الدورة الدموية للجنين: كيف تعمل؟
هل تعتقد أن الدورة الدموية للجنين تختلف عن الدورة الدموية ما بعد الولادة؟ تابع القراءة لمعرفة الإجابة وأهم التفاصيل الأخرى.
نعلم أن الدورة الدموية من العمليات الحيوية المهمة في الجسم التي تساعد أجهزة الجسم المختلفة على أداء وظيفتها، إذ إنها مسؤولة عن تدفق الدم وإمداد أجهزة الجسم بالأكسجين.
لكن ماذا عن الدورة الدموية للجنين؟ تعرف في المقال الآتي على أهم تفاصيل حول الدورة الدموية للجنين:
الدورة الدموية للجنين: ما هي؟ وكيف تختلف؟
يقصد بالدورة الدموية للجنين أنها نظام دوراني يغذي الجنين بالأكسجين والغذاء بواسطة المشيمة والأوعية الدموية في الحبل السري.
وتختلف الدورة الدموية للجنين عن الدورة الدموية ما بعد الولادة، إذ تعد الدورة الدموية للأجنة أكثر تعقيدًا من الدورة الدموية للطفل بعد الولادة، ذلك بسبب ما يأتي:
- المشيمة خلال فترة الحمل تؤدي وظيفة الرئتين عند الطفل بعد الولادة، وتقوم بنقل الدم المؤكسد عبر الأوعية الدموية في الحبل السري إلى الجنين.
- الدورة الدموية للجنين تسمح بخروج الفضلات وغاز ثاني أكسيد الكربون بواسطة الحبل السري والمشيمة إلى الدورة الدموية للأم للتخلص منها.
- الجهاز الدوراني للجنين يتكون من تحويلات وهي ممرات صغيرة توجه الدم الذي يحتاج للأكسجين دون مروره بالرئتين والكبد للجنين بسبب عدم اكتمال نمو هذه الأجزاء بينما ما زال الجنين في الرحم، لكن تختفي هذه الممرات عند الطفل بعد الولادة، وهما:
- الثقبة البيضوية (Foramen ovale): هي تحويلة تقوم على نقل الدم من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر.
- القناة الشريانية (Ductus arteriosus): هي وعاء دموي ينقل الدم من الشريان الرئوي (Pulmonary artery) إلى الشريان الأبهر (Aorta).
كيف تعمل الدورة الدموية للجنين؟
إليك في الآتي سير الدورة الدموية للجنين بالتفاصيل:
- يدخل الدم من الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة عبر الوريد في الحبل السري.
- يتدفق الدم المؤكسد عبر الوريد السري إلى كبد الطفل وينقسم إلى ثلاثة تفرعات.
- يتحرك الدم في تحويلة تسمى القناة الوريدية مما يسمح للدم بالانتقال إلى وعاء كبير وهو الوريد الأجوف السفلي وتجاوز الكبد، لكن هناك كمية قليلة من الدم تصل للكبد ذلك لتزويده بالأكسجين والمواد الغذائية.
- يتحرك الدم المؤكسد من الوريد الرئيس المتصل بالقلب وهو الوريد الأجوف السفلي إلى الأذين الأيمن.
- يدخل الدم إلى الأذين الأيمن ويبدأ بتدفق عبر الثقبة البيضاوية منتقلًا إلى الأذين الأيسر.
- يمر الدم بالبطين الأيسر للقلب ومن ثم يذهب إلى الشريان الأبهر، الذي يرسل الدم المؤكسد إلى عضلة القلب والدماغ والأجزاء السفلية من الجسم.
- يعود الدم المحمل بالفضلات وثاني أكسيد الكربون إلى الأذين الأيمن للقلب عبر الوريد الأجوف العلوي، إذ يختلط مع الدم المؤكسد وينتقل إلى البطين الأيمن.
- يندفع الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي وتدخل كمية قليلة من هذا الدم إلى الرئة.
- يتم اندفاع غالبية الدم عبر القناة الشريانية إلى الشريان الأبهر الهابط متجاوزًا الرئتين.
- يندفع الدم إلى الشرايين السرية ويتدفق إلى المشيمة عبر الحبل السري.
- تخرج الفضلات وغاز ثاني أكسيد الكربون عبر الحبل السري إلى الدورة الدموية للأم، وتدخل العناصر الغذائية من المغذيات والأكسجين إلى الجنين من الأم.
ماذا يحصل عند الولادة؟
إن الدورة الدموية للجنين تختلف بمجرد أخذ المولود أول أنفاسه، إذ يتم قطع الحبل السري مما يؤدي إلى إيقاف إمداد الأكسجين والمغذيات على المولود من الأم، وهناك مجموعة من التغيرات التي تحدث للدورة الدموية عند المولود، إذ يتم إرسال كمية أكبر من الدم إلى الرئتين لالتقاط الأكسجين، ومنها هذه التغيرات الآتي:
- تبدأ الرئتان بالتوسع، ومع هذا التوسع يتم تنظيف الحويصلات الهوائية في رئتين المولود من السوائل.
- ارتفاع ضغط دم الطفل والهبوط الشديد في الضغط الرئوي يتسبب بعدم الحاجة إلى تحويل الدم عبر القناة الشريانية مما يتسبب في إغلاقها.
- تسبب التغيرات السابقة بزيادة الضغط على الأذين الأيسر وخفض الضغط على الأذين الأيمن مما يتسبب في تحول الضغط مما يحفز الثقبة البيضوية على الانغلاق.
بعد الولادة يتم الانغلاق التام للقناة الشريانية والثقبة البيضاوية خلال الأيام الأولى، وقد تبقى مفتوحة عند أطفال الخداج فترة أطول، إذ يؤدي ذلك إلى اختفاء الدورة الدموية للجنين وظهور الدورة الدموية لحديث الولادة.
االمرجع : webteb.com