كيفية تكوين النفط
النفط
يُعتبر النفط أو ما يُطلق علية “الذهب الأسود” من أهم مصادر الطاقة الغير متجددة، تقوم عليه كافة مناحي الحياة في الدول سواء كانت المتقدمة أو غير المتقدمة، ويعتبر من أهم المصادر في المواصلات ويدخل أيضاً في الصناعات البتر وكيماوية ويدخل في صناعة البلاستيك والألياف الصناعية وكافة مناحي الصناعات الحديثة من مصانع وشركات.
تكوين النفط
لو أردنا أن نتحدث عن تكوين النفط فإننا بالطبع سوف نتحدث عن ملايين السنين التي سبقتنا، فقد كانت الأرض في ذلك الوقت تعج بالكائنات الحية التي كانت تملأ البر والبحر، ثم بعد موت هذه الكائنات تم دفنها في باطن الأرض ومن ثم تحولت بواسطة أنواع عديدة من البكتيريا اللاهوائية والتي تستطيع العيش في باطن الأرض، لتتشكل لدينا طبقة مكونة من المواد العضوية المطمورة المتحللة والطين، ونتيجة للضغط المرتفع والحرارة التي تتزايد مع مرور الزمن تحولت هذه المواد المتحللة إلى ما يسمى حاليا بالنفط.
نظريات تكون النفط
اختلف العلماء في تفسير كيفية تكوين النفط وانقسموا إلى ثلاث نظريات مختلفة وهي كالآتي:
النظرية العضوية
يتحدّث أصحاب هذه النظرية عن تكون النفط من بقايا الكائنات الحية الميتة قبل ملايين السنين سواء كانت هذه الكائنات حيوانية أو نباتية وبخاصة الكائنات التي عاشت في قيعان المحيطات التي اختلطت برمال المحيطات والمعادن الموجودة فيها، ومع مرور الزمن تحولت إلى صخور رسوبية لتتعرض إلى ضغوط عالية ودرجات حرارة هائلة لتتحلل بقايا المواد العضوية بداخل هذه الصخور وتتحول إلى مواد هيدروكربونية لتتحول هذه المواد إلى نفط وغاز نتيجة التفاعلات الكيميائية الهائلة التي حدثت على مدار السنين البعيدة، وهذه النظرية يتبناها كثير من العلماء المعاصرين وذلك لكثير من الأسباب.
النظرية المعدنية
تقول النظرية الكيميائية باختصار أنّ النفط أصله ليس مواد عضوية متحللة ولكن تنسبه إلى المعادن، وانه تكون من خلال تعرض بقايا معادن كربيدات الفلزات لبخار ماء كثيف، ولكن هذه النظرية لم تلاقي قبول من جانب كثير من العلماء ذلك لأنّه من الصعب التصور بوجود كميات كبيرة من بقايا كربيدات الفلزات لتنتج لنا هذه الكميات الهائلة من النفط التي تم إنتاجها والتي أيضا من المتوقع أن تقوم الدول بإنتاجها.
النظرية الكيميائية
هذه النظرية تفترض قيام اتحاد بين الهيدروجين والكربون تم من خلاله تكوين ما يسمى الهيدروكربونات في باطن الأرض والتي تحولت إلى نفط، والتي مع مرور الزمن بدأت بالظهور فوق سطح الأرض عن طريق الخروج عبر التصدعات الأرضية المختلفة وتم حفر آبار لها لاحقاً، ومن الأدلة التي يعتقد بعض العلماء أنّها تثبت هذه النظرية وجود أكثر من ثلثي احتياطي النفط العالمي في منطقة معينة وهي الخليج العربي، إذ يجزم بعض العلماء بعدم إمكانية وجود كميات هائلة من الكائنات العضوية في هذه البقعة من العالم وهم بذلك ينفون نفيا قاطعاً النظرية العضوية، وهذا ربما يثبت أن هناك الكثير من النفط موجود في بقاعٍ مختلفة من العالم ممّا أدّى ذلك إلى زيادة عمق البحث عن النفط فقد وصلت بعض الآبار إلى عمق أكثر من ألف وخمسمائة متر في الأرض.
تاريخ النفط
تُعتبر الصين هي أول دولة قامت في التاريخ بحفر آبار للنفط، إذ تم استخراجه لهدف واحد وهو المساعدة في إيجاد الملح عن طريق تبخير المياه المالحة وذلك قبل القرن الرابع الميلادي، ثم في عام 1835م تم اكتشاف عملية تقطير النفط والتي تعتبر البداية الاقتصادية والنقلة النوعية في إنتاج النفط وكانت تهدف هذه العملية للحصول على الكيروسين، وكانت هذه الصناعة محدودة فقط للحصول على الكيروسين والزيت لإضاءة المصابيح، ثم مع بداية القرن العشرين أدّى اختراع محركات الاحتراق الداخلي إلى صناعة النفط والثورة الصناعية الهائلة التي حدثت في العالم والدول الغربية خاصة، وبدأ النفط يأخذ مكانه متقدماً على الفحم الحجري الذي كان أساس الصناعة.
الآثار البيئية للنفط
للنفط آثار عديدة ومختلفة على البيئة فهو يعتبر من أهم المصادر الملوثة للبيئة، فعندما يتم إحراق النفط يؤدّي ذلك إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون الذي يُعد ملوث ضار للبيئة المحيطة والإنسان، مما أدّى إلى ما يعرف عالمياً بظاهرة الانحباس الحراري والتي يعتبرها العلماء مسؤولة عن تغير أحوال الطقس العالمية من انخفاض لدرجة الحرارة وارتفاعها بشكل ملحوظ عالمياً، واكتشف العلماء ثقباً في طبقة الأوزون التي تحمينا من أشعّة الشمس فوق البنفسجية الضارة على الإنسان والحيوان والنبات.
نضوب النفط
يبلغ الاستهلاك الحالي للنفط ما يقارب 3.5 مليار طن سنوياً وهو ما سيؤدّي إلى نضوب النفط في خلال فترة ليست بالبعيدة ربما يتوقعها العلماء خلال 2050م، ولكن هذا النضوب لن يشمل كافة الدول فالخليج العربي سيستمر في الإنتاج إلى ما بعد سنة 2080م، ولكن النضوب المتوقع سوق يشمل الولايات المتحدة وكندا والنرويج.