة للعلاقات العامّه

سأكون غبيّاً

لو وقفت فوق حجر

أو فوق غيمه

وكشفت جميع أوراقي

فهذا لا يضيف إلى عينيك بعداً ثالثاً

ولا يضيف إلى جنوني دليلاً جديداً

إنني أفضّل أن أستبقيك في جسدي

طفلاً مستحيل الولادة

وطعنةً سريّة لا يشعر بها أحد غيري

لا تبحثي عنّي ليلة رأس السنه

فلن أكون معك

ولن أكون في أيّ مكان

إنّني لا أشعر بالرغبة في الموت مشنوقاً

في أحد مطاعم الدرجة الأولى

حيث الحبّ.. طبق من الحساء البارد لا يقربه أحد

وحيث الأغبياء يوصون على ابتساماتهم

قبل شهرين من تاريخ التسليم

لا تنتظريني في القاعات التي تنتحر بموسيقى الجاز

فليس باستطاعتي الدخول في هذا الفرح الكيميائيّ

حيث النبيذ هو الحاكم بأمره

والطبل.. هو سيّد المتكلّمين

فلقد شفيت من الحماقات التي كانت تنتابني كلّ عام

وأعلنت لكلّ السيدات المتحفّزات للرقص معي

أنّ جسدي لم يعد معروضاً للإيجار

وأنّ فمي ليس جمعيّه

توزّع على الجميلات أكياس الغزل المصطنع

والمجاملات الفارغه..

إنّني لم أعد قادراً على ممارسة الكذب الأبيض

وتقديم المزيد من التنازلات اللغويّه

والعاطفيّة

إقبلي اعتذاري.. يا سيدتي

فهذه ليلة تأميم العواطف

وأنا أرفض تأميم حبّي لك

أرفض أن أتخلّى عن أسراري الصغيره

لأجعلك ملصقاً على حائط..

فهذه ليلة الوجوه المتشابهة

والتفاهات المتشابهة

ولا تشبهين إلا الشّعر

لن أكون معك هذه الليلة

ولن أكون في أيّ مكان

فقد اشتريت مراكب ذات أشرعة بنفسجيّه

وقطارات لا تتوقّف إلاّ في محطّة عينيك

وطائرات من الورق تطير بقوة الحبّ وحده

واشتريت ورقاً.. وأقلاماً ملوّنه

وقرّرت.. أن أسهر مع طفولتي

ولا تشبهين إلا الشّعر

لن أكون معك هذه الليله

ولن أكون في أيّ مكان

فقد اشتريت مراكب ذات أشرعة بنفسجيّه

وقطارات لا تتوقّف إلاّ في محطّة عينيك

وطائرات من الورق تطير بقوة الحبّ وحده

واشتريت ورقاً.. وأقلاماً ملوّنه

وقرّرت.. أن أسهر مع طفولتي