أنواع الجلطات الدماغية: تعرف عليها
ما أنواع الجلطات الدماغية؟ ما الأنواع الأكثر شيوعًا منها؟ وما الذي عليك عرفته عنه كل نوع؟ معلومات وتفاصيل هامة بانتظارك في المقال الآتي.
فلنتعرف على أنواع الجلطات الدماغية العديدة في ما يأتي:
أنواع الجلطات الدماغية: مقدمة هامة
على الرغم من أن مصطلح الجلطة الدماغية يعد مصطلحًا بديلًا للسكتة الدماغية في اللغة العامية، إلا أنه من الضروري إجراء بعض التوضيحات الطبية في هذا الصدد.
إذ غالبًا ما يتم استخدام مفهوم “الجلطة” في الحالات الطبية التي يحدث فيها انسداد في وعاء دموي ما في الجسم جراء وجود خثرة (جلطة) عالقة فيه، وهذا المفهوم ينطبق على أنواع معينة فقط من السكتة الدماغية، مثل الأنواع الآتية:
- بعض أنواع السكتة الدماغية الإقفارية.
- السكتة الدماغية المصغرة.
لكن سوف نتعامل مع مفهوم الجلطة الدماغية آتيًا على أنه اسم بديل للسكتة الدماغية، وذلك تماشيًا مع التسميات الشائعة للحالة.
أنواع الجلطات الدماغية الرئيسة
للجلطة الدماغية نوعان رئيسان، وهما:
1. الجلطة الدماغية النزفية
ينشأ هذا النوع جراء تمزق أحد الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، وهذا التمزق قد يحصل تحديدًا في المناطق المصابة بالترقق من الأوعية الدموية الدماغية.
تعد الجلطة الدماغية النزفية أحد الأنواع غير الشائعة من الجلطات الدماغية، لا سيما مقارنة بالجلطة الدماغية الإقفارية التي سوف نتطرق إليها لاحقًا.
الجلطة الدماغية النزفية هي حالة خطيرة، فعند تمزق أحد الأوعية الدماغية تنقطع إمدادات الدم والأكسجين عن الدماغ، كما قد تتورم أنسجة الدماغ وقد يبدأ الدم بالتجمع في داخل الرأس، مما قد يفرض ضغطًا متزايدًا على أنسجة الدماغ وباقي الأوعية الدموية الموجودة فيه، وهذا الضغط قد يلحق أضرارًا خطيرة بالدماغ.
تصنف الجلطة الدماغية النزفية في عدة أنواع كما يأتي:
الجلطة الدماغية الناجمة عن نزيف داخل الدماغ
ينشأ هذا النوع جراء تمزق أحد الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، الأمر الذي قد يسبب نزيفًا سريعًا في داخل الدماغ.
هذا النوع من الجلطات الدماغية قد لا تسبقه أية مؤشرات، بل يميل للحدوث فجأة، وقد يكون هذا النوع من الجلطات الدماغية خطيرًا وحادًّا، وقد يؤدي للدخول في غيبوبة أو للوفاة.
يعد مرضى ضغط الدم المرتفع أكثر عرضة من غيرهم لهذا النوع من أنواع الجلطات الدماغية.
الجلطة الدماغية الناجمة عن نزف تحت العنكبوتية
ينشأ هذا النوع جراء حصول نزيف في محيط الدماغ؛ بالأخص في الحيز تحت العنكبوتي الفاصل بين الدماغ والغشاء المحيط به (والذي يعرف بالسحايا). غالبًا ما يشعر المصاب بهذا النوع من أنواع الجلطات الدماغية بصداع حاد مفاجئ كما قد يشعر بصوت فرقعة.
تلعب عوامل عديدة دورًا في جعل البعض أكثر عرضة لهذا النوع من أنواع الجلطات الدماغية النزفية، مثل: تناول مميعات الدم، والتعرض لإصابة مباشرة في منطقة الرأس، والإصابة باضطرابات نزف الدم، والإصابة بحالة أم الدم.
2. الجلطة الدماغية الإقفارية
ينشأ هذا النوع من أنواع الجلطات الدماغية نتيجة توقف الدم عن الوصول إلى الدماغ بسبب انسداد أحد الأوعية الدموية، وهذا الانسداد قد يحصل جراء عوامل عديدة، مثل: الخثرات الدموية، أو تراكم الرواسب الدهنية والكولسترول.
نتيجة توقف تدفق الدم إلى الدماغ تنقطع إمدادات الأكسجين والمواد الغذائية الهامة لأنسجة الدماغ، مما قد يحفز بدء وفاة هذه الأنسجة في غضون دقائق.
تعد الجلطة الدماغية الإقفارية من أكثر أنواع الجلطات الدماغية شيوعًا؛ فما نسبته 80 – 90% من حالات الجلطة الدماغية الموثقة طبيًّا هي جلطات دماغية إقفارية.
تصنف الجلطة الدماغية الإقفارية في عدة أنواع كما يأتي:
الجلطة الدماغية الخثارية
ينشأ هذا النوع جراء تكون خثرة في الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم، وهذه الخثرات غالبًا ما تتكون جراء خلل في الشريان المخي تحديدًا، من الجدير بالذكر أن قرابة نصف حالات الجلطات الدماغية هي جلطات دماغية خثارية.
تعد الجلطة الدموية الخثارية أكثر شيوعًا بين كبار السن، لا سيما المصابون منهم بحالات مرضية معينة، مثل: حالة التصلب العصيدي، أو مرض السكري.
الجلطة الدماغية الصمية
تنشأ الجلطة الدماغية الصمية جراء انسداد أحد الأوعية الدموية في الدماغ بسبب خثرة دموية أو بسبب تراكم الدهون والكولسترول، لكن وعلى عكس النوع السابق غالبًا ما تتكون المواد المسببة للانسداد الحاصل خارج محيط الدماغ، لتنتقل مع مجرى الدم وصولًا إلى الدماغ.
يعد مرضى القلب ومن سبق لهم الخضوع لجراحة في القلب أكثر عرضة لهذا النوع من الجلطات الدماغية، غالبًا ما تظهر أعراض الجلطة الدماغية الصمية فورًا على المريض، إذ يميل هذا النوع من أنواع الجلطات الدماغية للتفاقم بوتيرة متسارعة دون سابق إنذار.
أنواع للجلطة الدماغية الأخرى
بالإضافة لأنواع الجلطات الدماغية المذكورة أعلاه قد يكون للجلطة الدماغية أنواع أخرى، وهي كما يأتي:
1. الجلطة الدماغية المصغرة
يعرف هذا النوع كذلك باسم النوبة الإقفارية العابرة، وينشأ نتيجة إعاقة خثرة دموية لتدفق الدم للدماغ مؤقتًا.
يوصى باستشارة الطبيب دون تأخير بمجرد ظهور أعراض الجلطة الدماغية المصغرة، فهذه الحالة غالبًا ما تكون مؤشر إنذار مبكر دال على أن المريض يوشك على الإصابة بجلطة دماغية كاملة.
لا تختلف أعراض الجلطة الدماغية المصغرة عن أعراض أنواع الجلطات الدماغية الأخرى، لكن غالبًا ما تختفي أعراضها بسرعة في غضون دقائق أو ساعات، وقد تختفي أعراضها بوتيرة قد لا تجعل المريض يدرك أنه أصيب بها من الأصل.
2. الجلطة الدماغية الصامتة
يعرف هذا النوع بالجلطة الدماغية الصامتة نظرًا لصعوبة رصد أعراضه وتمييزها، فضلًا عن أن المريض قد لا يتذكر أنه أصيب به من الأصل، غالبًا ما تتسبب الجلطة الدماغية الصامتة بتلف دائم في الدماغ.
يمكن رصد التلف الدماغي الذي سببته الجلطة الدماغية الصامتة من خلال إجراء صورة طبية للدماغ، إذا تكررت الإصابة بالجلطة الصامتة قد يبدأ المريض بمواجهة صعوبات متعلقة بالتفكير والذاكرة. يمكن أن تمهد الجلطة الصامتة الطريق للإصابة بجلطات دماغية أكثر حدة وخطورة مستقبلًا.
3. الجلطة الدماغية في جذع الدماغ
ينشأ هذا النوع من أنواع الجلطات الدماغية جراء خلل قد يطال منطقة جذع الدماغ الواقعة عند جذر الدماغ والمسؤولة عن تبادل المعلومات بين الدماغ والجسم، وهذا الخلل قد يحصل نتيجة عوامل متنوعة، مثل: النزيف، أو الخثرات الدموية.
قد يكون من الصعب رصد هذا النوع لا سيما وأن الأعراض المرافقة له قد لا تشمل في البداية ضعفًا جسديًّا، يمكن أن تؤدي الجلطة الدماغية في جذع الدماغ للإخلال بقدرة المريض على التحكم بكلا جانبي جسمه؛ ليغدو الجزء الوحيد الذي يستطيع المريض تحريكه في جسمه هو العيون فقط.
االمرجع : webteb.com