فوائد المطر الحمضي للبيئة
المطر الحمضي
المطر الحمضي (acid rain)، هو عبارة عن هطولٍ مطري يدخل الحامض في تكوينه، خاصة النيتروجين والكبريت، ويكون له معدل (أُس هيدروجيني) تقل قيمته عن 5.6، ويترك أثراً سلبياً على النباتات والحيوانات المائية يصل إلى درجة الدمار. كما أنّه قطرات مطر تحمل في أحماضاً نتيجة تلوثها في الهواء الجوي إثر نشاطٍ إنساني ترتب عنه إطلاق أكاسيد الكبريت والنيتروجين في الهواء، وبالتالي يتشكل المطر الحمضي، ومن أكثر النشاطات تأثيراً فيه: احتراق النفط، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ومداخن المصانع.
يعود الفضل في اكتشاف هذا النوع من الأمطار إلى العالم الكيميائي البريطاني (روبرت إنجوس سميث)، حيث قدم تقريره في عام 1876م مفاده أنّ ارتفاع حموضة التربة مرتبطٌ بشكلٍ وثيقٍ بسقوط الأمطار وخاصة في المناطق الصناعية في مانشيستر، وبدأ الالتفات إلى الأمر بشكلٍ كبير وأصبحت ظاهرة خطيرة تهدد حياة الكائنات الحية فوق الكرة الأرضية.
تكوّن المطر الحمضي
يبدأ المطر الحمضي بالتكوّن نتيجة انطلاق عددٍ من المواد السامة في الهواء الجوي، ومن بينها الكبريت وثاني أكسيد الكبريت إلى جانب الأكسجين، وتحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية المنبثقة عن الشمس ونتيجة لاتحاد ثالث أكسيد الكبريت مع بخار الماء العالق في طبقات الجو ينتج حمض الكبريت.
تؤدي الرياح دوراً هاماً في نقل ما بقي عالقاً في الهواء من رذاذٍ دقيق فيتحد كلّ ما يُنقل مع الغازات كالنشادر وينجم عن ذلك مركبٌ جديد وهو كبريتات النشادر، وفي حال جفاف الجو تبقى الفرص غير مؤهلة لسقوط الأمطار فتحتفظ طبقات الهواء الجوي برذاذ حمض الكبريت ودقائق كبريتات النشادر لحين تهيؤ الظروف الجوية لسقوط الأمطار، ويسقطان على شكل مطرٍ حمضي على الأرض.
سلبيات المطر الحمضي
- يقضي على الكائنات الحية البحرية في حال سقوطه في البحيرات.
- يؤثر سلباً في النباتات الاقتصادية، حيث يلحق الضرر الجسيم فيها وخاصة الموسمية والصنوبرية، فيعمل على تجريدها من الأوراق.
- يترك خللاً عميقاً في توازن الشوارد في التربة.
- يُحدث اختلالاً في امتصاص الجذور للماء.
- يحدّ من إنتاجية الغابات؛ نظراً لامتصاص التربة لكمياتٍ كبيرة من الحمض.
- يقضي على الكائنات الحية وينهي حياتها.
فوائد المطر الحمضي للبيئة
بالرغم ممّا ذكرناه سابقاً من سلبيات مدمرة للمطر الحمضي إلّا أنّه لا يخلو من الفوائد وتتمثل فائدته بأنّه يُخلص طبقات الهواء الجوي من الحشرات والبعوض والذباب بالإضافة إلى دوره في القضاء على بعض الجراثيم والميكروبات التي تتسبب بإصابة الجو والتربة والمياه بالأمراض المعدية.