كيف تتم زراعة الفطر

الفطر

عُرف الفطر منذ القدم باعتباره مادّةً غذائيةً طيبة المذاق، حيث كان قدماء المصريين، واليونانيون، والصينيون يجمعونه من الطبيعة، ولم يكن الحصول عليه متاحاً إلا في مواسم معينة في السنة، وبالقرب من الأنهار والجداول حيث تكون نسبة الرطوبة عالية نوعاً ما. كما كان يُسمى الفطر عند بعض شعوب الأرض بغذاء الروح، فقد ذكرت المصادر أنَّ أبقراط أول من ذكر فوائده الصحية قبل 400 سنة قبل الميلاد، واعتُبر الصينيّون أول من بدأ بزراعة الفطر بالطرق التقليدية، ومن بعدهم الأوروبيون الذين استخدموا الفطر الزراعي أجاريكاس بيسبوراس (بالإنجليزية: Agaricus bisporus) كعلاج للخراجات.[١]

في الوقت الحالي يوجد أكثر من ألفي نوع من الفطر الصالح للأكل، كما يُستخدم ما يُقارب 25 نوعاً على نطاق تجاري حول العالم، وتُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، وهولندا، وفرنسا، والصين، وبريطانيا، وتشيلي، والمكسيك، والهند، وأندونيسيا، وماليزيا من الدول الرائدة في مجال إنتاج الفطر في العالم، حيث بلغ الإنتاج العالمي للفطر حوالي 4 ملايين طن سنوياً،[٢] وذلك لأهميته في عدد من الصناعات الدوائية؛ حيث يُستخدم في تحضير عدد من العقاقير والمضادات الحيوية، وكذلك في الصناعات الغذائية؛ حيث يدخل الفطر في تركيب مادة حمض الستريك وبعض أنواع الأجبان، كما يُستخدم الفطر في مجال التحريج وصنع المبيدات الحشرية الحيوية.[١]

زراعة الفطر

طرق زراعة الفطر

هناك عدة أنظمة لزراعة الفطر، ومنها ما يأتي:[٢]

  • الزراعة في أكياس من النايلون الشفاف المُعلّقة على الأسلاك: وهي عبارةٌ عن أكياسٍ لإنتاج الفطر تحتوي على مسامات للتهوية، وتُعلّق على أسلاك، ويُفضّل اختيار هذه الطريقة عندما تكون مساحة الزراعة محدودةً، ومن إيجابياتها أنَّها تُحافظ على الخلطة الغذائية، بينما يؤخذ على هذه الطريقة أنها تمنع تبادل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الكيس والخارج.
  • الزراعة في أكياس البولي إيثيلين: حيث تُصنع هذه الأكياس من مادة البولي إيثيلين (بالإنجليزية: Polyethylene). وتَتميّز هذه الطريقة بسهولتها وانخفاض تَكلفتها، وسهولة السيطرة على الأمراض عند ظهورها.
  • الزراعة في صناديق: يمكن استخدام صناديق الخضار في هذه الطريقة، إذ يبلغ إنتاج الصندوق الواحد في الموسم حوالي 2-4 كغ، ومن مميزاتها أنَّها غير مكلفة ولا تحتاج إلى مساحة.
  • الزراعة في كتل غذائية جاهزة: وذلك بحجم 60*40*20 سم³، حيث يُزرع الميسيليوم في مكعب من الخلطة الغذائية ثم يُغلّف الُمكعّب بمادة البولي إيثلين، بعدها يقوم المزارع بإزالة الغطاء ووضع المكعب في مكان مناسب لنمو الفطر، وبعد أسبوعين يتم جني المحصول.
  • الزراعة في صناديق ورفوف خشبية: ويكون حجمها (100- 200) *20*25 سم³، حيث يتم وضع الصناديق على رفوف فوق بعضها البعض، وتكون المسافة التي تفصلها عن بعضها 60 – 80 سم.

متطلبات زراعة الفطر

لنجاح عملية زراعة الفطر يجب أن توفَّر متطلبات وشروط، من أهمها ما يأتي:[٢]

  • في البداية يجب تجهيز خلطة غذائية بشكل جيد.
  • اختيار نوع الفطر ويُنصح أن يكون ذا نوعية جيدة، مثل: بلوروتس أس بي (بالإنجليزية: Pleurotus sp) وأجاريكاس أس بي (بالإنجليزية: Agaricus sp)، والّلذين يُعدّان الأكثر طلباً في الزراعة.
  • التأكد من أن الوسط الزراعي مُعقّمٌ لتفادي مشاكل الآفات التي تصيب الفطور، كما يُفضل أن تتم زراعة الفطر في تربة قليلة الحموضة، كما يجب قياس درجة الحموضة باستمرار لمنع تكاثر الفطريات المُضِرّة.
  • توفير مياه نظيفة للري، وتكون عملية الري بواسطة رشاشات ذات ثقوب دقيقة، والجدير بالذكر أنَّه يجب ري الفطر بعد كل عملية قطاف.
  • توفير السماد ومواد أُخرى: كالقش، ونشارة الخشب، والمخلّفات الزراعية.
  • إنتاج الفطر ضمن ظروفٍ بيئيةٍ مناسبةٍ، حيث إنَّ الفطر يحتاج إلى حرارة، وتختلف مُتطلّبات الفطر للحرارة تبعاً لنوع الفطر ومراحل الإنتاج، فقد تعمل درجات الحرارة المنخفضة على تأخير ظهور الأجسام الثمرية وزيادة فترة نمو الميسيليوم، بينما تعمل الحرارة المرتفعة على استطالة الساق وظهور بُقعٍ على رأس الفطر، ويؤدي ذلك لتشوه المنتج، كما يحتاج الفطر إلى رطوبةٍ عاليةٍ تتراوح ما بين 60%- 90%، ويحتاج أيضاً إلى تهويته في الغرف ابتداءً من الأسبوع الثاني للزراعة.
  • تظليل غرف التربية أو تغطية الصناديق بغطاء بلاستيكي غامق اللون، وذلك لأن تسليط الضوء في المراحل الأولى في إنتاج الفطر يعمل على تنشيط نمو الجراثيم قبل ثمار الفطر، أما في مرحلة الإثمار فيحتاج إلى ضوء خافت من ضوء النيون أو الفلورسان.

مكافحة الأمراض التي تصيب الفطر

يعود سبب الأمراض والآفات التي تصيب الفطر إلى وجود الحيوانات، أو بعض البكتيريا، والفطريات، وفيما يأتي طرق مكافحة تلك الأخطار:[٣]

  • استخدام السم والأفخاخ لمكافحة الفئران حيث تعمل الفئران على إحداث ثقوب في أكياس الدبال وذلك لأكل القمح الذي ينمو فيه البذور، كما يُمكن أن تُستخدم أعمدة حديدية مع وضع آنية في أعلى العمود مع الجبس.
  • وضع حزام لاصق ذي لون أصفر للوقاية من الذباب، حيث يعمل الذباب على وضع بويضاته على رقائق الفطر، كما يُمكن وضع شبكة على النوافذ لمنع دخول الحشرات.
  • إزالة الحلزون يدوياً عندما يوجد، إذ يعمل الحلزون على أكل أجزاء من الفطر.
  • مكافحة الفطريات، إذ يعمل نوع من الفطريات تسمى التريكودرما على استهلاك مغذيات الدبال بالتالي فقدان كل المحصول، وفي هذه الحالة لا يُجدي استعمال المبيدات الحشرية، والأفضل استخدام الاحتياطات اللازمة والمحافظة على النظافة التامة، كما قد يظهر نوع آخر من الفطريات يُدعى بيرتيسيليوم وهو منافس على مغذيات الدبال، فإذا ظهرت فهذا يعني أن عملية التحضين تتم بدرجة حرارة منخفضة، بالتالي يجب رفع الحرارة لمقاومة المرض، أما الأكياس التي ظهرت عليها البقع الخضراء فيجب رميها.
  • رفع نسبة التهوية لمكافحة البكتيريا التي تهاجم الفطر في مرحلة الإنتاج كبكتيريا (البسودوموناس تولاسي)، إذ يؤدي ذلك إلى خفض نسبة الرطوبة في الجو، كما يجب التخلص من الفطر المُتَضرِّر.

أنواع الفطور الأكثر انتشاراً

توجد أنواع كثيرة من الفطور في العالم، إذ تصل إلى حوالي 2000 نوع تُستخدم في صنع الطعام. ومن الفطور التي تعتبر ذات أهمية وانتشار ما يأتي:[١]

  • الفطر الزراعي: حيث ينتشر هذا النوع في جميع دول العالم، والذي يمثل 32% من الإنتاج العالمي للفطر، ويحتاج إنتاج الفطر الزراعي إلى منشآتٍ خاصةٍ عالية التكلفة، لضبط درجات الحرارة والرطوبة فيها، كما يحتاج إلى التهوية بشكل دقيق.
  • الفطر الشيتاكي: والذي يمثل 25% من الإنتاج العالمي للفطور، وتُعتبر زراعة هذا النوع الأكثر شيوعاً في الصين، ويحتاج إنتاجه إلى طرقٍ زراعيةٍ عالية التقنية، كما يحتاج إلى فترة تخميرٍ طويلة نسبياً.
  • الفطر الصيني أو فطر القش: والذي يمثل حوالي 3% من الإنتاج العالمي للفطور، ويحتاج إنتاجه لبيئةٍ شبه استوائية، كما يحتاج إلى مراحل عديدة في تخمير خلطته الزراعية، وهو من الأنواع التي تُعتبر زراعته قليلة التكلفة.
  • الفطر المحاري أو الصدفي: والذي يُمثّل إنتاجه حوالي 14% من الإنتاج العالمي للفطور، وما يُميّز هذا النوع أنَّه يصلح للزراعة داخل البيوت، ويمكن لصغار المزارعين من ذوي الخبرات والإمكانيات القليلة استخدامه في زراعتهم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت د. محمد يبرق، د. سليم خوجة، د. عمر عتيق، وآخرون، “الدليل العملي لزراعة الفطور في سورية “، www.gcsar.gov.sy، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت كارولين عجيل، هيام يوسف، فؤاد داغر، وآخرون (2008)، الفطر (الطبعة الأولى)، صفحة 2، 3، 4، 5، 7، 13. بتصرّف.
  3. “دليل زراعة الفطريات”، www.fellah-trade.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-9-2018. صفحة 14-21. بتصرّف.