من أقوال هارون الرشيد

الأقوال والحكم هي تعطينا الدروس والعبر التي عاشوها القدماء، وها قد جمعتُ لكم في مقالي هذا بعض من أقوال هارون الرشيد.

أقوال هارون الرشيد

  • من شاور كثر صوابه.
  • النفس تطمع والأسباب عاجزة.. والنفس تهلك بين اليأس والطمع.
  • الشرف يمنع صاحبه من الدناءة.
  • من شاور كثر صوابه.
*نعم وزير إنعام الرأي الحسن.
  • في أي مكان شئتِ أمطرى فسيحمل إليّ خراجك.
  • الجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام.
  • كل ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلغ ثمن نخلة البصرة.

هارون الرشيد

هارون الرشيد بن محمد المهدي هو الخليفة العباسي الخامس، يعتبر من أشهر الخلفاء العباسيين.. حكم بين عامي 786 و809 م.. ولد (حوالي سنة 763م في مدينة الري وتوفي سنة 809م في مدينة طوس).. وهو أكثر الخلفاء العباسيين ذكراً في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية على عهد الامبراطور شارلمان التي ذكرته باسم Aron، والحوليات الهندية والصينية التي ذكرته باسم Alun، أما المصادر العربية فقد أفاضت الكلام عنه حيث صور بالخليفة الورع المتدين الذي تسيل عبراته عند سماع الموعظة والمجاهد الذي أمضى معظم حياته بين حج وغزو، فكان يحج عاما ويغزو عاماً.

حياته قبل الخلافة

هارون الرشيد هو ابن الخليفة محمد المهدي من زوجته الخيزران بنت عطاء التي كان لها نفوذ كبير في الدولة، ولد هارون في مدينة الري سنة 763 م كان والده واليا على المدينة، نشأ في صباه مع أخيه موسى الهادي في بغداد وعاش في قصر الخلافة في رعاية جده عاماً قبل أن تنتقل أسرته إلى قصرها الجديد قرب الرصافة في الجانب الشرقي من مدينة بغداد، أشرفت على تربيته اسرة البرامكة الفارسية التي كان لها روابط وثيقة بأسرة الخلافة وعائلة المهدي، وتلقى تعليمه على يد العالم علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي عالم النحو المعروف بالكسائي الذي ظل معه حتى وفاته ثم صار أيضاً معلما للأمين ابن الرشيد كما تولى تربيته وتعليمه أيضاً المعلم المفضل الضبي الذي صنف للمهدي كتاب المفضليات وفي عام 158 هـ توفي أبو جعفر المنصور وأصبح المهدي في منصب الخلافة ودفع بابنه هارون للتدرب على الفروسية والرمي وفنون القتال، وعندما أصبح هارون شابا يافعا عينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القواد الكبار وأمراء الدولة وكان عمر هارون وقتها لا يتجاوز الخمس عشر عاما، وخرج الجيش عام 163 هـ إلى أراضي الروم وتوغل فيها وأظهر هارون براعة في قيادته وحاصر قلعة رومية اسمها سمالوا ثمانية وثلاثين يوماً حتى انتهى الأمر بفتحها، وعاد الرشيد بالجيش سالما محملا بالغنائم فاستقبله أهل بغداد وكافأه المهدي بتوليته بلاد المغرب وأذربيجان وأرمينية، لكنه اشتهر بشهرة كبيرة بين الأوساط الشعبية وذلك بعد الحملة العسكرية التي قادها ضد الامبرطورة البيزنطية ايرين ووصل فيها إلى أبواب القسطنطينية، وفي خلال هذا الوقت تزوج هارون ابنة عمه زبيدة بنت جعفر والتي أنجب منها هارون ولده محمد الأمين، أما ابنه الثاني عبد الله المأمون فقد ولد من جارية فارسية اسمها مراجل.. وعاد هارون من تلك الغزوة إلى بغداد وقد فرح المهدي بانتصار ابنه وأطلق عليه لقب الرشيد وأخذ له البيعة كولي للعهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي فأصبح هارون الرشيد ولي العهد الثاني.

توليه الخلافة

بويع الرشيد بالخلافة في (14 ربيع الأول 170 هـ/14 سبتمبر 786 م)، بعد وفاة أخيه موسى الهادي، وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف متباعدة تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلسي، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة.

أسرته

تزوج الرشيد زبيدة بنت جعفر وهي ابنة عمه ورغم أن الرشيد قد تزوج أكثر من امرأة إلا أن زبيدة كانت المتربعة على عرش قلبه، ومن زوجاته أيضاً أمة العزيز وأم محمد ابنة صالح المسكين بنت عمه سليمان بن أبي جعفر وتزوج أيضاً ابنة عبد الله التي تعود بالنسب إلى عثمان بن عفان وتلقب الجرشية لأنها ولدت بجرش باليمن، ومن زوجاته أيضاً عزيزة بنت صالح وهي بنت خاله أخو أمه الخيزران.. هذا بخلاف الجواري ملك اليمين، حيث كان وجود الجواري والحظايا أمراً معروفاً في ذلك الوقت وخاصة عند الملوك والأمراء وكبار القوم.

ولد لهارون الرشيد عشرة أبناء واثنتا عشر بنتا أما الأبناء فهم: محمد الأمين من زوجته زبيدة، وعبد الله المأمون من جارية فارسية اسمها مراجل، والقاسم بن الرشيد وأمه قصف، وأبو إسحاق محمد المعتصم بالله ووالدته تركية اسمها ماردة خاتون، وعلي من زوجته أمة العزيز، وصالح من جارية اسمها رثم ومحمد أبو يعقوب ومحمد أبو عيسى ومحمد أبو العباس ومحمد أبو علي وهؤلاء من أمهات أولاد.

أما بنات الرشيد فهن: سكينة أخت القاسم، وأم حبيبة أخت المعتصم من ماردة خاتون، وأروى وأم الحسن وحمدونة وفاطمة وأمها عفص، وأم سلمة وخديجة وأم القاسم رملة وأم علي وأم الغالية وريطة وكلهن من أمهات أولاد.

اهتمامه بالعلماء والأدباء

كان الرشيد مثقفاً ثقافة عربية واسعة وكان يملك أدباً رفيعاً وتذوقاً للشعر واللغة لذلك قيل: كان فهم الرشيد فهم العلماء.. وكانت مجالسه تملأ الشعراء والعلماء والفقهاء والأطباء والموسيقيين، وكان كثيراً ما يناقش العلماء والأدباء، كذلك كان ينقد الشعر والشعراء.. كان يقول: البلاغة التباعد عن الاطالة، والتقرب من معنى البغية، والدلالة بالقليل على المعنى، قال عنه الذهبي: وكان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه لاسيما إذا وعظ ويقول الخطيب البغدادي: وكان يحب الفقه والفقهاء، ويميل إلى العلماء، ومن أشهر الأدباء الذين عاصروا الرشيد وحضروا مجالسه الشاعر الكبير أبو العتاهية وأبو سعيد الأصمعي.. ومن علماء الدين الذين عاشوا في عصره الامام الشافعي صاحب المذهب الشافعي والامام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي في الفقه الذي التقى بالرشيد حين قصد الخليفة منزله بالمدينة المنورة وقرأ عليه الإمام كتاب الموطأ وعلى الصعيد العلمي دعم الرشيد عالم الكيمياء المشهور جابر بن حيان وأسس وتلامذته منهج التجربة في العلوم.

وكان العلماء يبادلونه التقدير، روي عن الفضيل بن عياض أنه قال: (ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره) فقال في ذلك أحد أصحاب الفضيل: (فكبر ذلك علينا فلما مات هارون الرشيد وظهرت الفتن وكان من ذلك في عهد المأمون عندما حمل الناس على القول بخلق القرآن قلنا الشيخ كان أعلم بما تكلم).