أين تحدث الزلازل
مواطن حدوث الزلازل
تحدث الزلازل طوال الوقت في جميع أنحاء العالم، في المناطق الواقعة على طول حدود الصفائح، والمناطق التي تقع على طول الصدوع،[١]إذ تحتوي الصخور المُكوِّنة للقشرة الأرضية على العديد من التشققات، والكسور أو ما يُطلق عليها اسم الصدوع (بالإنجليزية: Faults)، وتتكون بعض الصدوع نتيجة انزلاق الصخور فوق بعضها البعض، لكن هذه العملية لا تحدث بسهولة؛ لأنّ صخور الأرض صلبة وخشنة، كما أنّها تتعرّض لضغط كبير من جميع الاتجاهات، فيؤدي ذلك إلى أن تدفع الصخور بعضها البعض على جانبي الصدع لفترات طويلة من الزمن دون أن تتسبب في حركتها على الإطلاق، مما يزيد من الضغط على الصخور، ويؤدي في النهاية إلى انزلاق الصخور عن بعضها البعض وتحركها فجأة، فيتحرر الضغط المتراكم في كل اتجاه، الأمر الذي ينجم عنه انبعاث موجات صادمة (بالإنجليزية: Shockwaves) عبر الصخور المُحيطة فيها، ويُطلق على الاهتزاز الناشىء عن هذه الحركة اسم الزلازل (بالإنجليزية: Earthquakes).[٢]
على حدود الصفائح
تحدث مُعظم الزلازل على طول حدود الصفائح نتيجة اصطدام الصفائح أو انزلاقها، إذ تتكون القشرة الأرضية من نوعين من الصفائح، هي: الصفائح المحيطية (بالإنجليزية: Oceanic Plates)، وهي الصفائح الموجودة تحت المُحيطات، والصفائح القاريّة (بالإنجليزية: Continental Plates)، وهي الصفائح الموجودة تحت القارات، وعندما تتحرك الصفائح بفِعل حركة طبقة الستار (بالإنجليزية: Mantle) الموجودة تحت القشرة الأرضية، ينتج عن ذلك تصادم الصفائح بعضها بعض، أو ابتعادها عن بعضها البعض، أو تجاوزها (الحركة الجانبية) لبعضها البعض، ويُشار إلى أنّ الصفائح تتحرك بسرعة بطيئة مساوية لمُعدّل سرعة نمو أظافر الإنسان.[١]
على طول الصدوع
تحدث الزلازل نتيجة الانزلاق المُفاجىء للصخور على طول الصدوع، حيث تتكون الصدوع بسبب تفتت الصخور الهشّة، مما يؤدي إلى حدوث إزاحة على أحد جوانب الكسر بالنسبة إلى الجانب الآخر، ويُشار إلى أنّ مقدار الإزاحة عند حدوث الانزلاق الواحد نادراً ما تزيد على 10-20 متراً للزلازل الكبيرة، ولكن تظهر الإزاحة بشكل أوضح عند حدوث عدة أحداث زلازلبة في نفس المكان، بحيث قد يصل مقدار الإزاحة إلى عدّة مئات الكيلومترات،[٣] ويُمكن أن تحدث الصدوع على طول الصفائح، أو داخل الصفائح (بالإنجليزية: Intraplate Fault Zone).[٤]
تُقسَم الصدوع إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي:
الصدوع العاديّة
تُعدُّ الصدوع العاديّة (بالإنجليزية: Normal Fault) النوع الأكثر شيوعاً من الصدوع، وتتشكل عندما تنزلق الصخور الموجودة في الجزء العلوي من مستوى الكسر المائل إلى الأسفل على طول الجهة المقابلة للكسر،[٤] حيث يتمّ تعرف على هذا النوع من الصدوع من خلال الجدار المُعَلَّق (بالإنجليزية: Hanging Wall) الذي يتحرك إلى الأسفل بالنسبة إلى الجدار السُفلي أو الجدار القدم (بالإنجليزية: Footwall) الذي يتحرك إلى الأعلى، ويحدث هذا النوع من الصدوع في المناطق التي تنفصل فيها الصفيحة ببطء شديد إلى أجزاء، أو في المناطق التي تبتعد فيها الصفيحتان عن بعضهما البعض،[١] أيّ المناطق التي تُمثّل حدود الصفائح المُتباعدة مثل الصفائح المحيطية عندما تتشكل قشرة جديدة، كما يُشار إلى أنّ هذا النوع يُمكن أن ينشأ عنه الوديان الطويلة والعميقة،[٤] ومن الأمثلة على المناطق المعروفة بانتشار الصدوع العاديّة منطقة الحوض والسلسلة (بالإنجليزية: Basin and Range Province) في أمريكا الشمالية، ومنطقة صدوع شرق إفريقيا (بالإنجليزية: East African Rift Zone).[٥]
الصدوع العكسية
تُعرَف الصدوع العكسية (بالإنجليزية: Reverse Fault) بصدوع الدسر (بالإنجليزية: Thrust Fault)، حيث تنزلق كتلة واحدة من صخور القشرة الأرضيّة فوق الأخرى، ويوجد هذا النوع من الصدوع بشكل واسع في مناطق التصادم (بالإنجليزية: Collisions Zones) (المناكق التي تتصادن فيها الصفائح مع بعضها)، حيث ينشأ عن دفع الصفائح التكتونيّة إلى أعلى تكوين سلاسل جبليّة مثل سلسلة جبال الهيمالايا، وسلسلة جبال روكي.[٥]
الصدوع الانزلاقية
تُشير الصدوع الانزلاقية أو المضربية (بالإنجليزية: Strike-Slip Fault) إلى عملية انزلاق الصخور فوق بعضها البعض بشكل أفقي، مع وجود حركة رأسيّة قليلة أو شبه معدومة، و يُشار إلى أنّ الصدوع الانزلاقيّة عادة ما تحدث بشكل عمودي على مستوى سطح الأرض، على عكس الصدوع العادية والعكسية التي تميل بزاوية عن مستوى سطح الأرض، إضافة إلى ذلك فإنّه من المُمكن أن تكون هناك جميع أنواع الصدوع عند حدوث زلزال واحد، بحيث تكون هناك حركة أفقة وانزلاقية في نفس الوقت، ومن الأمثلة على الصدوع الانزلاقيّة صدوع سان أندرياس، وصدوع الأناضول.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت “Where Do Earthquakes Happen?”, www.geo.mtu.edu, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ “Why and where do earthquakes happen?”, www.americangeosciences.org, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ Stephen A. Nelson (24-9-2015), “Earthquakes”، www.tulane.edu, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Faults: Where Earthquakes Occur”, www.calacademy.org, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Becky Oskin (30-11-2017), “Fault Lines: Facts About Cracks in the Earth”، www.livescience.com, Retrieved 2-7-2020. Edited.