بحث عن تاريخ رصد الفضاء

رصد الفضاء

يعرف أيضاً بالرصد الفلكي، وهو عبارة عن مُشاهدة الكون عن كثبٍ بواسطة آلة التلسكوب التي اخترعها الفلكي الإيطالي جليليو جاليلي، ويعود له الفضل في إثبات النظرية الفلكية المُعلنة عام 1543م، ومفادها بأنّ الكرة الأرضية ليست محوراً للكون؛ وإنّما الشمس، بل أنّ الشمس هي المركز للمجموعة الشمسية. ومن أكثر الأدوات القديمة شهرةً في رصد الفضاء: الأسطرلاب، والمزولة الشمسية (الرخامة)، وهي عبارةٌ عن أداة توقيتٍ نهارية تتألف من عدة نقاط وخطوط، والساعة الشمسية، ومع تقدم العلم وتطوره ظهر التلسكوب وتفرّع إلى عدة أنواع.

جاء رصد الفضاء على هامش الفضول البشري في استكشاف كلّ ماهو حوله من أغوار الأرض والقمر والكواكب والشمس والمجرات، وبدأت في ظل ذلك المركبات بالطواف حول الأرض وخارج حدودها، منها ماهو مأهول وآخر غير مأهول سعياً لاستقطاب المعلومات الهامة عن الكون. وقد حاول الإنسان منذ القدم استكشاف الفضاء بما فيه من أجرام سماوية بالاعتماد على التطورات التي تطرأ على الآليات والتقنيات المستخدمة، ومع تطور تكنولوجيا الفضاء زاد الأمر تطوراً واتساعاً، حتى استطاع علماء الفلك استخدام التحقيقات الروبوتية دون طيار، والرحلات الفضائية المأهولة.

تاريخ رصد الفضاء

يرجع تاريخ بدء عصر رصد الفضاء إلى الرابع من شهر أكتوبر من عام 1957م، حيث أقدم الاتحاد السوفيتي على خطوةٍ جريئةٍ للغاية بإطلاق أول قمر صناعي (سبوتنيك 1) ليدور حول الكرة الأرضية، هذا وقد شهد عام 1959م تطوراً ملحوظاً في عدد المجسات الفضائية، فازدادت بفضل ذلك رقعة المعرفة بالفضاء وأهواله، فانطلق أحد المجسات الفضائية في ذلك العام وارتطم آخر به.

في الثاني عشر من شهر أبريل عام 1961م انطلقت أول رحلة طيرانٍ فضائية مأهولةٍ بقيادة الرائد الفضائي السوفيتي يوري جاجارين، ودارت سفينته الفضائية المسماه بـفوستوك 1 حول الكرة الأرضية برحلةٍ استغرقت 108دقائق. ومع قدوم عام 1962م، تمكن مجسٌ فضائي أمريكي بالتحليق لمسافةٍ قريبة من كوكب الزهرة، وقد بدأت الرحلات المأهولة بالانطلاق في 21 من شهر ديسمبر من عام 1968م، وكانت مركبة أبولو 8 الفضائية الأمريكية أول مركبةٍ فضائيةٍ مأهولة تنطلق إلى القمر، وتمكنت من الدوران ثماني دورات حول القمر وعادت أدراجها إلى نقطة انطلاقها سالمة.

حملت المركبة (أبولو 11) على متنها رائدا الفضاء الأمريكيان: نيل آرمسترونج وإدوين ألدرين الإبن، وحطت فوق سطح القمر في 20 من شهر يوليو عام 1969م، وبذلك تمكن آرمسترونج من تحقيق شرف أول إنسانٍ تطأ قدماه سطح القمر، وتتابعت الرحلات الفضائية المأهولة فيما بعد بالانطلاق، فهبطت خمس مركباتٍ فضائية مأهولةٍ بخمس رواد أمريكان قبل الانتهاء من برنامج أبولو القمري في عام 1972م.

خلال الفترة الزمنية ما بين 1974-1976م قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق مجسين فضائييّن ألمانييّن ليصلا إلى مدار كوكب عطارد الأقرب إلى الشمس، وفي العام ذاته تمكن مجسان أمريكيان من الهبوط فوق سطح كوكب المريخ، وتمكنّت من خلالهما إجراء دراسة على كافة الكواكب باستنثاء كوكب بلوتو، كما أنّها تمكنت من استشكاف المذنبات والكويكبات.

في الثاني عشر من شهر أبريل عام 1981م، تعرض مكوك الفضاء (كولومبيا) الأمريكي للانفجار، ويشار إلى أنّه يعّد من أوائل المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام، كما أنّه المركبة الفضائية الأولى التي تمتاز بقدرتها على الهبوط في مدرجات المطارات العادية، ومع قدوم عام 1986م، عاش العالم مأساةً مروعة بانفجار مكوك الفضاء (تشالنجر)، وتوفي الطاقم كاملاً، وأعيد تصميمه مجدداً بعد ذلك، وعاود الكرة في الانطلاق برحلاته بعام 1988م.

لم يقتصر هدف الرحلات الفضائية على الأسباب العلمية فقط، بل تجاوز ذلك ليصل الأغراض العسكرية، حيث خُصصت ربع البعثات المكوكية لهذه الغاية في الثمانينات من القرن الماضي، وكان الهدف الرئيسي منها اختبار الأجهزة العسكرية، وكانت تمتاز هذه البعثات بالسرية التامة، ولم يتم الإعلان عن مواعيد إطلاقها نهائياً من قبل وكالة ناسا، ولم تُعلن نتيجتها أيضاً ولا أي معلوماتٍ تتعلق برواد البعثة وأطقم القيادة الأرضية.

عاصرت السبعينيات من القرن العشرين تطورات ضخمة من مهارات العيش في الفضاء على يد رواده في محطتي الفضاء (سكايلاب) و(ساليوت)، ومع حلول عامي 1987و 1988م تمكن رائدا فضاء سوفييتيان من الدوران في مركبتهما الفضائية لفترة زمنية بلغت 366 يوماً متواصلاً.

منافسة دول العالم في رصد الفضاء

عاشت الدول العظمى خلال السنوات الأولى من عصر الفضاء حالةً من المنافسة المحمومة وخاصةً بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي سابقاً، والمعروفة باسم الحرب الباردة، وكانت عبارة عن ميدان فضائي تتوافد إليه الدولتان لإثبات تفوقهما وريادتهما على مختلف الأصعدة كالعلوم والهندسة والدفاع الوطني، فبدأت الدولتان بالتنافس بشكلٍ كبيرٍ في تطوير برامجهما المرتبطة بالفضاء، وفي ستينيات وسبعينيات القرن العشرين انطلق ما يسمى (بسباق الفضاء)، فتمكنت الدولتان من التوصل إلى إنجازاتٍ استكشافية ضخمة، وفي أواخر السبعينيات انخفضت حدة التنافس فيما بينهما نظراً لانشغال كلٍّ منهما في تحقيق أهداف فضائية خاصة بها، وفي عصرنا الحالي أصبحت البرامج الفضائية ذات خطوة ثابتة تحت رعاية التعاون الدولي.

مع حلول عام 1990م، تمكن المجس الأمريكي (ماجلان) من الوصول إلى كوكب الزُهرة، وخلال هذه الرحلة رسم الخرائط الخاصة بسطح هذا الكوكب كاملاً، وقُدّرت درجة الوضوح بنحو 100متر، أمّا عام 1992م فقد بادرت اليابان بإطلاق مجسين صغيرين كاستئنافٍ للعمل المتوقف لعدة سنوات، وعاودت تنشيط المجس الفضائي (جيوتو) مجدداً لينطلق بسرعةٍ عالية ويتعدى المذنب (جريج- سكجيلرب)، وبعد مضي ثلاث سنوات، كان المجس الفضائي (جاليليو) قد تمكن من بلوغ كوكب المشتري.

ساهم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بدعم بلاده في استكشاف الفضاء، حيث أناط بوكالة ناسا مهمة إعادة تصميم المحطة الفضائية المقترحة لغايات توفير الوقت والتكلفة التي تتطلبها عملية بناء المحطة، وكان ذلك في عام 1993م، وفي العام ذاته أُرسلت أكثر بعثات الإصلاح أهمية، وكانت الغاية منها هي إصلاح تلسكوب هبل الفضائي المُنطلق في مداره منذ عام 1990م، وتكللت عملية الإصلاح بالنجاح.

تطلعّت الصين مع مجيء عام 2000م إلى الشروع في تنفيذ برنامج يتعلق بالرحلات الفضائية المأهولة، وفي الوقت ذاته كانت دول الاتحاد الأوروبي واليابان والهند قد وضعت خطةً ناجحة إلى إرسال البعثات الفضائية المأهولة مستقبلاً خلال القرن الحادي والعشرين، أمّا الاتحاد الأوروبي فكانت نظرته نحو ابتعاث رحلاتٍ فضائية مأهولة باتجاه القمر والمريخ في ذات القرن.

هذا وقد انطلقت ثلاث رحلات شبه مدارية قصيرة نحو الحافة السفلية من الفضاء، وذلك بابتعاثٍ من المشروع الممول من القطاع الخاص، وكان ذلك في عام 2004م، وشكل نجاح هذه الرحلات بمثابة نافذة مفتوحةٍ أمام السفر التجاري والسياحي. كما شهد القرن العشرون حماساً غير مسبوقٍ في استشكاف الفضاء، إلّا أنّ هذا قد كبّد الحكومات الوطنية تكاليف عالية عند ابتعاث الرحلات الفضائية، وبالرغم من ذلك فقد حققت الدول فوائد كثيرة من النشاط الفضائي ومن أهمها توسيع نطاق المعرفة للحكومات، وتعزيز الأمن القومي والقوة العسكرية من خلال تزويدها بالمعلومات ذات العلاقة.

شهدت الآونة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً في الفضاء، وبناءً على ذلك فقد لجأت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إنشاء لجنةٍ للأغراض السلمية للفضاء الخارجي، ومع حلول عام 2012م بلغ عدد الدول المشاركة في هذه اللجنة نحو 71 دولةً تقريباً، انضمت لتناقش أبرز القضايا العلمية والتقنية والقانونية المرتبطة بالأنشطة الفضائية الدولية.

فيديو رواد فضاء بأرجل دجاج

قد يكون الصعود إلى لفضاء حلماً للكثيرين! لكن ما لا تعرفه أن رواد الفضاء يمرون بالكثير من التحديات ليتم قبولهم، فما هي هذه التحديات؟ شاهد الفيديو لتعرف الإجابة :