كيفية زراعة العنب

العنب

ينتمي نبات العنب إلى عائلة الكرميّات (بالإنجليزيّة: Vitaceae)، وله ما يقرب من ستّين نوعاً، وهو من أقدم النّباتات المزروعة في العالم؛ إذ تعود زراعته إلى عام (4000)ق.م. الموطن الأصلي لنبات العنب هو منطقة البحر الأبيض المتوسط، وجنوب غرب آسيا، وأوروبا الوسطى، إلا أنّه يُزرع حالياً على نطاق واسع في العالم، ويُعدّ من النّباتات الخشبيّة المتسلقة، وقد يصل طول شجرته إلى (17)م أو أكثر إذا لم يتم قصّها، أما أوراقه فتترتّب على السّاق بالتّناوب، وتكون مُفصَّصةً وشبيهةً بكفّ اليد، ولها حواف مسنّنة، وتكون الزهور خضراء اللون، أما الثّمار فهي كرويّة الشّكل، وقد تتخذ شكلاً طوليّاً قليلاََ، وتوجد بعدة ألوان، منها الأخضر، والعنبريّ، والأحمر والأسود، داخلها لبّ يحتوي بذوراً.[١][٢]

العنب من الفاكهة الشّهيّة المغذيّة التي يُقبل الناس على تناولها بأشكال مختلفة؛ فهي تؤكَل طازجةً، وتُجفَّف لصنع الزّبيب، ويُصنَع منها عصير العنب، والمربّى، ويُستخدم زيت العنب لتتبيل السّلطات، والقلي، وصنع الخبز، ويُصنَع منه بلسم للشِّفاه، ومنتجات للعناية بالبشرة، والشّعر، وغيرها.[١][٢]

زراعة نبات العنب

تنتشر زراعة أشجار العنب في كثير من المناطق في العالم، وكما ذكِر سابقاً يوجد ما يقارب ستين نوعاََ من العنب التي يمكن الاختيار من بينها، إلا أنّ أشهرها العنب الأمريكيّ، والأوروبيّ، والمكسيكيّ، ولكلّ نوع من هذه الأنواع سلالات متعددة تختلف من حيث الحجم، والنكهة، واللّون، والملمس. ويمكن زراعة أشجار العنب بعدة طرق، فيمكن زراعة شتلة جاهزة يتم اختيارها بحيث تكون ملائمة للظروف البيئيّة التي ستُزرع فيها، وعند اختيار الشتلة يُفضَّل أن يكون عمرها عاماً واحداً، وأن تكون صحيّة وقوية، وخالية من الفيروسات، وأن يكون قصبها متماثلاً، وجذورها ذات توزيع متساوِِ، كما يمكن زراعة العنب باستخدام العُقلة أو القصاصة؛ وهي جزء من شجرة العنب، يتم قصها مع مراعاة أن تحتوي ثلاث عُقد؛ تظهر هذه العقد على شكل نتوءات، كما يمكن زراعة العنب باستخدام البذور، إلا أنّ زراعة البذور تحتاج الكثير من الوقت والجهد.[٣][٤]

زراعة أشجار العنب بالعُقَل

لزراعة عُقَل العنب، يجب اتباع الخطوات الآتية:[٣]

  • تجهيز عقل العنب: تُقطَع العقلة فوق العقدة بحوالي (1/4-1) إنش؛ أي (0.63-2.54)سم بزاوية (45) درجة، ويُحرَص على احتواء العقلة المنْوي زراعتها على ثلاث عُقَد، ويمكن اختيار أكثر من عقلة وزراعتها في أماكن مختلفة لزيادة فرص النّجاح، وبعد ذلك يتم التّخلص من النّباتات والأعشاب غير النافعة.
  • اختيار المكان المناسب لزراعة العقل: العنب من النّباتات المُعمّرة التي قد تعيش مئة عام، لذلك يجب اختيار مكان زراعتها بعناية، ويجب أن تكون المساحة المخصصة لها واسعة وخالية من الأشجار والنّباتات الضّخمة، وتكون المنطقة مشمسة، وذات تصريف جيد، ويُفضَّل أن تُزرع على جبل منحدر ومواجه للجنوب؛ لحماية العنب من قرصة الصّقيع، وتُتجنَّب زراعة العنب أسفل المنحدرات؛ لأنّ ذلك يعرضه للهواء البارد ويتلف المحصول.
  • إعداد التّربة: التُّربة المناسبة لزراعة العنب هي التّربة الصّخرية أو الرّملية بدرجة بسيطة، والتي تكون درجة حموضتها (pH) أعلى من (7) بقليل، وعلى زارع العنب أن يعدّ التربة بطريقة تسمح بالتصريف الجيد للماء؛ لأنّ الجذور المشبعة بالماء لا تشجّع النّمو السّليم للعنب، كما أنّ نبات العنب لا يفضِّل التُّربة الغنيّة بالمواد الغذائيّة، لذا يجب تجنُّب استخدام التُّربة المخصّبة ما أمكن.
  • إعداد تعريشة لنبات العنب: العنب نبات معترش ومتسلق؛ لذلك لا بدّ من توفير تعريشةٍ لينموعلى طولها وتدعم نموّه. يمكن شراء تعريشة جاهزة، وتكون على شكل هيكل خشبي مكوّن من ألواح متشابكة، تسمح لكرمة العنب بالالتفاف حولها، كما يمكن صنع تعريشة بسيطة من الخشب والأسلاك.
  • اختيار الموعد المناسب للزراعة: الوقت المناسب لزراعة العنب هو أواخر الشّتاء وبداية الرّبيع، وهذا هو الموعد المناسب للتقليم أيضاََ خلال السّنوات القادمة.
  • زراعة العنب: يتم اختيار المسافات بين الكرمات اعتماداََ على نوع العنب؛ فالعنب الأمريكي والأوروبي يحتاج إلى (1.8-3)م بين كل نبات وآخر، بينما يحتاج العنب المكسيكي لمسافة (5)م تقريباً بين كل نبتة وأخرى. تُغرَس العقلة في خندق بحيث يُغطّى البرعم القاعدي مع بقاء البرعم العلوي على سطح التُّربة مباشرةً، ويتم الضغط على التُّربة المحيطة بالعقلة.
  • سقي النّبات: بعد زراعة العنب مباشرة يكون بحاجة للريّ، أمّا بعد ذلك فيجب خفض كمية المياه، وفي حال عدم سقوط أمطار في المنطقة يُفضل استخدام نظام تنقيط بجانب الجذور مباشرةً؛ وذلك لضمان حصول النّبات على كمية قليلة ولكن منتظمة من الماء.
  • تقليم النّبات: في العام الأول يجب قطع الثّمار التي تنمو على الكرمة الصغيرة؛ لأنها ستتلفها بوزنها الثّقيل، كما يجب قطع الفروع الضعيفة والإبقاء فقط على الفرع الذي ينمو مباشرةً من القصب، وفي السّنوات التّالية تُقلَّم النّبات بحيث يتم التّخلص من (90%) من الفروع الجديدة التي تنمو على الكرمة القديمة، وأفضل موعد لتقليم نبات العنب هو أواخر الشّتاء، عندما تكون الشّجرة خاملةً، فلا تفقد عصارتها أثناء التّقليم، كما أنّ الجو لا يكون بارداََ لدرجة تسمح بتكوّن الصّقيع مكان القص.
  • إضافة نشارة: يمكن ضبط درجة حرارة التُّربة، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء، وتقليل الأعشاب الضّارة عن طريق إضافة نشارة، أو ما يُسمى المهاد (بالإنجليزيّة: Mulch) حول نبات العنب.
  • العناية بنبات العنب: للعناية بنبات العنب والمحافظة عليه سليماً يجب:
    • إزالة الأعشاب الضّارة بانتظام.
    • تغطية النّبات بشبكة لإبعاد الطّيور.
    • استخدام المبيدات للتخلص من حشرة العثة بعد استشارة المختص.
    • وقاية النّبات من مرض البياض الدّقيقيّ بزراعته في مكان جيد التّهوية.
    • عدم القلق بشان حشرة المنّ؛ لأن الخنافس تتغذى عليها، دون أن تضر نبات العنب.
  • قطف ثمار العنب: لقطف ثمار العنب النّاضج يُفضّل تذوّق القليل منه، فإذا كان طعمه حلواً فهو جاهز للأكل، ويجب الانتباه إلى أنّ ثمار العنب لا تنضج بعد قطفها كما هو الحال في باقي الثّمار، لذلك يجب التّاكد من نضج الثّمار قبل قطفها.

زراعة العنب من البذور

قبل شراء بذور العنب من المشتل أو الحصول عليها من شجرة عنب مزروعة سابقاََ، يجب اختيار نوع العنب المناسب للمنطقة ومناخها، وتحديد الهدف من زراعة العنب، فبعض الأنواع تكون مناسبة لصنع المربى، وبعضها يكون مناسباً أكثر لتناول العنب الطّازج. ولزراعة العنب باستخدام البذور ينصح باتباع الخطوات الآتية:[٤][٥]

  • التأكد أن البذور قابلة للنمو: البذور السّليمة القابلة للنمو تكون:
    • صلبة الملمس عند عصرها برفق.
    • لها أندوسبيرم (سويداء البذرة) تحت قشرة البذرة بلون أبيض أو رمادي باهت، والأندوسبيرم هو الجزء في البذرة المسؤول عن تغذية البراعم النابتة، وتزويدها بالبروتين.
    • عند وضعها في الماء تغرق، أما البذور التّالفة فتطفو.
  • إعداد البذور للزراعة: أفضل وقت للبدء بتجهيز البذور للزراعة هو شهر كانون الأوّل. في البداية تُغسل البذور وتُنقع في ماء مقطّر مدة يوم كامل، ثمّ تُدفَن البذور في بيئة مناسبة للنّمو، وأفضلها الخث الطّحلبي لأنه يمتلك خصائص مضادة للفطريات، ويمكن الاستعاضة عنه بالرّمل، أو المناديل الورقيّة المبللة، أو الفيرميكوليت، ثم توضع في علبة أو كيس محكم الإغلاق، ثم توضع في الثلّاجة في درجة حرارة تتراوح بين (1-3) درجة مئويّة لمدة شهرين أو ثلاثة، على ألّا تتجمّد.
  • زراعة البذور: في بداية الرّبيع تُزرَع البذور في أوعية ممتلئة بالتُّربة الجيّدة، ويمكن غرس بذرة واحدة في إناء، أو غرس عدة بذور في إناء واحد على أن تكون المسافة بين البذور (4)سم تقريباََ. تحتاج البذور لتنمو إلى درجة حرارة لا تقل عن (20) درجة مئويّة في النّهار و(15) درجة مئويّة في اللّيل، ولتحقيق ذلك يمكن وضعها في بيتِِ زجاجيّ، أو استخدام حُصُر التّدفئة، كما تحتاج أن تكون التُّربة رطبةً لكن دون أن تكون مبلّلة، بعد فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع ستبدأ النّبتة بالظّهور.
  • نقل الشتلة إلى التُّربة: عندما يصل طول الشّتلة إلى (8)سم تُنقَل إلى وعاء أكبر حجماََ، ويتم الاحتفاظ بها داخل البيت الزجاجي، أو داخل المنزل حتى يصل طولها إلى (30)سم، ويُصبح لها (5-6) ورقات على الأقل، وينمو لها جذر قويّ، ثم تُنقَل إلى الخارج وتُغرَس في التُّربة في مكان مشمس، ويُعتنى بالشّتلات كما تمّ التّوضيح سابقاََ.

المراجع

  1. ^ أ ب “Grape”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 4-10-2017. Edited.
  2. ^ أ ب “Grape”, www.britannica.com, Retrieved 4-10-2017. Edited.
  3. ^ أ ب “How to Grow Grape Vines”, www.wikihow.com, Retrieved 4-10-2017. Edited.
  4. ^ أ ب
    “How to Grow Grapes from Seeds”, www.wikihow.com, Retrieved 4-10-2017. Edited.
  5. “Endosperm”، www.britannica.com، 20-7-1998، Retrieved 22-10-2017. Edited.