كيف نحمي الشجرة

الأشجار

الأشجار نوع من النباتات التي نجدها ضمن هذا الكون الفسيح، فهي واحدة من الغطاء النباتي الذي يغطي سطح الكرة الأرضية ضمن أنواع وأشكال وأحجام مختلفة. يمكن التمييز بين أنواعها بالعين المجردة عن طريق تمييز أشكال أوراقها وثمارها وبذورها وكذلك اللحاء الذي يغطيها، وتبدأ دورة حياة الشجرة من البذرة ثم تنمو طالما قد تم توفير لها كل احتياجاتها من غذاء وماء وضوء شمس وذلك لتتم عمليات البناء الضوئي (التمثيل الضوئي) حتى تنمو براعم البذور ونبدأ الحصول على الشتلات التي تزرع بعد ذلك ما دامت الاحتياجات السابقة متوفرة بشكل كاف لنحصل أخيراً على الشجرة.

يتم تثبيت الشجرة عن طريق الجذور التي تمتد في التربة بشكل عمودي عليها، والتي تقوم بامتصاص الماء والمعادن والمواد المغذية من التربة، أما جذع الشجرة فهي الجزء الذي يدعم فروعها وينقل الماء والأملاح المعدنية من التربة إلى بقية أجزاء الشجرة، ويغطى الجذع بغطاء خارجي يسمى باللحاء الذي يقوم بحماية الشجرة، أما فروع وأغصانها فهي أجزاء تنمو من الجذع وهي التي تقوم بنقل الماء والأملاح المعدنية من الجذع إلى الأوراق والإبر.

أوراق الشجر والإبر هي الأجزاء الصغيرة الخضراء التي تنمو الفروع والأغصان والتي تقوم بدور امتصاص ضوء الشمس لتقوم بإنتاج المواد الغذائية، حيث تستفيد من ثاني أكسيد الكربون ومن المياه التي تمتص من التربة لتحولها إلى سكريات مغذية للشجرة.

هناك ما يقرب من 20000 من أنواع مختلفة من الأشجار في العالم، فهناك الأشجار ذات الأوراق العريضة كأشجار البلوط والقيقب، التي تتواجد عادة في المناطق المعتدلة. أما النوع الآخر فهو الذي يصنف ضمن الأشجار ذات الأوراق الإبرية كأشجار الصنوبر، إضافة إلى أشجار النخيل كنوع آخر للأشجار التي عادة ما تنمو في المناطق المدارية والمناطق الصحراوية.

تتعرض الأشجار للعديد من التغييرات على مدار السنة، وذلك اعتماداً على مدى احتياجاتها وقدرتها للتكيف مع الظروف المناخية المختلفة، من حرارة أو مياه وغيرها خلال الفصول الأربعة.

أهمية الأشجار

للشجرة دور مهم في مكافحة الاحتباس الحراري، فهي تعمل على إبطاء ارتفاع درجات الحرارة للغلاف الجوي نتيجة عمليات احتراق الوقود الإحفوري الذي ينتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون الضار للبيئة وللكائنات الحية بما فيهم الإنسان والحيوانات، كما تعمل على زيادة التنوع البيولوجي، إضافة إلى ما تقوم به أوراقها المتساقطة من في خفض درجة حرارة التربة والتقليل من فقدان رطوبة التربة، وفي نفس السياق تعمل الشجرة على زيادة خصوبة التربة، كما وتوفر لنا روائح زكية وألوان جميلة تعمل على التقليل من التوتر، الخوف والتعب وتحسن من الصحة النفسية في بعض الحالات، وهي مكان جميل للأطفال والعائلة للتنزه.

استخدامات الأشجار

  • يقوم الإنسان بالاستفادة من الأشجار عن طريق استغلال كل جزء من أجزائها، حيث أنه يقوم بتناول الثمار التي تنتجها أنواع الأشجار المختلفة، كما ويقوم بإدخال بعض مستخلصات هذه الثمار في بعض الصناعات كالأدوية والمنظفات ومستحضرات التجميل وعدد لا يحصى من المنتجات الأخرى، إضافة إلى كل هذا فإنها تدخل في صناعة بعض أنواع الأثاث وتدخل في البناء وصناعة الأوراق.
  • كما وتوفر الأشجار مأوى وظل للعديد من الحيوانات وتعتمد حيوانات أخرى على الأشجار كمصدر لغذائها وغذاء صغارها.
  • يمكن استخدام الأشجار للحد من سرعة الرياح، وفي زيادة رطوبة الغلاف الجوي، وللتقليل من تبخر الماء، وكذلك التقليل من تشكل الفياصانات عن طريق امتصاص مياه الأمطار، إضافة لدورها في منع تآكل التربة على سفوح الجبال أو المنحدرات.
  • إن لزراعة الأشجار دور هام في التقليل من الأشعة فوق البنفسجية التي قد تؤذي الإنسان، كما وأنها تحسن من الاقتصاد عن طريق إنتاج المزيد من المحاصيل، وكذلك امتصاص الأصوات المزعجة خاصة في المدن.

أسباب تلف الأشجار

الأشجار كغيرها من الكائنات قد تتعرض للإجهاد، وقد تعاني من العطش وسوء التغذية، وسوء المعاملة ولبعض الأعداء، فهي تتعرض كغيرها من الكائنات الحية لبعض الأمراض أو المداهمات المختلفة من بعض الكائنات الأخرى عن طريق بعض أنواع الحشرات التي تتغذى على حواف أوراقها، وقد يستخدم بعض المزارعين أو بعض أنواع المبيدات الحشرية التي تعمل على القضاء على بعض هذه الحشرات أو الوقاية منها.

كما وتعد الأشجار معرضة للتخريب خاصة من قبل الإنسان عن طريق تلوث الهواء أو إشعال الحرائق أو قطع أحد فروعها أو قطعها بشكل كامل لأجل الحصول على اخشابها والاستفادة منها في صناعة الأوراق مثلاُ.

كيفية حماية الأشجار

رغم ما تقدمه الأشجار لنا من فوائد خاصة تلك التي تساعد في تنقية الجو والتقليل من تلوث الهواء عن طريق تزويد البيئة بالأكسجين، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وكذلك امتصاص كميات جيدة من الأمطار، إلا أنها تتعرض للعديد من الأمور التي ذكرت سابقاً، مما يستدعي محاول إيجاد بعض الحلول التي تحمي الأشجار وتخفف من بعض الأمور التي تضرها، ومن أهم هذه الأمور هي في النقاط التالية:

  • نشر الوعي الكامل بين السكان من جميع الفئات العمرية عن طريق توزيع بعض البروشورات التوعوية أو إبداء مساحة جيدة لكيفية حماية الأشجار ضمن المناهج المدرسية.
  • يجب الانتباه قبل الشروع بعمليات البناء إلى السعي في تقييم الأشجار الموجودة في المنطقة قبل قطعها، فقد تكون أشجار ذات أهمية بالغة.
  • وضع مبادئ توجيهية محددة لمنع الإضرار بأي شجرة تكون بالقرب من أي مشروع بناء في نفس المنطقة.
  • الاستفادة من بعض الأشجار عن طريق تحسين الأنواع عن طريق التجارب وعمليات التهجين بحيث يتم الحصول على أصناف ذات قدرة جيدة على التكاثر.
  • مراعاة أن للأشجار دور مهم في توفير الظل للعقارات السكنية والتجارية القريبة منها، لذلك يجب الحفاظ عليها والتقليل من إجهادها.
  • تجنب زراعة الأشجار بالقرب من المناطق ذات الحركة المرورية المزدحمة.
  • تجنب إلقاء المواد الكيميائية والمواد الأخرى المضرة بالأشجار.
  • توفير درجات الحرارة التي تناسب أنواع الأشجار التي نقوم بزراعتها.
  • الانتباه من إشعال النار بالقرب من الأشجار، وإن كان الأمر ضرورياً فيجب التأكد من إخمادها فور الانتهاء من استعمالها.
  • قد تتعرض بعض الغابات للحرائق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فيجب حينها العمل على إخمادها سريعاً حتى لا يمتد الحريق ويشمل جميع الأشجار.
  • الاهتمام بتسميد الأشجار بالسماد المناسب مع تجنب استعمال السماد الكيميائي، وتفضيل السماد العضوي الطبيعي عن باقي أنواع الأسمدة.
  • زراعة بعض أنواع الشجيرات كنباتات الزينة لما لها من فوائد وخصائص عطرية وطبية.
  • إمداد الأشجار التي تعتمد على الإنسان في ريها وذلك بتزويدها بكميات المياه التي تتناسب مع احتياجاتها خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة منعاً من تعرضها للجفاف.
  • توفير درجة حرارة ودرجة رطوبة مناسبة للتربة فهي الجزء المهم الذي يساعد الأشجار على النمو والإنتاج.
  • توفير بعض الوسائل التي تحمي الأشجار من العواصف الثلجية والصقيع.
  • القضاء على أي نوع من الحيوانات كالفئران والأرانب (القوارض) فقد تتسب بالضرر للأشجار.
  • يجب مراعاة المكان المناسب لنوع الشجرة التي سنقوم بزراعتها.
  • التقليل من الرعي الجائر عن طريق توفير المراعي الطبيعية الخاصة، فإن للرعي الجائر دور في تدهور الغطاء النباتي الذي يشمل الأشجار، وبالتالي فإن هذا سيزيد من انجراف التربة.