حكم عن القهوة

القهوة هي الفكرة الوحيدة لدينا عن هذا الكون.
حنونة هي القهوة حين تقدّم لنا روحها في سبيل مزاجنا.
المتعة شيئان: قهوة ساخنة، ومطر ناعم.
تصالح مع نفسك بفنجان قهوة.
القهوه لمن يعرفها مثلي هي أن تصنعها بنفسك، لا أن تأتيك على طبق؛ لأن حامل الطبق هو حامل الكلام، والقهوة رفيقة السكون.
من آداب شرب القهوة: استنشاق رائحتها، وتركها تداعب خلايا رأسك.
القهوة أنثى سمراء مخلصة، وأنيقة.
وَحْدَهُ فنْجَان القَهْوَة ما يَمْلك القُدرة على احْتواءِ الوَجَع.‏
القهوة كالحب؛ قليل منه لا يروي، وكثير منه لا يُشبِع.
القهوة الأولى يفسدها الكلام؛ لأنها عذراء الصباح الصامت.
القهوة هي عجوز معمّرة، لها أحفاد برره يقبّلونها كل صباح ومساء، وأنا أكثرهم براً بها.
يُقال: إنّ القهوة مثل الحب، كلما صبرت عليها أكثر؛ ازداد طعمها حلاوة.
أعظم ما في القهوة التوقيت؛ أن تجدها في يدك فور تمنيها، فمن أجمل أناقات العيش تلك اللحظة التي يتحول فيها ترف صغير إلى ضرورة.
القهوة هي هذا الصمت الصباحي الباكر المتأني، والوحيد الذي تقف فيه وحدك، مع ماء تختاره بكسل، وعزلة في سلام مبتكر مع النفس والأشياء.
القهوة يجب أن يقدمها لك شخص ما، القهوة كالورد، فالورد يقدمه لك سواك، ولا أحد يقدم ورداً لنفسه، إن أعددتها لنفسك فأنت في عزلة حرة بلا عشاق أو عزيز، غريب في مكانك، وإن كان هذا اختياراً، فأنت تدفع ثمن حريتك، وإن كان اضطراراً فأنت في حاجة إلى جرس الباب.
القهوة لا تُشرَب على عجل، القهوة أخت الوقت تُحتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمل، وتغلغل في النفس وفي الذكريات.

كلمات عن القهوة

ما الذي على هذه الأرض يمكن أن يكون أكثر ترفاً من أريكة، وكتاب، وكوب من القهوة؟
حريتي أن أشرب فنجان قهوتي متى ما أريد.
ما زالت القهوةُ أيقونةَ ‏الصباح، وسيِّدَةَ الدفء؛ إذ نغادرُ نشوةَ الحلم، ف‏تجمعُنا، وتلملمُ ما تناثرَ منّا في ‏الفضاء.
قهوتي اليوم فيها مرارة لست أحتملها، والسكر عندي عناداً لن أضيفه إلا إذا اشتدت في حلقي مرارتها، أداوي بها وبه جرحاً طال نزفه، فأين أهرب منه ومن حماقاتي؟ وحدي أجالس قهوتي، وعنادي يأبى أن أفارقها، والطريق إلى المستحيل موصود بفعل فاعل، فمتى تصبح سالكة إليه طرقاتي.
وحدهم من يرون خلاصهم في القهوة، يفهمون أنها ليست إدماناً أو عادة.
حين أغلي قهوتي في الليل فيما بعد منتصفِ الليل، أعرفُ أن الوقت يشير إلى أنني بخير.
تتلخص عذوبة المساء بفنجان قهوة، وطرب يجوب الأرجاء.
والقهوة لمن أدمنها مثلي، هي غذاء الروح، تنثر الرقي كعطر في الأرجاء يفوح.
والقهوة لمن يصعنها مثلي، لها طقوس جنونية كمراقبة ذوبانها في جزيئات الماء الخفية.
قهوة مسائية على أنغام فيروزية، تملأ القلب بالراحة والحنان.
كوب قهوة، وصوت طرب، ورواية جميلة، كفيلة بنقل الإنسان من حال إلى حال، كما لو أصبحت صحراءُ جرداءُ مفعمةً بالبساتين، والظلال.

أقوال في الحب والقهوة

كقهوتي أنت، رغم مرارتك، إلا أن سمارك سيقتنلي من شدة فتنته.
تعالَيْ نختلق حديثاً صباحياً عن أي شيء، حتى لو كان عن أن القهوة مُرّة وحديثك سُكّر.
كل نهار ألبس ذات المعطف، أقطع ذات الشارع، أشغل ذات المقعد، أطلب ذات القهوة، أشتري صحفاً من بلدان الشرق الأوسط، لا أتحمس كي أفتحها، فالأخبار هي الأخبار في القرن الأول أو في القرن العاشر، الأخبار هي الأخبار.
عندما أشرب القهوة معك، أشعر أن شجرة البن الأولى زُرِعت من أجلنا.
أرجوكِ ألا تمري ببالي بينما أشرب القهوة، فما زلت أحبها بلا سكر.
ألمها الذي بدا فائراً في الأيام الأولى، سكن وتحول إلى حزن صافٍ تتركز في قاعه ركدة ثقيلة وداكنة، كركدة القهوة المُرة التي تشربها مغلية مراتٍ لا تُحصى في الليل والنهار.
أريد رائحة القهوة، لا أريد غير رائحتها، ولا أريد من الأيام كلها غير رائحتها.
حين تصبح القهوة شكلاً من أشكال الإدمان يصعب دونها أن نحس بالاسترخاء والراحة، أقولها صراحة وبلا حرج: أنا مدمنة قهوة بنكهة مختلفة وإحساس آسر، إدماني لها يختلف عن أي إدمان آخر، فهي تحلق بي فوق أجنحة خرافية، نحو عالم من النقاء مختلف من صنع خيالي، ودون أجنحتي السحرية.
مع فنجان القهوة تتسرّب شمس الحروف الذائبة في السّكر، فتطلّ حسناء من شرفتها تبوح بالحبّ، وبما هو أطيب جئت هنا لأنثر الفرح، أبحث عن طيفك، أتوسّد العشق لأبقى معك.
قهوتي اليوم بنكهة أمان، بعبق طمأنينة أنت زرعتها، فحين تصبح الحلول مستحيلة نحتاج حتماً لأذُن صديق نبثّه بعضاً من بعض هواجسنا. *لا يوجد لدينا حل سحري ليمحو القلق من دواخلنا ويزرع مكانه بعض الطمأنينة، وقد فعلت أنت، فأقبِل ولا تتردد، تستحق اليوم أن تشاركني قهوتي.
حين يأتي المساء معبقاً برائحة القهوة، وبوجود من نُحب، يمضي اليوم كالنسيم، فلا تشعر إلا وعقارب الوقت مضت، وأخذت معها لحظات جميلة.
قهوة فيروزية بنكهة الشوق الماكث بين همسات نبض قلبي.

قصيدة فنجان قهوة

تقول نبيلة الخطيب:

يشربني فنجانُ القهوةِ

حين أقبّلُه

وأذوبُ إذا نام الفنجانُ

على شفتي

أسقاني ريقَ الفاكهة الطازج

حين طلبتُ القهوةَ

حتى لا أرحلَ وحدي

خلف الوعي

وفوقَ المحسوسْ

علّقني فوق جدار المعنى

فأنا حين أقابله

تتفلّتُ كلماتي

من قلبي

لتفرّ إليه

وأحسّ بأني

امرأةٌ أخرى

بين يديه

أنبضُهُ…

يستوقفني النبضُ

يُسائلني:

كيفَ…؟!

لماذا…؟!

ما هذا…؟!

تخذلني كلماتي

تَسّاقطُ أوراقَ خريفٍ

في باحة صمتي

إلا أني..

حين أكلّمُه

أتماهى في كل خلاياهُ

وحين يُكلّمني

أشعر أنّ له في صدري

قلباً ينبضني!