من أين يأتي الحديد
قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (سورة الحديد: 25).
لطالما حيّرت هذه الآية القارئ، فأنزلنا تعني أن الحديد ليس معدنٌ أرضي، ومع تقدم العلم اكتشف أن الطاقة اللازمة لتكون معدن الحديد تحتاج طاقة أكبر من طاقة شمسنا، فطاقة الاندماج النووي في شمسنا بالكاد تنتج عنصر الهيليوم ثاني عناصر الجدول الدوري، لكن حديد الأرض والذي يصل لحوالي أكثر من ألفي مليون مليون مليون طن = 2.145 × 1021 ، لم يتشكل أبداً في الأرض ولا حتى في المجموعة الشمسية وهذا تفسيرٌ منطقي لكلمة ﴿وَأَنْزَلْنَا﴾.
الحديد
هو أحد عناصر الجدول الدوري، بالتحديد في المجموعة الثامنة والدورة الرابعة ويصنف من الفلزات تحديداً،ورمزه (Fe) وهو آتٍ من اللاتينية (ferrum)، وكما ذكرت من قبل يتواجد بكميات هائلة في الكرة الأرضية، وهو من أقد المواد التي استخدمها الإنسان، ولا يزال حتى اليوم الأكثر استخداماً، وهو يمتاز بقدرة المغناطيس على جذبه.
مصدر الحديد
ممّا سبق فالحديد ليس معدناً أرضياً، ومن فحص المعادن في النيازك الحديثة توصل العلماء لإثبات أن الحديد معدن لا أرضي بل ولا شمسي أي أنه تشكل خارج المجموعة الشمسية، وعند فحص النيازك الواصلة إلى الأرض توصلوا إلى أن 90% من كتلة النيزك هي من الحديد، يأتي الحديد من جوف النجوم العملاقة (المستعر الأعظم) عند نهاية دورة حياتها، وبعملية احتراق السيليكون. عندما تندمج نواة ذرة الكالسيوم المستقرة ونواة ذرة الهليوم، ليتكون في البداية عنصر التيتانيوم غير المستقرة. ثم يندمج مع ذرة من الهليوم، ليتكون الكروم غير المستقرة. ثم بالخطوة التالية وقبل تحلل ذرة الكروم غير المستقرة تتحد مع ذرة الهليوم مرة أخرى، لتكوين في هذه المرة ذرة الحديد لكن غير المستقر، وقبل أن تتحلل ذرة الحديد غير المستقرة، تتحد مع ذرة هليوم أخرى، لتكوين ذرة نيكل غير مستقرة، والآن تتحلل ذرة النيكل غير المستقرة لذرة من الكوبالت غير المستقرة، وهمت يتحلل الكوبالت إلى ذرة الحديد المستقرة Fe56. ولأنها مستقرة لا تقبل الاندماج مع أي عنصر آخر، فيشكل الحديد بذلك قلب النجم، ويبدأ النجم عندئذ بالتجمد ويتجه للاستقرار. ولك أن تتخيل كم يحتاج كل تفاعل من هذه التفاعلات من طاقة.
الحديد بالأردن
اكتشف الحديد في الأردن منذ عصور مضت وقد أشار له العالم الجيولوجي الدكتور أحمد الملاعبة الحديد في كهف في حدود عجلون أسماه كهف وردة حيث فيه الحديد الأحمر الشبيه بالورود بألوانه الصفراء والحمراء الرائعة، وقد استنزف الرومان هذه المنجم، وكانت من أسباب بناء قلعة عجلون السيطرة على حصن (كوكب الهوا) غرب النهر ومناجم الحديد في وردة، وفي الستينات من القرن الماضي قامت الحكومة الأردنية بوهب حقوق التنقيب لشركات يوغسلافية وألمانية لتنقيب عن الحديد، وكانت النتائج تفيد بوجود خام الحديد لكن بكميات غير تجارية.