كيف يحدث نسيم البر
الرياح
تعتبر الرياح إحدى عناصر المناخ التي ترتبط حركتها وهبوبها باختلاف مناطق الضغط الجويّ على سطح الأرض، إذ تهب الرياح من أماكن الضغط الجويّ المرتفع إلى أماكن الضغط الجويّ المنخفض، وتختلف الرياح من حيث: الاتجاه، ودرجة الحرارة، والرطوبة، والسرعة، ويمكن تصنيف الرياح التي تهبّ على سطح الأرض إلى عدّة أنواع، هي: دائمةٌ، وموسميةٌ، ومحلّيةٌ، ويوميةٌ.
في صدد ذكرنا للرياح اليومية فهي تتشكّل نتيجةً لاختلاف درجات الحرارة والضغط الجويّ بين الماء واليابس، أو بين المرتفعات الجبلية والأودية وذلك خلال الليل والنهار، وهي: نسيم البر، ونسيم البحر، ونسيم الوادي، ونسيم الجبل، وسنذكر في هذا المقال نبذةً عن كلّ نوعٍ من أنواع الرياح اليومية.
الرياح اليومية
نسيم البر
هو نسمات من الرياح الجافة، والتي تهبّ من البرّ باتجاه البحر ليلاً، وتتشكّل نتيجةً لاخفاض درجة حرارة الهواء فوق البرّ (اليابسة)، في حين تكون حرارة الهواء فوق مياه البحر أعلى، ولذا فإنّه يتشكّل ضغطٌ جويٌّ مرتفعٌ على اليابسة، وعلى العكس يتشكّل ضغطٌ جويٌّ منخفضٌ فوق مياه البحر، وبما أنّ الرياح تنتقل من مناطق الضغط الجويّ المرتفع إلى مناطق الضغط الجويّ المنخفض فإنّ الرياح تهبّ على شكل نسمات من اليابسة باتجاه البحر.
نسيم البحر
هو نسمات من الرياح الرطبة التي تهبّ من البحر باتجاه اليابسة نهاراً، وتتشكّل نتيجة ارتفاع درجة حرارة الهواء على اليابسة، وعلى العكس فإنّها تنخفض فوق مياه المحيطات والبحار، وينتج عن ذلك تشكّل ضغطٍ جويٍّ منخفضٍ على اليابسة، وضغطٍ جويٍّ مرتفعٍ فوق المسطّحات المائية، وبالتالي تهبّ الرياح منها على شكل نسمات باتجاه اليابسة، ويُشار إلى دور هذا النسيم في تلطيف حرارة المناطق الداخلية والساحلية، ورفع نسبة الرطوبة فيها.
نسيم الجبل
هو نسمات من الهواء تهبّ من قمم الجبال وسفوحها باتجاه الأودية والمناطق المنخفضة ليلاً، وينتج عن انخفاض حرارة الهواء على القمم والسفوح الجبلية، وارتفاعها في قيعان الأودية المحصورة، فيهبط الهواء البارد من المناطق المرتفعة متمثّلة بالجبال إلى المناطق المنخفضة متمثّلة بالأودية على شكل نسيمٍ.
نسيم الوادي
هو نسمات الهواء التي تهبّ نهاراً من الأودية والمناطق المنخفضة نحو السفوح والقمم الجبلية،بحيث يكون الهواء المحصور في قيعان الأودية نهاراً بارداً لا سيّما في ساعات الصباح الأولى، في حين يمتاز الهواء الموجود على القمم الجبلية وسفوحها بالدفء؛ نتيجةً لتعرّض تلك القمم لأشعة الشمس مباشرة؛ فيتمدّد الهواء ويرتفع لأعلى، وهذا يؤدّي إلى اندفاع الهواء البارد المحصور في قيعان الأودية على شكل نسيمٍ ليحلّ محلّ هواء تلك القمم والسفوح.