ظاهرة المطر الحمضي
ظاهرة المطر الحمضي
إنّ المطر الحمضي هو عبارة عن قطرات المطر التي تلوثت من الهواء الجوي، وبشكل عام هو أي هطول يحتوي على أحماض، وقد لفتت هذه الظاهرة الأنظار في الآونة الأخيرة لأنّها تسبب الكثير من الأضرار لعناصر البيئة المختلفة المحيطة بنا سواء كانت الحيوانات أم النباتات، وتتكون معظم الأمطار الحمضية من مركبات النيتروجين والكبريت، والتي تتفاعل في طبقات الجو لتكوّن تلك الأحماض.
كيفية تشكل المطر الحمضي
إنّ المطر الحمضي يتكون من تفاعل الغازات التي تحتوي على الكبريت، ومن أهم تلك ثاني أكسيد الكبريت مع الأكسجين وبتوفر أشعة الشمس التي تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية، فينتج ثالث أكسيد الكبريت والذي يتحد مع بخار الماء في الجو وبالتالي يتسبب في تكوين حمض الكبريت الذي يظل في الهواء معلقاً على شكل رذاذ صغيرة، وتنقله الرياح من مكان إلى آخر، ويمكن أن يتحد مع بعض الغازات الموجودة في الهواء وأهمها النشادر، مما يؤدي إلى تكوين كبريتات النشادر، وعندما يُصبح الجو ماطراً فإنّهما يذوبان في ماء المطر ويسقطان على الأرض على شكل مطر حمضي، كما تشترك أكاسيد النيتروجين مع أكاسيد الكبريت في تشكيل الأمطار الحمضية.
مصادر المطر الحمضي
ثاني أكسيد الكبريت SO2
هو غاز لا لون له ومنتج ثانوي ينتج عن الوقود الأحفوري المحترق والذي يتكون من الكبريت، حيث يتكون ذلك الغاز نتيجة عمليات صناعية متعددة مثل إنتاج المصانع والحديد والصلب وعمليات تصنيع النفط الخام، بالإضافة إلى أنّه يمكن أن ينبعث في الجو بسبب الكوارث الطبيعية، وبشكل عام فإنّ ما نسبته 69,4% من ثاني أكسيد الكبريت ينتج بسبب الاحتراق الصناعي، أما بالنسبة للمواصلات فيصل نسبة ثاني أكسيد الكبريت المنبعث منها 3,7%.
أكسيد النيتروجين NO2
هي المركبات التي تتركب من النيتروجين مع أي كميات من ذرات الأكسجين، وتجدر الإشارة إلى أنّ ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد النيتروجين هما أكسيدا النيتروجين، وهو يعد في حد ذاته خطيراً لأنّه يهاجم أغشية أعضاء الجهاز التنفسي، وبالتالي يزيد احتمالية الإصابة ببعض الأمراض التنفسية، بالإضافة إلى ذلك فإنّه له الأثر الكبير على إلحاق الضرر في طبقة الأوزون، إذ يكون الضباب الدخاني، ويمكن أن ينتشر الأكسيد بشكل كبير عن المكان الذي قد تكوّن فيه عن طريق المطر الحامض.
آثار الأمطار الحمضية السلبية
- موت أعداد كبيرة من الكائنات الحية المائية والحيوانات البحرية خاصة الأسماك والضفادع، حيث أكدت الدراسات أنّ خمس عشرة ألف بحيرة من أصل ثماني عشرة بحيرة قد تأثرت بتلك الأمطار؛ ويعود ذلك إلى زيادة حموضة الماء بسبب انتقال حمض الأزوت وحمض الكبريت إليها مع مياه الأمطار والسيول بعد سقوط الأمطار الحمضية، كما أنّ الأمطار الحمضية تجرف معها الكثير من العناصر المعدنية المختلفة مثل الزئبق والألمنيوم والرصاص والنحاس مما يؤدي إلى قتل الكائنات الحية في البحيرات.
- التأثير في الغابات والنباتات بشكل ملحوظ خاصة على النباتات الاقتصادية ذات المحاصيل الموسمية وفي الغابات الصنوبرية، وذلك بتجريد الأشجار من أوراقها مما يؤدي إلى حدوث خلل في التوازن الشاردي في التربة، فيتسبب ذلك باضطراب الامتصاص في الجذور وبالتالي حدوث خسارة كبيرة في المحاصيل.
- موت الحيوانات بحرمانها من المواد الغذائية والمأوى، ويمكن أن يؤدي إلى هجرتها، إذ لوحظ في الآونة الأخيرة موت الكثير من الحيوانات الصغيرة وهجرة الكثير منها.
- حدوث أضرار بالغة في التربة، فهي تخفض نشاط البكتيريا المثبتة للنيتروجين، وذلك يزيد سماكة طبقة البقايا النباتية إلى الحد الذي أصبحت فيه تحول دون نفاذ الماء إلى داخل التربة، وبالتالي عدم تمكن البذور من الإنبات ولذلك فإن إنتاجية الغابات قد تأثرت بشكل كبير.