الدوبامين والقهوة: ما العلاقة بينهما؟

الدوبامين هو أحد أنواع النواقل العصبية في الدماغ والذي يرتبط بالشعور بالمتعة والرضا والتحفيز وغيرها، ولعلّك تشعر بأن شربك لمشروبك المفضل في الصباح يمدك بالطاقة وبإحساس جيد، فما هي علاقة الدوبامين والقهوة؟ اكتشفوا الإجابة معنا في المقال الآتي:

العلاقة بين الدوبامين والقهوة

تعد القهوة مشروبًا غنيًا بمادة الكافيين وهي مادة ذات تأثير منشط على الدماغ ويعود ذلك إلى تركيبتها إذ يمكن لمادة الكافيين اختراق حاجز الدماغ بعد انتقالها إليه من مجرى الدم، وفي الحقيقة فإنّ الدوبامين والقهوة مرتبطان بشكل كبير، إذ يؤثر الكافيين على مستويات الدوبامين كما يأتي:

1. يستطيع الكافيين اختراق الحاجز الدماغي الدموي بعد امتصاصه من الأمعاء وذلك بسبب تركيبته.
2. يرتبط الكافيين بمستقبلات الأدينوسين (Adenosine) في الدماغ، وذلك لتشابه تركيبته بتركيبة الأدينوسين، وهو نوع آخر من النواقل العصبية يساعد الجسم على النوم ويرتبط بالشعور بالإرهاق، مما يغلق عمل المُستقبلات.
3. يؤدي ارتباط الكافيين بمستقبلات الأدينوسين إلى زيادة إفراز الدوبامين، كما أنّ ذلك يساعد الدوبامين على أداء وظائفه بشكل أكثر فعالية، كما يتسبب الكافيين بزيادة إفراز الأدرينالين والذي يعد عامل محفز آخر للجسم مما يعطي الجسم شعور بالتنبه والتحفز والطاقة.

نتائج علاقة الدوبامين والقهوة

بعد أن تعرفنا على علاقة الدوبامين والقهوة لعلّك تتساءل عن نتائج تأثير القهوة على الدوبامين، ونوضح لكم نتائج ذلك فيما يأتي:

1. فوائد تأثير القهوة على الدوبامين 

كما ذكرنا في علاقة الدوبامين والقهوة فإنّ زيادة الدوبامين يعطي شعور جيد للفرد كما أنّ له مجموعة من الفوائد، نضع بين أيديكم بعضها بالإضافة إلى فوائد عامة لشرب القهوة فيما يأتي:

• تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم.
• تحفيز القدرة على التركيز والانتباه.

2. أضرار تأثير القهوة على الدوبامين

كما ذكرنا سابقًا فإنّ مادة الكافيين الموجودة بكمية كبيرة في القهوة تؤثر على الدماغ، وفي الحقيقة فإنّ ذلك يمكن أن يسبب الإدمان كما أنّ له بعض الأضرار على الصحة كما يأتي:

• يسبب الكافيين الرعاش كما قد يؤدي إلى تسارع في نبضات القلب ويسبب التوتر.
• يؤدي نزول مستويات الأدرينالين بعد انتهاء مفعول القهوة إلى الشعور بالتعب والاكتئاب.
• يمكن أن يؤثر شرب القهوة على احتمالية الإصابة بنوبة صرع بسبب تأثير الكافيين على مستقبلات الأدينوسين.
• يؤثر الكافيين بشكل سلبي على قدرة الجسم على النوم وعلى جودته، فحتى عند النوم يمكن أن يمنع تواجد الكافيين في الدم الجسم من دخول حالة النوم العميق.
• يمكن أن يسبب الكافيين الإدمان وذلك نتيجًة لتأثيره على مستويات الدوبامين إلا أنّ تأثيره مختلف عن الأدوية المسببة للإدمان كالكوكايين لذلك لا يتسم بالاعتمادية إلا أنّ إيقاف شرب القهوة بشكل مفاجئ بعد وقت طويل يؤدي إلى أعراض انسحابية.
• يؤدي شرب القهوة لفترات طويلة إلى حدوث مقاومة في الجسم (Tolerance) لمادة الكافيين، إذ يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من المادة للحصول على نفس الشعور السابق ويعود ذلك إلى أنّ الدماغ يعمل على زيادة إنتاج مستقبلات الأدينوسين عند شرب القهوة لفترات طويلة.

أعراض الإدمان على القهوة

بعد أن وضحنا علاقة الدوبامين والقهوة ذكرنا أن الكافيين يمكن أن يسبب نوع من أنواع الإدمان، والذي لا يعد إدمان اعتمادي وخطير كبعض المواد الأخرى ويصنف إدمان القهوة بناًء على اعتمادية الفرد عليه وشدة الأعراض الانسحابية لإيقافه ونوضح ذلك فيما يأتي:

• الإصابة بمقاومة الكافيين إذ يحتاج الجسم إلى شرب كميات أكبر من القهوة.
• عدم القدرة على إيقاف شرب القهوة أو المشروبات الأخرى التي تحتوي الكافيين.
• الاستمرار في شرب القهوة بالرغم من معرفة تأثيرها السلبي على الجسم والصحة النفسية للفرد.
• المعاناة من أعراض إيقاف القهوة الانسحابية أو اللجوء إلى شربها لعلاج هذه الأعراض الانسحابية.
• الإصابة بأعراض انسحابية عند التوقف عن شرب القهوة فجأة، مثل: الصداع، والإرهاق، وفقدان القدرة على التركيز كما يسبب التوتر، والاكتئاب، والانفعال.

نصائح لإيقاف شرب القهوة

بعد أن تعرفنا على علاقة الدوبامين والقهوة نضع بين أيديكم بعض النصائح التي يمكن اتباعها في حال رغبتم في التخفيف من شرب القهوة لتقليل الأعراض الجانبية وتفادي الإدمان عليها فيما يأتي:

• استبدل بعض فناجين قهوتك اليومية بالقهوة الخالية من الكافيين.
• قلل من كمية القهوة التي تشربها بشكل تدريجي وتكون مدة زوال الأعراض الانسحابية قصيرة إذ تتراوح بين 7 – 12 يوم.
• جرّب شرب الشاي الأخضر، وشاي الماتشا بدلًا من القهوة لما لهم من خصائص مضادة للأكسدة بالإضافة إلى احتواءهم كميات أقل من الكافيين.