الفرق بين النجم والكوكب
الفرق بين النجم والكوكب
يُعرّف النجم (بالإنجليزية: Star) بأنّه جرم سماويّ مُشعّ، ومُضيء، كثافته مرتفعة، ودرجات حرارته عالية، وتتميّز جميع النجوم بما فيها الشّمس بطبيعتها الغازيّة الدائمة، كما ينشأ ضوء النجم من خلال التفاعلات النووية التي تحدث فيه خلال مرحلة معيّنة من مراحل حياته؛ إذ تؤدّي درجات الحرارة المرتفعة في مركز النجم إلى حدوث اندماج نووي في نواته، فيندمج في ظلّ هذه المرحلة كلٌّ من الهيدروجين والهيليوم معاً، ويؤدّي ذلك إلى تحوّل الكتلة إلى طاقة.[١]
تُعرّف الكواكب (بالإنجليزية: Planets) بأنّها أجرام سماوية كتلتها أقلّ من كتلة النجوم، لا تُعدّ أقماراً، ولم يحدث فيها أيّ تفاعلات نووية، وتتميّز بامتلاكها العديد من الخصائص الفريدة؛ فمثلاً تمتلك الكواكب كتلة وجاذبية كافية تُمكّنها من اتّخاذ شكل قريب من الدائريّ، أو الكرويّ، وإلى جانب ذلك تتحرّك الكواكب بمسارات دائرية مُعيّنة حول الشمس، إذ يستطيع كلّ كوكب أن يخلي مداره من أيّ أجسام سماوية موجودة فيه، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك أجراماً سماويةً ذات خصائص مُشابهة لخصائص الكواكب، لكنّها تختلف عنها في أنّها لا تمتلك القدرة على جعل مدارها خالياً من أيّ أجسام سماوية أخرى، وتُعرف تلك الأجرام السماوية باسم الكواكب القزمة (بالإنجليزية: Dwarf planets).[٢][٣]
الفرق بين النجم والكوكب من حيث التكوّن
تختلف النجوم عن الكواكب في العديد من الأمور كطبيعة تكوُّن كل ّمنهما، حيث تشكّلت النجوم نتيجة تكاثُف ما يُعرف بالسدُم الكونية تحت تأثير قوة جاذبيتها، إذ بلغت النجوم حجماً كبيراً وصل بعضه على الأقلّ إلى ثمانين ضعفاً من حجم كوكب المُشتري، ممّا أدّى إلى حدوث اندماج نووي فيها، وفي المقابل تشكّلت الكواكب نتيجة تجمُّع كمّ هائل من ذرات الغاز والغبار في قرص دائري حول أحد الأجرام السماوية، وقد ازداد حجم هذه الكواكب شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى حجمها النهائيّ.[٤]
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول كيفية تكون الكواكب يمكنك قرائة مقال كيف تكونت الكواكب
الفرق بين النجم والكوكب من حيث التركيب
تركيب النجوم
تتكوّن النجوم من غازات ذات درجات حرارة عالية جداً، ويُعدّ غازا الهيدروجين، والهيليوم المكونين الرئيسين لها، إذ يتميّزان بكونهما أخفّ الغازات الموجودة في الطبيعة، ويؤدّي تفاعلهما معاً في ظلّ درجات الحرارة المرتفعة الموجودة في مركز النجم إلى جعله مُشعّاً، ومُضيئاً، كما تحتوي النجوم على القليل من العناصر الأخرى التي تُعدّ أثقل من غازيّ الهيدروجين، والهيليوم، إذ تنشأ هذه العناصر في مراحل لاحقة من حياة النجم، ومن هذه العناصر: الكربون، والأكسجين، والحديد، والنيتروجين، ويجدر بالذكر أنّ العناصر الموجودة في النجوم هي عناصر قابلة للتدوير في الفضاء، فبعد انتهاء التفاعلات النووية المُنتجة لطاقة النجم، تخرج الكثير من هذه العناصر للفضاء ليتكوّن منها نجوم جديدة.[٥]
يجدر بالذكر أنّ نجم الشّمس يعد أهمّ النجوم الموجودة في المجموعة الشمسية، وتتكوّن نواته بشكل رئيسيّ من مزيج من الإلكترونات والبروتونات المُنفصلة عن ذرات الهيدروجين، والتي تشكّل ما نسبته 90% من الكتلة الكلية للشمس، إذ يُسمى هذا المُكوّن الرئيسي للشّمس بالبلازما (بالإنجليزية: Plasma)، والتي تصل درجة حرارتها إلى 15 مليون درجة مئوية، وينتج عن تصادم عدد كبير من البروتونات في مركز الشمس عملية تُعرف باسم الاندماج النووي، ينشأ عنها إطلاق كميات هائلة من الطاقة تتحرّك مُبتعدة عن مركز الشمس من خلال عملية تُعرف بالإشعاع، فترتفع الغازات الساخنة إلى الأعلى باتجاه السطح فتبرد، ثم تعود إلى مركز الشمس من خلال عملية تُعرف بالحمل الحراري، ويؤدّي تحرُّك الغازات بين مركز الشمس وسطحها إلى إحداث حركة واهتزاز في المواد المكوّنة للشّمس، إذ تساعد هذه الحركة العلماء في تحديد البنية الداخلية للشّمس، والعمليات التي تحدث فيها.[٦]
تركيب الكواكب
يختلف تركيب الكواكب تبعاً لاختلاف نوعها، وفيما يأتي توضيح لتركيب كلّ مجموعة منها:
- الكواكب الأرضية: هي تلك الكواكب التي يكون سطحها صلباً، ومكوّناً بشكل رئيسيّ من الصخور، أو المعادن، إذ تتكوّن نواتها من المعدن الثقيل المُنصهر، وتمتاز هذه الكواكب بامتلاكها عدداً من [[عدد أقمار الكواكب|الأقمار] التي تدور في فلكها، بالإضافة إلى العديد من التضاريس المُختلفة التي تميّز سطحها، كالوديان، والمُنحدرات، والبراكين، والفوّهات، كما تحتوي المجموعة الشمسية على أربعة كواكب أرضية تتميّز بأنّها الكواكب الأقرب إلى الشمس، وهي: كوكب عطارد، والزُهرة، والأرض، والمريخ.[٧]
- الكواكب العملاقة: تضمّ هذه المجموعة كلّاً من: كوكب زحل، وأورانوس، ونبتون، بالإضافة إلى المُشتري، وتتميّز بعدم احتوائها على أيّ أسطح صلبة على الإطلاق، بالإضافة إلى نواتها الصغيرة ذات الكثافة العالية نسبياً التي يحيط بها عدة طبقات من غازيّ الهيدروجين، والهيليوم، اللّذان يُعدّان المكونين الرئيسيين لهذه الكواكب، كما تدور الكواكب الغازية العملاقة بشكل أسرع من الكواكب الأرضية، مما يؤدي إلى اتُخاذ شكل كروي مسطح.[٨]
- الكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية: يحتوي الكون على العديد من الكواكب التي توجد خارج المجموعة الشمسية، والتي تدور في مسارات مختلفة تماماً عن المسارات الدائرية التي تدور بها كواكب النظام الشمسي، وتختلف في ما بينها من حيث الحجم، والتكوين، فعلى الرغم من أنّ معظمها ضخمة الحجم، وتركيبها غازيّ، إلّا أنّ بعضاً منها يتّخذ حجماً قريباً من حجم كوكب الأرض، ويتمتّع بتركيب صخريّ.[٩]
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول مكونات كواكب المجموعة الشمسية يمكنك قراءة مقال مكونات الكواكب
الفرق بين النجم والكوكب من حيث دراسات الرصد
بيّنت الدراسات القائمة على الرصد والمراقبة العديد من الفروقات بين الكواكب والنجوم، وفيما يأتي أهمّها:[١٠]
- تختلف مواقع الكواكب على الكرة السماوية بشكل مستمرّ نتيجة لحركتها الدائمة، إلّا أنّها تبقى دائماً بالقرب من المسار الظاهريّ السنويّ للشّمس، أمّا النجوم فتتميّز بمواقع ثابتة على الكرة السماوية.
- تتميّز النجوم بأنّها أجرام سماوية مضيئة تتلألأ في السماء، في حين أنّ الكواكب لا تتلألأ أبداً، سواء كانت مضيئة، أم لأ.
- تظهر الكواكب في السماء على شكل أقراص، في حين تظهر النجوم على شكل نقاط مضيئة، وذلك عند رصد كلّ منها باستخدام التلسكوب.
وللتعرف أكثر على كواكب المجموعة الشمسية يمكنك قراءة المقال ما هي المجموعة الشمسية
المراجع
- ↑ James B. Kaler (19-6-2013), “THE NATURES OF THE STARS”، www.stars.astro.illinois.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ “Lunar and Planetary Science “, www.hou.usra.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ NASA (2009), “What Is a Planet?”، www.jpl.nasa.gov, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ Steven Soter (2007), WHAT IS A PLANET?, USA: SCIENTIFIC AMERICAN, Page 38. Edited.
- ↑ “What are stars made of?”, www.coolcosmos.ipac.caltech.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ “What are stars made of?”, www.qrg.northwestern.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ ” The Terrestrial planets “, www.esrl.noaa.gov, Page 1, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ “What Are They, and Where Are They?”, www.lasp.colorado.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ “Extrasolar planet”, www.lasp.colorado.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
- ↑ “Classification of the Planets”, www.pas.rochester.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.