من حفر حفرة لأخيه
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
من أشهر الأمثال العربية هذا المثل – وله قصة جميلة سنورد ذكرها – لما يدل عليه من قيمة إنسانية تحذر الإنسان وتعظه بأن لا يغدر بأخيه الإنسان لأن في ذلك مضرة لكليهما .
وقد أثبتت التجارب الإنسانية أن المنتقم لا يكون قد انتقم في الحقيقة إلا من نفسه ، والغدر صفة ذميمة لدى كل الشعوب لما فيها من مضرة للناس .
لا بد من التنويه هنا أن ” وقع فيها ” عائدة على الذي حفر الحفرة ، وليس كما يعتقد البعض أن من حفر حفرة لأخيه (وقع فيها الأخ الذي حفرت الحفرة لأجل الإيقاع به ) بل العكس إن الشخص الذي كان يجب أن يكون ضحية نجا ، والشخص الذي حفر وخطط للغدر وقع هو في شر أعماله .
قصة المثل :
يقال أن هناك أخان أحدهما تاجر كبير ، ثري ومرموق ، والآخر أعمى فقير الحال ، وكان الأخ الغني قد اعتاد أن يجلس بالقرب من باب دكانه يتسامر مع مجموعة من أصدقاءه التجار ، وكان أخاها الفقير الأعمى يمر من أمامهم كل يوم بثيابه الرثة وحالته المزرية ، يضرب الأرض بعصاه ، وعندما يلتفت التجار والناس يخجل أخاه الثري منه ومن حاله ، وقرر أن يتخلص منه في ذات يوم ، فاستدعى خدمه وطلب منهم أن يقوموا بحفر حفرة كبيرة عندما يسدل الليل ستاره ، وعندما يمر الأعمى من باب الدكان في طريقه لصلاة الفجر يقع في الحفرة ، ثم يأتي الخدم ويلقون عليه التراب ويدفنوه .
قام الخدم بحفر الحفرة ، وعندما حان وقت صلاة الفجر قام الرجل الغني وخرج من منزله ومر من أمام الدكان ناسيا أمر الحفرة ، فوقع فيها ، ولم يميزه الخدم في الظلام ، وظنوا أنه الأخ الأعمى فسارعوا وطمروا الحفرة بالتراب وفي الصباح لم يأتي الرجل الغني لفتح الدكان ، ووقف العمال والخدم في بابها ينتظرونه ، وإذا بالرجل الأعمى يأتي من بعيد يضرب الأرض بعصاه ، دهش الخدم ونظروا في وجوه بعضهم البعض ، وقال أحدهم : ” حفر حفرة لأخاه فوقع فيها ” ، ويقال أن هذه الجملة أصبحت مثلا عربيا يدل على أن الغدر والخيانة ، والانتقام تلقي شرورها على صاحبها .