من أين يستخرج حجر الكهرمان
الكهرمان باللغات
هو باللغة العربية: مادّة راتنجيّة أفرزتها أشجارٌ عاشت في عصور جيولوجيَّة قديمة، وهي صلبة شبه شفّافة لا تذوب في الماء، يتراوح لونُها بين الأصفر الباهت والأحمر، وتستخدم كحلي للزينة. معجم: اللغة العربية المعاصر.
اللغة الفرنسية
هو بالفرنسية القديمة (AMBRE) أو الحجر الصلب وبالتركية القهرمان وبالروسية (yantar)، وهو (electron) وهذا بالذات يعني عند اليونانيين أنا أحمي، وبالألمانية (Bernstein) أي الحجر الذي يحترق، ويتكون الكهرمان بالأصل من الصمغ، ولتعرف الكهرمان سأخبرك بشيء فلن تصدّق وأنت تلمس أشجار الصنوبر وتتأفَّف من ملمس سيقانها الدَّبِق أنك أمام الكهرمان، هذا الحجر ذو اللون الذهبي الشفاف الذي يعتبر من أجمل الأحجار الكريمة، والذي نشأ بالفعل من صمغ الأشجار الصنوبرية، لكن منذ وقت طويل وبما لا يقلّ عن آلاف السنين، ويتدرج لون الكهرمان من الأصفر الفاتح إلى الأصفر الغامق، وغالباً ما يكون على شكل قطرة أو (دمعة) لكن هذا ليس بالضرورة فيمكن أن يكون دائري أو كحبوب، أو حتى كتل غير متناسقة، وغالباً ما يكون قد شاب صفاء الكهرمان بعض الأشياء كحشرات أو ذرات من الرمل، فملمس الصمغ الدبق يلتقط ما يمر فوق الصمغ ويقتنصه ثم تتراكم طبقة أخرى من الصمغ فوقع لتلفه، وهي أحد أهم طرق حفظ الكائنات (الأحافير) القديمة، فتعرف الجيولوجيين على صفات الحشرات التي حفظت بالكهرمان بطريقة لم يكونوا قادرين على الوصول لها من طرق الحفظ الأخرى.
الكهرمان كعلاج
كان اليونان يستخدمونه في العصور القديمة في العلاج، وكانون يضيفونه لمواد أخرى لجعله مادة دهنية تدهن بها الأماكن المصابة من الجلد لعلاجها، فهو علاج أول للالتهابات، ويطحن كمسحوق بودرة لعلاج مشاكل التنفس، وهو مفيد بلا شك لاحتوائه على حمض السوسينيك وهو مهم كمضاد للأكسدة وضبط نبضات القلب ويقوي المناعة، كما يمنح الكهرمان بشكل عام الجسم والدماغ طاقة عالية، فيزيد التركيز، بل وقد نشرت دراسات تأكد أنه محفز للطاقة الايجابية، ويقلل من الطاقة السلبية، وتستخدم مادة السوسينيك المستخرجة من العنبر في كريمات معالجة الشيخوخة، حتى أنه حصل على اسم (إكسير الشباب)، بل وينصح العلماء بارتداء الكهرمان في الحلي لأنه يعالج مستوى الطاقة المحيط بالجسم، وما نعرفه أن مستوى الطاقة يختل بسبب الأجهزة الكهربائية والخلوية التي تحيط بنا، لكن وجود الكهرمان يعالج هذه المشكلة فهذه الكهرباء إن التقطها تتأين وتتحول فيه دون أن تسبب لنا الضرر في خلايا جسمنا.
الكهرمان وأساطير الإغريق
للكهرمان اسم آخر وهو العنبر الأشهب، فلو سمعت أن أحد يطلق على حجر كريم اسم العنبر عليك التمييز بن عطر العنبر المستخرج من الحوت وحجر العنبر الكريم والذي هو نفسه الكهرمان، واعتقد الإغريق فيما مضى أن الكهرمان ما هي إلّا دموع الآله، فعندما تباها فايتون بن أبولو لإيبافوس أن والده يسمح له بقيادة عربة الشمس من الشروق وحتى الغروب، لم يصدق إيبافوس فترك فايتون البلاد وذهب يبحث عن والده، ولم يكن قد رآه قبل ذلك، فاتجه نحو الشرق حتى خارت قواه وسقط على الأرض مغشياً عليه، فوصل خبره لوالده أبولو، فأرسل من يحضره ليعرف أن ابنه قد جاء وهو مصر على قيادة عربة الشمس فوافق والده على ترك عربة الشمس له، فقادها لكنه غير مسارها ليقترب من قريته ويراه إيبافوس ويصدق أنه يقود العربة فجمحت عن مسارها فعم الفساد، فكانت الفيضانات والحرائق والسيول تعمُّ الأرض، فتدخل زيوس فقتل سارق العربة دون أن يعرف من هو فما تخيّله إلّا لصاً سرقها من أبولو. حزن أبولو على ابنه وبكته أخواته ذوات الشعر الذهبي، فلم يستطع أبولو عزائهم فقرر أن يحولّهُنَ إلى أشجار عظيمة، تصطف على جانبيّ النهر لكن الحُزن ظل في قلوب الأشجار فتحولت دموعهن الذهبية إلى الكهرمان الذهبي كشعورهن عندما كُنَّ أخوات فايتون البشريات.