كيف أحفر بئر
آبار المياه
هي فتحات عميقة أسطوانية الشكل تخترق طبقات الأرض لتصل إلى نقاط تجمّع المياه؛ حيث تجمعها داخلها فيسهل استخراجها والاستفادة منها لاحقاً. عرف الناس حفر الآبار قديماً، ويُقدّر هذا بآلاف السنين قبل الميلاد، وبدأت طرق حفر الآبار بأدوات حفرٍ بدائية ولعمق بضعة أمتار تحت سطح الأرض، وتطوّرت حتى استطاع الإنسان اختراق مسافة عدة كيلومترات داخل سطح الأرض للوصول إلى المياه الجوفية واستخراجها. تجدر الإشارة إلى أنّ نفس التقنيات استخدمت لاستخراج النفط من باطن الأرض.
قديماً استُخدمت الدلاء بعد ربطها بحبلٍ تمرّ عبره بكرة لسحب الماء، واليوم استفاد الناس من التكنولوجيا والتطورات الحاصلة فاستُخدمت المضخّات لسحب المياه بسرعة وكفاءة عالية.
التخطيط لحفر بئر
للحصول على مياه صحيّة ونظيفة، ولتجنّب العديد من المشاكل يجب أن نراعي أموراً عدة عند التخطيط لحفر بئر، وهي:
- أن نختار مكاناً بعيداً عن جميع مصادر التلوث الواقعة أو المتوقعة؛ لأنها ستؤثر على جودة المياه المجمعة أو التي سيتم استخراجها من باطن الأرض، ومن مصادر التلوث هذه:
- أماكن تربية الحيوانات.
- خزانات الوقود.
- شبكات الصرف الصحي والزراعي.
- مكبات النفايات.
- أن نختار مكاناً يسهل الوصول إليه وصيانته عند الحاجة.
- يجب أن نبعد الموقع عن البنايات متراً ونصف على الأقل.
عملية حفر البئر
- نُحدّد الموقع الذي نرغب حفر البئر به مراعين الشروط أعلاه.
- نبدأ بالحفر باستخدام الفأس والمجارف أو باستخدام حفّار كهربائي إذا توفّر لنا ذلك.
- نستمر بالحفر إلى أن يبدأ الماء بالتدفّق من الحفرة.
- نبدأ بعملية التغليف للبئر، ونعني بذلك عزل جدرانه إمّا بالخشب أو المعدن أو بالإسمنت حتى لا ينهار ولا تتلوّث مياهه بالأتربة أو أي شيء آخر، وحتى لا تتسرّب المياه من جدرانه مغادرةً البئر، مع مراعاة أن نثبّت الغلاف جيداً، وفي الآبار الكبيرة يتم تغليف الجدران بأنابيب ستانلس ستيل سميكة تقوّي الجدران وتحمي البئر.
- نبني لبناً فوق البئر بهدف رفعه عن مستوى سطح الأرض بحوالي المتر أو أكثر بقليل، وهذا يساعد في وضوح معالمه فلا يتعرّض شخص للسقوط به، ويُسهّل عملية ضخ الماء منه فلا يضطر الشخص إلى حني ظهره مسافةً كبيرة.
- الجزء السفلي إمّا أن يُترك كما هو لنسمح للمياه باختراقه، أو أن نضع به أنابيباً مسامية تسمى المصافي (Screens) تحتوي على فتحات بمسافات وأحجام يتم تقديرها بناءً على نوعية التربة التي يحفر بها البئر؛ حيث تسمح المصافي للماء بالعبور من خلالها ولا تسمح له بالعودة وتمنع الحصى والأحجار من اختراقه، فيبقى الماء محصوراً في البئر.
- يمكن حفر بئرٍ بهذه الطريقة اليدوية بعرضٍ يصل إلى عشرة أمتار وارتفاع ثلاثين متراً في حدٍّ أقصى، أمّا إذا كان الماء يقع تحت الأرض بعمق أكبر يجب اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة للحفر؛ فكلّما زاد العمق أصبح العمل أصعب واحتاج أيدٍ عاملة أكثر.
إضافات البئر
- الغطاء: يمكن عمل غطاء لسطح البئر أو تركه مفتوحاً، الغطاء عادةً ما يكون إسمنتياً مُسلّحاً بالحديد، وخطوات عمل الغطاء هي كالتالي:
- نجهز هيكلاً من أسلاك الحديد على شكل دائرة قطرها بقطر البئر الذي تمّ حفره، على أن نترك مساحةً مربعة في منتصف الهيكل يمكن تمرير المضخة أو الدلو من خلالها.
- نصب الإسمنت فوق الهيكل لعمل الغطاء، ونترك المربع مفتوحاً بمعنى لا نصبّ الإسمنت داخله.
- نترك الهيكل ليجفّ تماماً مدّة يومٍ، ثمّ نضعه فوق البئر.
- نجهز الشكل المربّع وحده؛ بحيث يكون قابلاً للإغلاق والفتح مع الغطاء بحرية، نتركه ليجف وبعدها نضعه فوق البئر.
- القوس: نبني قوساً على سطح البئر لنضع بكرةً فوقه يتدلى منها خيط ودلو، أو نضع (مضخّةً) بدلاً من القوس لنسحب الماء من خلالها.
ننوّه إلى أنّه من عيوب هذا النوع من الآبار: سرعة تلوثه في حال تمّ تركه مفتوحاً من غبار الجو وسقوط الحشرات والحيوانات إلى داخله ونفوقها وتحلّلها.