داء الحفر: مرض ينتج عن نقص فيتامين ج

ما المقصود بداء الحفر؟ ما علاقته بالبحارة والقراصنة؟ وكيف يمكن لتدني مستويات فيتامين ج أن يسببه؟ معلومات هامة بانتظاركم في المقال الآتي:

داء الحفر: مرض ينتج عن نقص فيتامين ج

يعرف داء الحفر بمسميات عديدة، مثل: مرض الاسقربوط (Scorbutus)، والبثع (Scurvy)، وداء بارلو (Barlow’s disease)، وداء مولر (Moeller’s disease)، وعوز فيتامين ج. 

ما المقصود بداء الحفر؟

هو مرض ينشأ جراء الإصابة بنقص حاد في فيتامين ج نتيجة عدم الحصول على كمية كافية من هذا الفيتامين لفترة طويلة نسبيًّا. 

عادة ما تبدأ أعراض المرض بالظهور بعد 3 أشهر تقريبًا من الإصابة بنقص فيتامين ج، وهذه قد تظهر وتختفي بوتيرة دورية أو قد تلازم المريض طيلة الوقت. 

بسبب أهمية فيتامين ج في تكوين أنسجة الجسم قد يؤدي نقصه لمضاعفات وأعراض عديدة، مثل: ضعف العظام، وفقر الدم، كما يمكن لهذا المرض أن يسبب كذلك تشوهات في الجهاز الهيكلي لا سيما عند الإصابة به خلال مرحلة الطفولة.  

يمكن علاج داء الحفر من خلال سد النقص الحاصل في فيتامين ج، لكن وإذا لم يتم علاج المرض في الوقت المناسب، أو إذا ما استمرت الأعراض بملازمة المريض لأشهر دون علاج يمكن لداء الحفر أن يتسبب في مضاعفات خطيرة وقاتلة. 

  • داء الحفر: مرض كان شائع الانتشار بين البحارة قديمًا 

في ما مضى كان داء الحفر يعد من الأمراض الشائعة بين البحارة والقراصنة الذين كانوا يمضون فترات طويلة بين أمواج البحار بعيدًا عن اليابسة، إذ كان يصعب على هذه الفئة تحديدًا الحصول على الخضروات والفواكه الطازجة، لذا كان هذا المرض يعرف قديمًا باسم داء القراصنة. 

وصولًا لفترة الثورة الصناعية تسبب داء الحفر في وفاة أكثر من مليوني بحار حول العالم، أما في وقتنا الحاضر فقد أصبح داء الحفر من الأمراض غير الشائعة. 

أسباب داء الحفر

إليك التفاصيل:

  • فيتامين ج: فيتامين في غاية الأهمية للجسم  

يعد فيتامين ج أحد أنواع الفيتامينات ومضادات الأكسدة الهامة، والتي قد تلعب دورًا محوريًّا في الآتي: 

  1. إنتاج الكولاجين الهام لتكوين مختلف أنسجة الجسم، مثل: العظام، والبشرة، وجدران الأوعية الدموية، والأنسجة المكونة والداعمة لأعضاء الجسم. 
  2. إصلاح أنسجة الجسم التالفة، ودعم عمليات التئام وتعافي الجروح.  
  3. إنتاج خلايا عصبية جديدة.
  4. تعزيز امتصاص الحديد من الطعام.
  5. دعم جهاز المناعة.

لذا يمكن لتدني مستويات هذا الفيتامين أن يخل بوتيرة سير العمليات التي يدخل فيتامين ج فيها والتي ذكرناها للتو، مما قد يكون له عواقب وخيمة على الجسم. 

  • عوامل وأسباب تدني مستويات فيتامين ج 

لا يمكن للجسم أن يقوم بتصنيع فيتامين ج لذا يجب الحصول عليه من مصادر خارجية، وإذا لم يتم الحصول عليه بكميات كافية عندها قد ينشأ داء الحفر، وهذه أبرز العوامل التي قد ترفع من فرص تدني مستويات فيتامين ج ونشأة داء الحفر: 

1. عوامل متعلقة بالحمية 

مثل: 

  • اتباع حمية تحتوي على كميات قليلة من مصادر فيتامين ج، أو تخلو تمامًا من مصادر فيتامين ج. 
  • اتباع حمية قاسية بهدف فقدان الوزن، أو الحاجة لاتباع حميات قاسية بسبب الإصابة بأنواع حادة من الحساسية الغذائية.
  • الإفراط في شرب الكحوليات.
  • طبخ مصادر فيتامين ج بإفراط، مما قد يحفز تدمير محتواها من فيتامين ج.

2. الإصابة بأمراض معينة

مثل: 

  • أمراض قد تخل بقدرة الجسم على امتصاص فيتامين ج، مثل: داء كرون، والداء البطني، والتهاب القولون التقرحي.
  • أمراض أو اضطرابات نفسية وعصبية، مثل: الاكتئاب، والقهم العصابي، والتوحد. 
  • أمراض الكلى التي قد تستدعي الخضوع لغسيل الكلى.

3. عوامل أخرى

مثل: 

  • الحمل.
  • تعاطي العقاقير غير المشروعة.
  • التدخين.

أعراض داء الحفر

هذه أبرزها:

  • مشكلات فموية، مثل: تخلخل الأسنان، وتورم ونزيف اللثة، والتهابات اللثة، وجفاف الفم. 
  • شعور بالتعب والضعف.
  • ضعف مناعة الجسم، والإصابة المتكررة بالعدوى والأمراض. 
  • نزيف الأنف المتكرر.
  • سهولة الإصابة بالكدمات، وسهولة النزيف. 
  • صعوبة أو عدم التئام الجروح.
  • فقر الدم. 
  • آلام في المفاصل والعضلات، وآلام في الأطراف تحديدًا. 
  • حمى.
  • جفاف وتقصف الشعر. 
  • جفاف وتقشر الجلد. 
  • اصفرار البشرة، واصفرار بياض العيون.
  • ظهور بقع حمراء أو زرقاء على البشرة.
  • اضطرابات مزاجية.
  • إسهال مزمن.
  • ظهور نتوءات في محيط البصيلات. 

قد تختلف حدة هذه الأعراض من شخص لآخر، كما قد تزداد الأعراض سوءًا مع الوقت. 

تشخيص داء الحفر

لتشخيص الإصابة غالبًا سيطلب من المريض إعلام الطبيب بطبيعة الحمية التي يتبعها، كما قد يتم إخضاعه لفحوصات متنوعة، مثل:  

  • فحص جسدي، وتحري الأعراض الظاهرة. 
  • تحليل دم لتحري مستويات فيتامين ج.
  • التصوير بالأشعة السينية لتحري الحالة الصحية للعظام. 

قد يكون الفحص الجسدي كافيًا لتشخيص الحالة دون الحاجة لأية فحوصات إضافية. 

علاج داء الحفر 

عادة ما تبدأ حالة المريض بالتحسن بعد 1 – 2 يوم من بدء العلاج، وقد تختفي الأعراض في غضون أسبوعين، يمكن علاج داء الحفر من خلال محاولة سد النقص الحاصل في فيتامين ج، وهذه أبرز الإجراءات التي قد يوصي بها الطبيب لتحقيق ذلك: 

1. اتباع حمية غنية بمصادر فيتامين ج

هذه أبرز مصادر فيتامين ج:

  • أنواع عديدة من الخضروات، مثل: الملفوف، والهليون، والبندورة، والبروكلي.
  • أنواع عديدة من الفواكه، لا سيما الحمضيات، مثل: البرتقال، والكيوي، والفراولة، والعنب، والليمون.

2. طرق طبية 

مثل:

  • تناول مكملات فيتامين ج، إذ قد يوصى بأخذ جرعات دوائية من فيتامين ج على هيئة مكملات فموية أو حقن. 
  • علاج المسببات المرضية التي ربما أدت لنشأة داء الحفر، فرفع منسوب فيتامين ج دون علاج السبب الذي أدى إليه قد يسبب انتكاس حالة المريض.

من قبل
رهام دعباس

الاثنين 3 كانون الثاني 2022


االمرجع : webteb.com