حكم وأمثال

يختلف المثل والحكمة كثيراً عن بعضهما البعض، ورغم ذلك هناك التباسٌ كبير يحدث بينهما بسبب التشابه في السّرد وطريقة صياغتهما، ولذلك سنوضّح لكم في هذا المقال بعض الفروقات بينهما مع إيراد بعض الأمثلة الموضّحة.

الفرق بين الحكمة والمثل

الحكمة

  • تختلف الحكمة عن المثل في الهدف والمصدر.
  • تأتي الحكمة عن تجربة خاصّة يولّدها العقل بعد تحليلها؛ ليصل لحكمة يستفيد بها في حياته ويفيد غيره من خبرته.
  • تعدّ الحكمة حكماً خالصاً للعقل على تجربة ما.
  • رأت الفسلفة أنّ الحكمة ليست فلسفة؛ لأنّها تعطي أحكاماً مطلقةً ومسلّمات، ويمكن للحكمة أن تتحوّل إلى مادّة جامدة تؤخذ كما هي وليست كالفلسفة الّتي تحفّز التّفكير، وتبعث على التأمّل.
  • يكمن سحر الحكمة في جمال لغتها وطريقة طرحها.
  • يُمكن أن نكتب من الشّعر حكمةً تتحدّث عن موضوعٍ ما.
  • هناك الكثير من الشّعراء الّذين كتبوا فيها، أمثال: الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -، والإمام الشافعيّ، وأبو العلاء المعرّي، وأبو الطيّب المتنبّي.

المثل

  • يكون المثل نتاج موقفٍ لحظيّ يُقال فيه قولاً فيصبح مثلاً، ويتقارب مع الحكمة إذا نتج عن تجربة
  • يتولّد المثل حسب الموضوع، ويكون تابعاً له، ويمكن أن يتأثّر به بشكلٍ كبير دون إدراك.
  • يكمن سحر المثل في أنّه شعبيٌّ جدّاً، ومتاحٌ للعامّة؛ حيث يمكن أن تكون بعض الأمثال تصلح كشعاراتٍ شعبيّة أو شخصيّة لمدى قربها من روح الفرد ومجتمعه بسبب نبوعها من المجتمع.
  • يمكن أن نكتب شعراً يحتوي على مثل ولكن لا يتجاوز البيت، وغالباً يكون له طابع الوعظ المباشر؛ على عكس الحكمة الّتي يمكن أن تكون مناقشةً وتشاركاً في الخبرات.

أبيات في الحكمة

قال المتنبّي:

إذا غامرت في شرفٍ مروم

فلا تقنع بما دون النّجومِ

فطعم الموت في أمرٍ حقير

كطعم الموت في أمرٍ عظيم

قال الإمام الشافعيّ:

إذا المـرء لا يرعاك إلا تكلّفا

فـدعـه ولا تكثر عليـه التأسّفا

ففي النّاس أبدال وفي التّرك راحةٌ

وفـي القلب صـبـرٌ للحبيـب ولو جفا

فما كـلّ من تهـواه يهواك قلبه

ولا كـلّ مـن صافـيـتـه لـك قـد صفا

إذا لـم يـكن صفـو الـوداد طبيــعةٌ

فلا خيـر في ودٍّ يـجيء تكلُّفا

ولا خيـر في خـلٍّ يخــون خليـلـه

ويلقاه مـن بعد المودّة بالجـفـا

وينكر عيشا قد تقادم عـهـده

	ويظهر سرّاً كـان بالأمس قـد خفـا

سلامٌ على الدّنيا إذا لم يكن بها

صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعد منصفـا

قال صلاح جاهين:

اقلع غماك يا تور وارفض تلف

اكسر تروس الساقية واشتم وتف

قال: بس خطوة كمان وخطوة كمان

يا أوصل نهاية السكّة يا البير تجف

وفي هذه الأبيات ينبّه صلاح جاهين الإنسان إلى أنّ حياته وسعيه للعمل والزّواج والإنجاب كدورةٍ طبيعيّة يجب أن يسير فيها أصبحت كالسّاقية التي يلفّ بها الثّور وهو مغمض العينين؛ فيدعوه إلى رفض السّير على الخطّ نفسه.

حكم وأمثال شائعة

  • لكل حيٍّ أجل
  • بعضُ الحُلُمِ ذلُ
  • يد واحدة لا تحمل بطّيختين
  • لن يصغي إليك أحدٌ حتّى تقول شيئاً خاطئاً.
  • إذا تركت الأمور لنفسها، فإنّها ستتّجه من سيّء إلى أسوأ .
  • كلّ حلٍّ ينتج مشاكل جديدة.
  • ابتسم الآن فغداً سوف يكون أسوأ
  • إذا كنت تعتقد أنّ التعليم ثمنه باهظ، جرّب الجهل فقد يكون أقلّ كلفةً.
  • أكثر العبارات العامّة خاطئة، وحتّى هذه العبارة!!.
  • الخبير هو الّذي يعرف أكثر وأكثر عن أشياء أدقّ وأدقّ حتّى يصل إلى أن يعرف كلّ شيءٍ عن لا شيء.
  • إذا أمكن لشيءٍ أن يكون خطاً سيكون كذلك .
  • هناك صنفان من النّاس: الصّنف الأوّل هم الّذين يقولون إنّ النّاس صنفان، والقسم الثاني الّذين لا يقولون ذلك.